10 ايام تفصلنا عن مراسم تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب والذي جاء فوزه بمثابة الصدمة لكثير من الأمريكيين والكارثة علي دول اوروبا وفقا لرأي المستشارة الالمانية انجيلا ميركل التي اعلنت فور فوزه في سباق الانتخابات الامريكية أن اوروبا ستشهد انتكاسة اقتصادية لا مثيل لها بعد فوز الفتي المتهور الذي لن يبقي علي علاقات بلاده الطيبة مع اي من الدول الاوروبية بل سيعمل وفقا لمبدأ مصلحتي أولا وهو ما اكده ترامب مرارا وتكرارا في كثير من احاديثه مع وسائل الإعلام اذ اشار الي انه ينوي التعامل مع كل دولة أوروبية علي حده وستتفاوت علاقات بلاده مع دول القارة العجوز وفقا لاحتياجات ومصالح واشنطن. وتشير التوقعات المعلنة من جانب عدد من الخبراء الي أن فوز ترامب سيجلب المتاعب لأوروبا اذ اعلن عقب فوزه أن بلاده ستنسحب من حلف الناتو لعدم فاعليته وهو الامر الذي يهدد كيان الحلف و يجبر الدول الأوروبية علي إعادة حساباتها من جديد من حيث الإنفاق علي التسلح, خاصة أن أوروبا منذ عام1940 وهي تعتمد علي القدرات العسكرية الامريكية,خاصة في مجالات الردع النووي والمجالات الاستخبارية وبقرار ترامب ستضطر دول القارة العجوز سوي البحث عن سبل جديدة لحماية نفسها. كما يري ترامب أن اتفاقيات التجارة المبرمة مع دول الاتحاد تضر بالمصالح الامريكية وتضر بعمالتها وتؤثر علي القدرات التنافسية لبلاده, ومن هنا فقد يسعي في الفترة المقبلة الي التملص من تلك الاتفاقيات وهو ما سيضر بمصالح كثير من الدول الأوروبية وبذلك يمكننا أن نقول أن واشنطن بصدد التخلي عن النظام العالمي الذي يكبدها الكثير وهي في غني عن ذلك خاصة بعد تعهد ترامب بتوفير مليارات الدولارات لامريكا كل عام. كما أكدت توقعات عدد من الخبراء والمراقبين الي أن فوز ترامب سيجلب المزيد من الصراعات في آسيا خاصة وانه يحاول افتعال الازمات مع الصين وكان اخرها اتهامه لها بسرقة مسبار امريكي وتخليه عن سياسة الصين الواحدة الامر الذي يمكنه من الضغط علي بكين لتقديم تنازلات تجارية, وغيرها من الاتهامات والتحذيرات التي يطلقها علي تويتر, الامر الذي دفع الصحف العالمية الي تاكيد أن عام2017 سيشهد حربا شرسة بين البلدين وسيكون مقرها بحر الصين الجنوبي حيث تقع معظم الانتهاكات من الطرفين واستعراض القوي, ومع تأكد الصين من تراجع النفوذ الامريكي في عهد ترامب فستزداد قوة وشراسة ونفوذا. اضافة الي موقفه مع كوريا الجنوبية وتأكيده أن وجود الاسطول الامريكي علي أراضيها للحماية من اي اعتداء لابد وان يكون له ثمن مدفوع وهو ما يؤكد أن واشنطن بدأت تغير استراتيجياتها في المنطقة وبصدد التخلي عن سول التي اصبحت وحيدة امام تهديد جارتها الشمالية النووي. بينما تشير التوقعات الخاصة بإفريقيا إلي انها قد تعيش ظروفا افضل علي الرغم من امتلاكها للكثير من الكنوز التي تتمثل في ابار البترول والغاز والذهب التي أكد ترامب أن واشنطن لها الحق في كل تلك الخيرات. وقد تستغل الصين حالة التخبط التي يعيشها ترامب في بداية حكمه في بسط نفوذها في القارة السمراء وذلك من خلال إبرام الكثير من المشاريع التجارية الضخمة التي وعدت بتنفيذها هناك, في وقت لن يبالي فيه ترامب بتلك القارة التي دائما ما يهمشها في احاديثه وحواراته, واكدت اخر استطلاعات الصحف العالمية أن افريقيا ستحقق قفزة اقتصادية غير مسبوقة خلال السنوات المقبلة. ومن جانبها نقلت صحيفة واشنطن بوست الامريكية عن الحلفاء الاوروبيين تأكيدهم لترامب أن الرئيس فلاديمير بوتين سيكون العائق الاكبر امام تحقيق طموحاته السياسية, واصفين اياه بالثعلب الذكي الذي يحلم باحياء الامبراطورية السوفيتية من جديد, وقد يتحقق ذلك في عهد ترامب الرئيس الاضعف للولايات المتحدة