قال الناقد عصام زكريا رئيس مهرجان الاسماعيلية للأفلام الروائية القصيرة والتسجيلية أن السينما كما نعرفها الان في طريقها للانتهاء مع تطور التكنولوجيا الحديثة وارتفاع نسبة قرصنة الافلام وانتشار ثقافة المشاهدة من خلال اجهزة الكمبيوتر وشبكات الانترنت. وأشار خلال مشاركته في ندوة صناعة السينما.. تحديات وتطلعات- التي عقدت مساء أمس في اطار ملتقي الشباب بالدورة ال48 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب- إلي أن صناعة السينما تعاني من نفس مشاكل وأزمات طباعة الكتب الخاصة بالقرصنة, مضيفا انه يجب التفرقة بين صناعة السينما كصناعة وبين ثقافة السينما ومتابعة الجمهور لها كما يجب التفرقة بين طباعة الكتب ايضا كصناعة والإقبال علي القراءة. وأكد أن الصناعة هي التي تتأثر سلبا بالقرصنة وسرقة الافلام او سرقة الكتب فهي سببا رئيسيا من أسباب تدهور الصناعة لكنها من جانب اخر ساهمت في رفع الذوق العام وأتاحت الفرصة للجمهور لمتابعة افلام جيدة وعالية المستوي والتخلص من الاشاعات الذرية الضارة التي كان يتعرض لها بفعل الافلام المصرية والأمريكية السيئة التي تسيطر علي دور العرض, مضيفا أن القرصنة تضر برجال الاعمال والمنتجين لكنها ليست لها علاقة بتدهور الذوق بل العكس صحيح. وقال إن البعض توقف عن الذهاب الي السينما لكن هذا لا يعني توقفهم عن مشاهدة الأفلام لأنهم يشاهدون الأفلام يوميا علي شاشة الكمبيوتر أو اللاب توب, مشيرا إلي أنه موضوع معقد وبه الكثير من التداخل, لأنه من الممكن أن يؤدي في النهاية وبمرور السنوات الي موت السينما مع توقف المنتجين عن الانتاج بسبب الخسائر التي يتعرضون لها, وبالتالي لن يبقي للمشاهدة سوي الافلام القديمة. وأضاف إذا نظرنا للأمر برؤية مستقبلية من الممكن أن تتغير طريقة صناعة الأفلام وتصبح موجهة للعرض علي الانترنت مباشرة ويتم انتاجها عن طريق طلب التبرعات او اشتراكات رمزية, فهناك بعض الأفلام غير التجارية التي تم انتاجها بالفعل بهذه الطريقة في الاونة الاخيرة وبعض المخرجين فتحوا باب التبرعات لأفلامهم مثل عايدة الكاشف وغيرها, وبالتالي صناعة السينما كما عرفناها ستموت في المستقبل, وتحتاج إلي محاولات إنقاذ لانه في النهاية يظل طقس مشاهدة الأفلام في دور العرض ذو طبيعة خاصة ويختلف تماما عن المشاهدة في المنزل, لأنه طقس اجتماعي مهم في حياة المجتمعات وله دور في استقرارها, واختفاء هذا الطقس سيغير في المجتمع الانساني تماما ادارت الندوة عزة سلطان وشارك فيها المخرج والناقد أحمد حسونة والناقد حسام حافظ ود.محمد عز العرب, وأمجد جمال, ومحمد طارق. وقال أحمد حسونة مدير مهرجان شرم الشيخ للسينما العربية والأوروبية انه يجب العمل تطوير صناعة السينما وتحتاج لدعم الدولة كما كان يحدث في الستينيات من القرن الماضي الدولة تنتج من خلال المؤسسة العامة للسينما, مشيرا الي أن ضعف السيناريوهات يشكل جزء كبير من ازمة صناعة السينما والمثال علي هذا فيلم جحيم في الهند فعلي رغم من احتلاله المركز الأول في الإيرادات إلا أن سيناريو الفيلم كان ضعيفا. وتناول د.محمد عز العرب أزمة التوزيع الداخلي والخارجي للأفلام وكذلك ازمة القرصنة التي تؤثر علي بيع الأفلام بينما تقف الدولة موقف المتفرج ولم تتدخل بشكل رسمي لبيع سرقة الافلام وعرضها علي القنوات الفضائية المنتشرة علي النايل سات, وقام بعرض فيديو عن فقر الابتكار في افيشات الافلام السينمائية واستسهال الكثير من صناع السينما باقتباس افيشات وأحيانا افكار وسيناريوهات من افلام اجنبية معروفة.