هناك نوع من الممثلين عندما تراهم علي الشاشة لا تستطيع أن تري غيرهم.. إنهم يسرقون النظر إليهم.. يجذبون عيون المشاهد.. ويجعلونه لا يفارق حركاتهم. هذا النوع من الممثلين يعمل لهم ألف حساب.. إن قوة مغناطيسيتهم الفنية.. وحضورهم الفني يخشاه أي ممثل يعمل إلي جانبهم. كان الأستاذ النجم.. إستفان روستي.. من ذلك النوع السارق لعيون المشاهد.. إن مجرد ظهوره في مشهد من مشاهد أي فيلم.. كفيل بتحقيق هذه السرقة الفنية الخطيرة.. إنك لا تستطيع إلا أن ترقبه.. وتحتويه بنظراتك منذ أن يظهر وحتي يختفي من المشهد. إن زملاءه في أي فيلم معه كانوا يعملون له ألف حساب وهو كان يعلم ذلك.. ويقلل من خطورة نفسه علي زمالة الآخرين. الاستاذ الفنان الكبير حسين رياض.. كان يكفي ظهوره علي الشاشة.. لإحداث الأثر المطلوب.. الجاذبية القصوي لعيون المشاهد.. وكان النجم الكبير حسين رياض لديه قدرة كبيرة علي التقمص السريع للشخصية التي يمثلها.. وكان يعشق لعب الطاولة.. ولا يتركها إلا لأداء دوره أمام الكاميرا.. والغريب أنه في ثوان يتحول إلي شخصية أخري أمام الكاميرا.. ويسرق حضوره وهو أمام الكاميرا عيون كل المشاهدين. وهذا النجم المبهر المؤثر.. محمود المليجي.. كان هذا الممثل خطورته وهو أمام الكاميرا.. لا تقاوم.. وفي نفس الوقت كان طيب الأداء.. مع كل زملائه الذين يشاركونه في أحداث الفيلم.. ويحاول بكل حرفية النجومية الفنية التي تحتويه.. يحاول دائما.. احتواء أخطاء الآخرين.. ويساند من حوله في أي مشهد يحتاج لمهارات خاصة.. كان يحاول انقاص ذاته الفنية في سبيل الآخرين.. ولكن قدراته الفنية الرائعة كانت تسرقه.. وكانت تصل ببساطة إلي الجمهور ودون عناء.. ليصبح هو بكل طيبته وقدرته الفنية.. ورعاية زملائه المشاركين معه.. وطيبته معهم.. ليصبح بإبداعه هو.. سيد المشهد بلا منازع وهناك من هذا النوع النادر الكثير في مصر.. ويعرفهم أصحاب المهنة ومحترفو التمثيل.. وهم أيضا يعرفون أنفسهم.. ولكن صمتهم المتواضع.. يكشفهم أمام أي كاميرا.. ويعلن أنهم.. سارقو.. عيون المشاهد.