25 يناير ثورة شعب يئس من اصلاح مباركي مزعوم, انها ثورة ضد الغباء السياسي؟ لا.. ليست ثورة انها مؤامرة كونية ضد مصر؟؟ مؤامرة صنعها خونة..عملاء, اخوان, شيوعيون, فوضويون, وتسريباتهم التليفونية تكشف عن مؤامرات تدينهم.., كلها تقول: ليست ثورة, انها الخيانة عينها, هذا ما نضحت وطفحت به وسائل اعلامنا الرسمي والخاص..!. كيف نسمح بهذا الهذر؟ كيف نسمح للاعلام بمخالفة الدستور الذي حسم الموضوع كله في ديباجته ستجد اعترافا صريحا بأنها ثورة وطنية عفوية, قام بها شعب أصيل؟ صنع منها الاعلام قصصا وحكايات في هاتيك الايام الصعبة التي أدهشت العالم وتحول ميدان التحرير الي مزار عالمي لقادة الدول.حسبنا مضيعة للوقت فالوطن بحاجة للمخلصين, الحاذقين, العلماء, الخبراء, حسبنا لقد هرمنا من( كذابين الزفة) الذين قفزوا من سفينة مبارك, في25 يناير, برشاقة عالية وبنفس الرشاقة اعتلوا الثورة ودلسوا علي الثوار, انهم رجال كل العصور والدهور., كم غنوا لمبارك وعليه, وبنفس الالحان غنوا للثوار, حسبنا من المادحين والقادحين بغيرعلم, فالمدح السخيف والقدح المخيف أضحيا تجارة رائجة, ولم لا؟؟ عرف الكذابون أن المدح يقود الي المجد حتي ولو علي جثة الوطن, وأن القدح المرير ينال من الناقد البصير الخبير بشئون ما ينقد ليصمت, وكيف يقبل الطبالون بأي صوت أعلي من صوت الحكومة؟ رأيناهم يحتكرون الوطنية و(يغلوشون) علي الثورة والثوار, يصمونهم بكل صفات الخيانة والعمالة. في هذه المرحلة الرمادية.., في ظروف الفتن.., المشتبهات كثيرة.., ان مدحت صانع قرار في موقعه وأشدت بانجاز ينفع الناس, نعتك الطبالون بأنك( طبال) تزاحمهم في أرزاقهم و(رقاص) تمثل خطرا علي رقصهم, وان نقدت قرارا أو قانونا أو توجست من اتفاقية.., تصنف فورا في خانة الاعداء ويتم التأويل والتحريف والتجديف لتصبح شيطانا.., خائنا.., عميلا!.لهذا.., أصبح العمل العام في بلادي صعبا, تحوطه الاشواك, أصبحت مشاورات التشكيل الوزاري بحاجة الي أسابيع كي يكتمل, ينأي الشرفاء بأنفسهم عن منصب الوزير الذي كان مطمحا ومطمعا وشرفا, يهرب منه الآن المحترمون, صونا لأعراضهم بسبب اعلاميين هواة, حواة, يأكلون علي كل الموائد, هؤلاء( الدببة) يتربصون بكل ناقد ليفتحوا عليه مدافع التشهير والتحقير والتخوين والاغتيال المعنوي. فارق كبير خطير.. بين ناقد عليم, بصير, خبير بموضوع نقده.., يلقي الاضواء الكاشفة لترشيد قرار أو لتنبيه صانع القرار.., حماية للوطن وصونا للمال العام وبين ناقد جاهل بموضوع نقده, ناقم, حاقد, يهيل التراب علي كل انجاز ويشوه كل صاحب قرار, لا يعجبه العجب, تأخذه العزة بالاثم, يكيل الاتهام دون دليل بزعم حرية التعبير التي كم ترتكب الآثام باسمها. فارق كبير بين ناقد بصير, قسطاس نفسه, لا يتنظر شكرا ولا يطمح لموقع وناقد متلون لديه الجموح والطموح أملا في ذهب المعز أو خوفا من سيفه, نحن شركاء في هذا الوطن( مادح أو قادح) لمصلحة الوطن أولا,( مؤيد ومعارض) من أجل مصر وهنا يجب أن يتسع صدر الرئيس وأن ينفتح أفق الحكومة فالمستفيد النهائي من المدح والقدح هو الدولة المصرية والشعب المصري والمال العام.