لا نملك إلا أن نطلق علي كرة القدم سوي لقب المجنونة.. و لعل ما حدث في مساء الأربعاء لأكبر دليل علي ذلك و ما بين ستاد السويس الجديد في قلب مدينة السويس الباسلة بلد الغريب حيث لقاء الزمالك وبتروجت في المرحلة ال17 من الدوري الممتاز.. و ستاد فالنسيا في أسبانيا حيث لقاء برشلونة و ريال مدريد في نهائي كأس ملك أسبانيا عشنا ساعات من الدهشة و الاستغراب و كانت كلمة النهاية لنتيجة لم يتوقعها أحد خصوصا في ظل أجواء سير كل لقاء. لكن المثير في المواجهتين هوذلك التشابه النادر والعجيب في ألوان القمصان التي لعب بها كل فريق في مباراتي السويس وفالنسيا.. وكانت الغلبة في النهاية للون الأبيض مع الزمالك والريال.. وخسارة غير متوقعه للأزرق والأحمر ألوان قميص برشلونة وبتروجت ففي السويس لعب الزمالك بالقميص الأبيض والشورت الأبيض والشراب الأبيض ايضا.. وفي ملعب فالنسيا كان نفس المشهد مع ريال مدريد الفريق الملكي والزمالك في جذوره يرجع للملكية,حيث ظهر في عصر الملك فاروق وكان إسمه فاروق سابقا قبل أن يتحول إلي المختلط ومنه إلي الزمالك... أما الطرف الآخر لكل منهما في مقابلة ليلة الأربعاء فكان بتروجت وبرشلونة.. وقميص برشلونه معروف عالميا ومن المصادفات العجيبة أن بتروجت كان يرتدي نفس ألوان قميص برشلونة الأحمر والأزرق بنفس الشكل والملامح حتي من يشاهد الأول في ستاد السويس كان يظن أن الريال والبرسا يلعبان حتي ولوشكلا مع الفارق طبعا في الأداء لكن النتيجة سارت في الملعبين لصالح. الأبيض وسقط الأزرق والأحمر بغرابة بعدما كان متقدما في السويس حتي نهاية الوقت الأصلي ثم في فالنسيا بعدما كان متفوقا وكان قاب قوسين أوأدني من الفوز ولم يستطع رغم أن برشلونه كان مسيطرا بالكامل في الشوط الثاني وتلاعب بالفريق الملكي لكن التكاسل والتهاون اضاعا الفوز لتصل المباراة إلي التعادل ويتم لعب شوطين إضافيين لتحديد بطل كأس ملك أسبانيا وينجح الرهيب رونالدوفي إحراز هدف الفوز في الدقيقة.103 الزمالك حقق فوزا ولا في الخيال فقد كان متأخرا بهدف حتي الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدلا من الضائع وبالتحديد الدقيقة46 ونصف من الشوط الثاني عندما نجح حسن مصطفي في إحراز هدف التعادل في مرمي بتروجت لم يكن اشد المتفائلين الزملكاوية يحلم بأكثر من ذلك أن يخرج فريقه متعادلا ونقطة أفضل من لاشيء لكن الأقدار تمنح الزمالك ما يفوق الأحلام ففي الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع نجح أحمد جعفر في إحراز هدف قاتل وثمين من كرة ماركة شيكابالا وهوأيضا من صنع الهدف الأول بكرة ثعبانية داخل ال18 من ركلة حرة ليسقط الأمر في يد طولان الذي كان يفكر في الثلاث نقاط فإذا به يخرج صفر اليدين.. وكانت النتيجة صادمة للجميع سواء من فرحوا أوحزنوا فكانت المشاعر مختلفة حتي إن حسام حسن أغمي عليه من الفرحة وهذا انفعال شديد من حسام مع المباريات ونتائجها ومؤشر غير جيد علي الإطلاق فالمفترض أن المدير الفني يكون أكثر تماسكا وهدوءا عند النصر والخسارة فلا يفرط في الفرحة أوالحزن لأن ما حدث مباراة من30 مباراة ومن الجائز أن يواجه نفس المشاهد في مباريات أخري الأمر الذي قد يشكل خطرا علي صحته كمدرب. وبشكل عام فقد فاجأنا الزمالك بهجوم كاسح بعد أن تأخر بهدف شيء لم نعتده من الزمالك كثيرا لكنها روح حسام حسن الذي يلعب بمعنويات لاعبي فريقه ويضغط علي الوتر النفسي فيزرع فيهم هذه الرغبة الملحة في الفوز وهي رغبته منذ أن كان لاعبا صحيح أن الحظ لم يعط بتروجت وكان بإمكانه الفوز بفارق هدفين لكن الزمالك في آخر10 دقائق كان يلعب علي خط مرمي بتروجت ولم يستطع لاعبوه ولا مدربهم فعل أي شيء لإبعاد الكرة إلا عندما دخلت الشباك مرتين فقد كان الإعصار الأبيض قويا في مؤخرته مبروك للأبيض وحظ أفضل لبتروجت صاحب اللون البرشلوني الأزرق في الأحمر. صحيح الفارق كان كبيرا في المستويين مباراة السويس وفالنسيا ببلاد الأندلس لكن حلاوة كرة القدم ومفاجآتها في كل مكان تأتي بنفس القدر من الإثارة وتقدم نفس القدر من الإمتاع للمشاهدين.. فهي ترفع وتخفض في لحظات وتحول النصر إلي خسارة وتقلب الفرحة إلي مرارة هي قريبة الشبه بالزلزال الذي يقلب كل شيء رأسا علي عقب أوهي لعبة بلا أمان غداره.. فقد شربنا من كأس متعة كرة القدم.