بعد غياب استمر لثلاث نسخ من بطولة أمم إفريقيا يعود أهل القمة إلي مكانهم الطبيعي حيث يجب أن يكونوا في طليعة المنتخبات المشاركة في البطولة الأهم إفريقيا, يعود منتخب مصر سيد القارة والمتوج علي عرش كرتها سبع مرات يحتل بها صدارة الترتيب العام لإبطال القارة وفارق مريح عن أقرب منافسيه الذين لم يستفيد أي منهم من غيابه عن المشاركة في النسخ الثلاث الأخيرة. وتأتي عودة المنتخب المصري في ظروف مغايرة تماما لمشاركاته السابقة خصوصا في الفترة الذهبية مابين2006 و2010 والتي حقق فيها إنجازا يعد اسطوريا بفوزه باللقب ثلاث مرات علي التوالي رغم وجود منافسة قوية جدا من قبل منتخبات عريقة كانت تضم نجوما ساطعة في سماء القارة الأوروبية مع أبرز فرقها, لكن الروح الجماعية التي كانت أبرز ميزات المنتخب المصري وجهازه الفني بقيادة الكابتن حسن شحاتة وقتها, منحت أفضلية إيجابية لإخفاء الفراعنة الذين تفوقها عل كوت ديفوار والكاميرون وغانا في النهائيات الثلاثة فضلا عن التفوق علي نيجيريا والجزائر والسنغال وكوت ديفوار في الأدوار نصف النهائية, ساعتها كان المنتخب المصري سيد الكرة في القارة رغم قلة عدد لاعبيه المحترفين في الخارج ما شكل حالة بحث علمي لكبريات الصحف الرياضية في العالم وكلها تبحث عن السر في ذلك الفريق الذي يقوده جهاز فني وطني ولاعبون معظمهم من المحليين ورغم الفوارق النظرية والواقعية تفوقها علي من يملكون الخبرات والإمكانات الفنية الرفيعة, وكان من حسن الحظ أن ذلك الجيل كان سخيا في عطائه وبرزت كل أسمائه وحققت من الشهرة مايفوق نظيراتها عبر تاريخ الكرة المصرية خصوص في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي لكل هذا تأتي عودة المنتخب المصري بعد تعثر عن بلوغ النهائيات لثلاث مرات, لتؤكد أن سمعة الكرة المصرية كفيلة بأن تمنحه أفضلية علي أقرانه, رغم أن مشاركته تأتي مع جهاز فني اجنبي بقيادة الأرجنتيني هيكتور كوبر الذي يخوض أولي تجاربه في البطولة الأفريقية علي عكس مدرب تونس الفرنسي هنري كاسبرزاك الذي يخوض تجربته الخامسة, وغالبية عناصر المنتخب تخوض التجربة لأول مرة, فليس من بينهم من سبق له التجربة وأحرز اللقب إلا أربعة لاعبين هم عصام الحضري وأحمد فتحي وأحمد المحمدي ومحمد عبد الشافي والأولان فقط هما من فازا بالألقاب الثلاثة المتتالية مايعني أنهما يملكان من الخبرة ما ينعكس إيجابا علي عناصر الشباب, ورغم ذلك يبقي المنتخب المصري أحد الفرق المهمة في البطولة التي لايمكن تجاهلها عند الحديث عن المرشحين للمنافسة علي اللقب, فتاريخه يشفع له رغم الغياب الأخير, وحماسة شبابه ورغبة جهازه في استغلال الفرصة لتأكيد أن الغياب كان لظروف خارجة عن الإرادة, وكذلك لتوجيه رسالة لمنافسيه المباشرين في تصفيات كأس العالم وخصوصا أوغندا وغانا.