يعاني مرضي السرطان بالفيوم,من صعوبات ومشكلات كبيرة في تلقي العلاج في ظل عدم وجود مراكز متخصصة لعلاج مرضي الأورام, حيث لايوجد بالمحافظة سوي مستشفي الفيوم العام,لإجراء العمليات الجراحية الخاصة بمرضي الأورام, ومستشفي التأمين الصحي للعلاج الكيميائي,ولكن مع زيادة أعداد المرضي لم تصمد إمكانات تلك المستشفيات أمامها وجاء الاستعداد لافتتاح المرحلة الاولي لمركز أورام الفيوم وتشغيله في يناير المقبل بارقة أمل لإنهاء تلك المعاناة والتي تتضمن مرحلة الكشف المبكر والعيادات الخارجية, إلا أن استكمال المرحلة الثانية وتلقي العلاج الإشعاعي هي المرحلة المهمة التي تنتظر التبرعات لاستكمال الدورة العلاجية الكاملة لمرضي الأورام بالمحافظة,جراحيا,وكميائيا, واشعاعيا. ويعد مركز أورام الفيوم أمل الكثير من المرضي حيث انه لو تم تشغيله سيقدم خدماته الطبية ليس لابناء الفيوم وحدهم بل لأبناء محافظتي بني سويف والمنيا لقربهم من الفيوم بدلا من سفرهم الي المعاهد المتخصصة بالقاهرة ووضعهم في قوائم الانتظار وافتراشهم الأرصفة انتظارا لدورهم في العلاج والذي من الممكن أن يأتي دورهم بعد أن يفارقوا الحياة كما أنهم يتكبدون مصاريف مادية كبيرة في التنقل بخلاف مصاريف العلاج مع الوضع في الاعتبار حالتهم الاقتصادية ودخلهم المحدود. يقول حسن أحمد عبدالله,( موظف): أعاني من مرض سرطان العظام منذ سنة تقريبا, وأحتاج للعلاج الاشعاعي غير المتواجد بالفيوم,وأضطر للسفر إلي مركز العلاج الاشعاعي بمستشفي المنيل الجامعي لتلقي العلاج مع ما في ذلك من مشقة ومصروفات مشيرا إلي أنه في أغلب الأحيان يتم وضعه علي قوائم الانتظار, التي تأخذ وقتا طويلا حتي يحل دوره. أضافت سعدية حسين متولي( مركز يوسف الصديق) أن ابنها يبلغ من العمر10 سنوات ويعاني من سرطان في الدم ونقوم بعلاجه في أحد المراكزالمتخصصة بالقاهرة ونعاني من التنقل من الفيوم للقاهرة..و تستكمل السيدة حديثها بصوت يصعب تمييزه من شدة البكاء: نذهب الي المركز مرتين أو ثلاث مرات أسبوعيا لتلقي العلاج الكيميائي وتقول:( أجيب صحة وفلوس منين بعد مابعت كل اللي ورايا واللي قدامي) وفي نهاية حديثها دعت الله لكي يتم تشغيل مركز الفيوم. من جانبه أكد الدكتور صلاح أبو طالب, رئيس الجمعية العلمية, ومركز أورام الفيوم, انه سيتم افتتاح المرحلة الأولي من العيادات الخارجية في يناير المقبل, مضيفا أنه بدأت فكرة انشاء المركز عام2002, وخاض المركز الكثير من الصراعات حتي تم تخصيص قطعة أرض والموافقة علي إنشاء المركز لخدمة مرضي أهالي الفيوم وبني سويف. وصرح بأنه تم الاعلان عن مناقصة عامة لشراء4 أجهزة وهي( فحص الثدي, كثافة العظام, والأشعة العادية, والتحميض الرقمي), بقيمة5 ملايين جنيه, ولدينا أمل كبير في وصول هذه الأجهزة للمركز,مشيرا إلي أنه تم التعاقد مع نخبة من كبار الاطباء المتخصصين في أمراض الاورام والقلب والكبد وغيرها للعمل فورا بالعيادات الخارجية. وأشار إلي أنه تم إنفاق60 مليون جنيه علي المركز من تبرعات أهل الخير وبه( عيادات خارجية, والمسالك البولية, أورام الكبد, الألم, التغذية, وتأهيل المواطنين للتعامل مع مرضي الأورام), وتم عمل دورة تدريبية للأطباء والممرضين وكل العاملين بالمركز بمستشفي57357 ومستشفي بهية. وأوضح أبو طالب, أن المرحلة الثانية خاصة بالعلاج الاشعاعي, ويحتاج المركز أجهزة ومعدات طبية و أهمها5 أجهزة للبدء في عملية التشغيل وهي( العلاج الاشعاعي الكوبالت و الجاما وكاميرا والمعجل الخطي والأشعة المقطعية والمسح الذري للعظام وقياس كثافة العظام), مؤكدا أن تلك المرحلة تحتاج إلي مايقرب من40 مليون جنيه لاستكمال وتشغيل المرحلة الثانية. وأكد أن العلاج بالمركز سيتم وفقالأحدث المعايير العالمية في علاج الأورام, حيث تبدأ رحلة العلاج منذ الكشف عن المرض والعلاج والجراحة,وحتي ما بعد مرحلة الشفاء سيتم متابعة دورية للمريض في منزله حتي يتم التأكد تماما من الشفاء,منوها أن المركز سيستقبل3 شرائح من المرضي, وهم( غير القادر ويتم علاجه بقرار علي نفقة الدولة,وغير القادر ويحتاج إلي العلاج,سيوفر له المركز العلاج من خلال الجمعيات الاهلية والمتبرعين, والشريحة الثلاثة والاخيرة علاج المرضي القادرين دون أي دعم من المركز). ونوه أن المركز يحتاج إلي2.5 مليون جنيه سنويا حتي يتمكن من مواصلة العمل والتطوير وعلاج المرضي من غير القادرين. وقد وافق الدكتور عمرو عزت سلامة, رئيس مجلس أمناء مستشفي57357, علي التبرع بجهاز لمعالجة مرضي الأورام السرطانية لمركز أورام الفيوم, مساهمة من المؤسسة لتشغيل المركز المتعثر بسبب عدم وجود الجهاز الخاص بالعلاج الاشعاعي لمرضي الأورام بالمحافظة. وقد تبني الاهرام المسائي منذ ما يزيد عن10 سنوات حملات صحفية لدعم واستكمال مركز الأورام, وتوفير العلاج للمرضي وخاصة غير القادرين, إيمانا بدور مؤسسة الاهرام العريقة في خدمة وتنمية المجتمع.