قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية, إن هناك حالة من الذعر تنتشر في أوروبا, خاصة في ألمانيا, بسبب فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 11 نوفمبر, أنه في حال تنفيذ ترامب تهديداته التي أطلقها خلال حملته الانتخابية, فإن خلافات عميقة ستظهر بين أوروبا والولايات المتحدة من شأنها أن تقضي على التحالف بينهما, الذي كان ركيزة للاستقرار في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية. وتابعت " كارثة تنتظر أوروبا بعد تهديد ترامب بإبعاد بلاده من حلف شمال الأطلسي (الناتو) وإجبار حلفاء واشنطن الأوروبيين بتحمل المزيد من النفقات, مقابل الدفاع عنهم, بالإضافة إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي". واستطردت " في حال نفذ ترامب تهديداته, فإن أمريكا ستتحول إلى أكبر خصوم أوروبا في قضايا التغير المناخي والاتفاق النووي مع إيران ومفاوضات التجارة الحرة عبر الأطلسي". وأضافت الصحيفة " ألمانيا تحديدا, التي تعتبر أكثر بلدان أوروبا سكانا وأقواها نفوذا، ويوجد بها 47 ألف جندي أمريكي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية, تخشى قيام ترامب بالتفاهم مع روسيا, وبالتالي التخلي عن العقوبات ضدها, ما يفتح شهية موسكو للتوسع أكثر في أوروبا, وحينها ستضطر برلين لإعادة النظر في سياستها الدفاعية, ما يهدد بكارثة استيقاظ المارد الألماني النائم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية". وكان مئات الأشخاص شاركوا في مظاهرة السبت الموافق 12 نوفمبر أمام السفارة الأمريكية وسط العاصمة الألمانية برلين، تعبيرا عن رفضهم انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة. وحسب "الجزيرة", دعا المتظاهرون إلى استنهاض قوى المجتمع المدني في الدول الأوروبية لمواجهة احتمال إعطاء نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية زخما لليمين الأوروبي المتطرف. ورفع مواطنون أمريكيون مقيمون في برلين شاركوا بهذه المظاهرة لافتات كرتونية كتب عليها بالإنجليزية "ليس رئيسي" و"حرروا العالم من أفكار ترامب". وعبر متحدثون أمام المتظاهرين عن صدمتهم من النتيجة التي أفضت إليها نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وقالت ريكاردا ميسنر, من منظمي المظاهرة, وهي ناشطة أمريكية تدرس في برلين, في تصريحات ل"الجزيرة", إن المظاهرة موجهة أيضا ضد العداء للإسلام والأجانب والأقليات الذي بنى عليه ترامب حملته الانتخابية، وأشارت إلى أن المتظاهرين ليسوا ضد ترامب فقط، وإنما ضد التيارات اليمينية القومية المتطرفة الآخذة في الصعود في المجتمعات الأوروبية. واعتبرت الناشطة الأمريكية أن احتمال تشجيع نتيجة الانتخابات الأمريكية لكثير من الأوروبيين على انتخاب أمثال ترامب وسياسيين يمينيين متطرفين في النمسا وهولندا وفرنسا في الانتخابات العامة والبرلمانية القادمة، يفرض على المجتمع المدني في الدول الثلاث وألمانيا استنهاض قواه وتفعيل جهوده لمواجهة اليمين المتطرف. وخلصت ميسنر إلى توقع مضي الرئيس الأمريكي المنتخب في تنفيذ أجندته الانتخابية كما هي بعد وصوله إلى سدة البيت الأبيض، وأوضحت أن ترامب يعرف أنه تم انتخابه بناء على هذه الأجندة، وأنه لا يوجد ما يدعوه إلى خسارة مصداقيته إن تراجع عنها. وسبقت المظاهرة أمام السفارة الأمريكية بالعاصمة الألمانية مظاهرة أخرى شارك فيها أكثر من مائتي شخص جابوا حيّ نوي كولن الشعبي في برلين تنديدا بانتخاب ترامب.