جاءت عملية القرصنة علي فيلم مولانا الذي لم يكمل يومه السادس في دور العرض, وعرضه علي العديد من مواقع الانترنت, بمثابة شرارة الغضب التي انطلقت في الأوساط السينمائية, خاصة في ظل معاناتهم التي تتكرر مع كل موسم عرض سينمائي أو عرض أي عمل يتعرض للقرصنة مما يجعل المنتج يتكبد خسائر فادحة ويصبح العمل غير قادر علي أن يجمع حق إنتاجه لتتسبب القرصنة بشكل أو بآخر في انسحاب عدد من المنتجين من الصناعة أو تخفيض إنتاجهم السنوي مما يؤثر علي صناعة قومية مثل صناعة السينما التي تمتاز بها مصر لتتحول القرصنة بمثابة سارقة الفرح التي تضيع فرحة المجهود الذي بذله فريق العمل لتطوير الصناعة قبل أن تخطف الفرحة ويرفع الموزعون الفيلم من دور العرض بسبب خسارته نظرا لانتشاره علي الانترنت.. الأهرام المسائي تحدثت مع عدد من صناع السينما حول هذه الأزمة المستمرة. عبر المخرج مجدي أحمد علي مخرج مولانا عن غضبه الشديد نظرا لما تعرض له الفيلم من قرصنة, مؤكدا أنه ليس هناك أية ضوابط تمنع هذا الأمر, مشيرا إلي أنه عندما علم بمسألة تسريب الفيلم تحدث مع الجهة المتخصصة في العمل وبالفعل تمت السيطرة, حيث حذف أكثر من50 موقعا علي اليوتيوب, ورغم ذلك لا يزال هناك بعض القراصنة الذين يقومون بسرقة اللينكات, وتوزيعها علي جميع مواقع التواصل الاجتماعي, مناشدا وزارة الداخلية بضرورة إغلاق هذه المواقع التي يحكمها لصوص يتباهون بسرقة الفيلم دون اهتمام القانون بهم. وأضاف في تصريح لالأهرام المسائي أنه يتعجب كيف لا تسيطر وزارة الداخلية التي تعلم كل شئ علي هذه القرصنة وينتظروا بلاغ من صناع العمل, فهذا أمر يدمر صناعة الفيلم, وكذلك حقوق الملكية الفكرية, مما سيؤثر بالسلب علي استثمار البلد ولذلك قامت الشركة المنتجة بتقديم بلاغ لمباحث الإنترنت ولشرطة المصنفات وللنيابة العامة لإنقاذها من الخسائر خاصة أن هذا مجهود فريق عمل كامل, ولا يجب أن يدمر بهذا الشكل, خاصة أن العمل مميز. وأشار إلي أنه علي الرغم من هذه القرصنة إلا أنه لا يزال يحقق نجاحا ونسبة مشاهدة حيث حقق أمس الأول600 ألف جنيه في ظل الامتحانات وبرودة الجو فالعمل الجيد يفرض نفسه والجمهور أصبح لديه وعي, ويحرص علي مشاهدة الأفلام في السينما التي تمتاز بشاشة جيدة وصوت نقي ومختلف عن المواقع التي تقوم بتسريبه بصوت منخفض وصورة رديئة ولذلك لابد من السيطرة علي هذا الوضع في أقرب وقت حتي لا تتلاشي الصناعة. بينما قال سيد فتحي مدير غرفة صناعة السينما إن هذه المشكلة متكررة فبمجرد طرح أي فيلم بدور العرض فالقرصنة اليوم أصبحت علي نطاق واسع ولا يوجد نطاق محدد لها, مشيرا إلي أنه تمت مخاطبة رئيس الوزراء ورفع دعوة قضية وجار التحقيق فيها ولم نحصل علي أي حكم قضائي حتي الآن. وأضاف أن حل المشكلة يبدأ من النايل سات لأنه المتحكم في مدار البث, وإذا توقف لن يهتم به أحد لان الأجانب لا يهتمون بمثل هذه الأفلام المسربة, مؤكدا أن هذه النوعية من المواقع يهتم بها أكثر أهل الريف الذين لا يرون سينما لعدم وجود دار عرض, وبالتالي لابد من السيطرة والقضاء علي الاسباب التي تؤدي للقرصنة لأنه موضوع له ابعاد كثيرة. وقال المنتج والموزع شريف رمزي إن القرصنة موجودة منذ عدة سنوات, ورغم ذلك لا توجد أية أحكام قضائية تسيطر عليها, مما ينتج عنها العديد من الخسائر علي المستوي السينمائي فأين الجهات المسئولة عن ذلك؟ ثم يتساءلون بعد ذلك لماذا تتراجع صناعة السينما ؟ فهي تتراجع بسبب القرصنة التي تهدر الملايين. وأشار إلي أن القرصنة بجانب إهدارها الملايين تتسبب في سقوط العديد من الأفلام المتميزة لأنها لا تأخذ حقها وقت العرض في السينما وعندما يجد المنتج الفيلم في تراجع مستمر يضطر إلي سحبه من السوق وينتظر تسويقه علي القنوات الفضائية التي من الممكن ان تعوض بعض الخسائر. وأضاف أنه لم يتم حظر هذه المواقع التي تسرب الأفلام دون أي وجه حق فإن صناعة السينما مهددة خاصة أنها حقوق ملكية فكرية, ولذلك يجب أن تتحد جميع الجهات المختصة في السيطرة علي الوضع, خاصة أن السينما من أهم استثمارات البلد ونجاحها له عامل كبير في تحسن الأوضاع الاقتصادية. وقال د.محمد العدل إن القرصنة حرب والجمهور مطالب بدعم الفيلم وعدم مشاهدته علي شبكة الانترنت حيث تم رصد حوالي50 موقعا علي الإنترنت قاموا برفع الفيلم وتم إغلاقهم, وجار إغلاق المواقع الأخري. وأضاف أنه تم إغلاق150 فيديو علي يوتيوب خلال ال48 ساعة الماضية والتركيز حاليا علي الفيس بوك حيث تم إرسال20 لينكا لإدارة الفيس بوك وسيتم إغلاقهم في الساعات القليلة القادمة, كما تم رصد أكثر من50 صفحة بين المواقع واليوتيوب قاموا بوضع اسم فيلم مولانا علي محتوي لا يمت للفيلم بصلة وتم إغلاقها.