يعاني مايقرب من2000 عامل بمحافظة الغربية أضرار استنشاق غبار مصانع الطوب الطفلي الأحمر المتطاير ودخان المازوت الذي ينتج عن حرقه غازات سامة مثل ثاني وثالث أكسيد الكبريت مما يصيبهم بأمراض خطيرة خاصة في قري مراكزالمحلة الكبري وسمنود وكفر الزيات وزفتي وبسيون بالإضافة إلي وجود هذه المصانع داخل الحيز العمراني. الأمر الذي يهدد حياة عدد كبير من قاطني هذه المناطق بالأمراض الخطيرة مثل الربو والالتهاب الرئوي وحساسية الصدر المزمنة..مطالبين المسئولين بنقل هذه المصانع بعيدا عن التجمعات السكنية. يؤكد أحمد عبد السلام من قرية سنباط أن هناك الكثير من مصانع الطوب الموجودة في القريه لا تزال تعمل بالمازوت وينتج عنها غازات سامة فاقت الحد المسموح به بجانب ملوثات مصانع المبيدات والسماد الأمر الذي أدي إلي ارتفاع نسب الاصابة بالامراض الخطيرة متهما المسئولين بالتقاعس عن نقل هذه المصانع بعيدا عن الحيز العمراني, مضيفا أن حرق الطوب اللبن يأخذ من يومين إلي ثلاثة, وهي الأيام التي يرتفع فيها الدخان الأسود بالسماء مما يهدد صحتهم بأخطر الأمراض. يضيف خالد البسيوني بأن هناك قطاعا عريضا من العاملين أطفال صغار تتراوح أعمارهم بين8 14 عاما يعملون بالقرب من السكينة لحمل بقايا الطوب المتناثرة وإعادة إنتاجها من جديد,وأطفال آخرون يعملون علي رش الرمال علي الطوب الطفلي الأخضر لكي لا يلتصق أثناء نقله إلي الفرن,الأمر الذي يؤدي إلي اصابتهم بأمراض العيون وأمراض الربو وحساسية الصدر المزمنة. يقول أحمد عبد الله عامل بأحد مصانع الطوب الطفلي نفتقد الرعاية الصحية والاهتمام, فلايوجد لدينا تأمينات اجتماعية بإستثناء ثلاثة أو أربعة عمال من المقربين من صاحب المصنع برغم عملنا الشاق..في حين يؤكد أصحاب المصانع أن عددا كبيرا من العمال مؤمن عليهم ويتقاضون رواتبهم كاملة مؤكدين أن أقل عامل يتقاضي مبلغ من500 إلي600 جنيه اسبوعيا ويعمل أقل من6 ساعات يوميا, مضيفا أن استمرار عمل معظم المصانع بالمازوت يرجع إلي ارتفاع تكلفة تحويل العمل من المازوت إلي الغاز الطبيعي حيث تصل تكلفة التحويل إلي الغاز قرابة المليون جنيه وهذا مبلغ كبير جدا بالنسبة لنا موضحا ان المصانع التي تعمل بالغاز لجأت إلي البنوك لتقسيط المبالغ بفوائد كبيرة لانتحملها. وكان تقرير منظمة الصحة العالمية الصادر في نوفمبر2011 قد تضمن أن عوادم مصانع الطوب من أخطر مصادر تلوث الهواء, التي تؤدي للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي مثل الربو وسرطان الرئة, لافتا إلي أن انتشار مصانع الطوب بقري الغربية يمثل خطرا شديدا علي الجميع; بسبب ملوثات المازوت الناتج منها, مناشدا الحكومة بوضع قوانين رادعة وغلق جميع قمائن الطوب التي مازالت تعمل بالمازوت حتي لا يتضاعف تأثيرها علي الأهالي واستخدام مصانع الطوب الطفلي والأسمنتي كحل بديل لهذه المصانع, التي تسبب خطرا داهما علي الإنسان والنبات. من جانبه أكد أحمد ضيف صقر محافظ الغربية أنه تم تحرير العديد من المحاضر البيئية لأصحاب هذه المصانع, الأمر الذي قلل من انتشارها في الفترة الاخيرة,مضيفا انه تم إعطاء أصحاب المصانع التي تعمل بالمازوت فرصة لتوفيق اوضاعهم والتحويل والعمل بالغاز الطبيعي,بالإضافة إلي الحملات المستمرة علي هذه المصانع التي تتسبب أيضا في تبوير الأراضي الزراعية من أجل انشاء قمائن جديدة.