مركز أورام الفيوم حلم يري النور قريبا

إرتسمت الابتسامة علي تلك الوجوه النحيفة التي أنهكها المرض, فالابتسامة لم تعرف طريقا لوجه هؤلاء الذين قضواسنوات طويلة مجرد أسماء في قوائم انتظار علاج مرضي السرطان, وظلوا ينتظرون طويلا, حتي ظهر بريقا لامعا في طريق الشفاء... أمل وحلم طالما طال انتظاره, إستكمال مركز أورام الفيوم وتشغيله عقب عيد الفطر.
الألاف من أهالي محافظتي الفيوم وبني سويف والمنيا, قضوا سنوات طويلة يعانون هذا المرض الشرس أجسادهم نحلت, شعرهم تساقط, قواهم خارت,صبرهم ينفد بعد أن شعروا أنهم فقدوا الامل طوال16 عاما ومركز الأورام بالفيوم متوقف عن العمل, وطوال تلك السنوات تجسدت المعاناة والصراع مع هذا المرض العضال الذي يلتهم أجساد الكثير من أبناء الفيوم وخاصة محدودي الدخل والبسطاء.
رحلات من السفر يوميا من الفيوم للقاهرة, بعضهم لم يكن لديه حتي تكاليف السفر ليقف أمام مستشفيات ومراكز الأورام الحكومية والجامعية لساعات طويلة ويحصل في النهاية علي رقم في كشوف طويلة تنتظر العلاج, جهود مضنية بذلها محافظ الفيوم, والمسئولين بالمحافظة حتي اقترب الحلم الذي طال انتظاره من أن يري النور بعد الاكتمال الاجهزة الطبية وبدء تشغيل المركز لإستقبال مرضي السرطان بمحافظات شمال الصعيد ويقدر عددهم بما يقرب من7 ملايين مريض.
الاهرام المسائي إلتقي بعدد من مرضي السرطان بالفيوم, ليرصد ردود أفعالهم حول تشغيل المركز, بداية وبدموع تملأ عيناها وبصوت متقطع يخالطه البكاء قالت فاطمة السيد محسن,عاملة, أنا إبني عنده12 سنة وجاله سرطان في الدم من سنتين, وكل ده وأنا في عذاب بسافر مرتين أو تلاتة كل أسبوع علشان العلاج الكيماوي ونقل الدم.. بعت اللي ورايا واللي قدامي ومبقاش حيلتي حاجة... بس أنا مش مصدقة أن خلاص هيبقي فيه مركز في الفيوم إبني ممكن يتعالج فيه من غير سفر وتعب.
وأضاف إسماعيل عبد الرحيم بالمعاش, إنه يتوجه لمعهد الأورام بالقاهرة للعلاج مرة في الأسبوعولكن تشغيل مركز الأورام ده رحمة من ربنا.
وأكد أحمد مصطفي, إن والده مصاب بسرطان بالبنكرياس, ويتلقي العلاج بمستشفي التأمين الصحي ولكن كثرة المرضي أكثر بكثير من طاقة وإمكانات المستشفي المحدودة في ظل غياب الأجهزة المتخصصة ولكن تشغيل مركز الأورام بالأجهزة الحديثة سيخفف المعاناة عن جميع مرضي السرطان بالمحافظة.
يذكر أن مركز أورام الفيوم تم العمل في إنشائه منذ مايقرب من13 عاما بجوار مستشفي التأمين الصحي ويتبع المركز هيئة التأمين الصحي, وتم اقامته بمدينة الفيوم لعلاج مرضي الأورام وإجراء الجراحات لهم من أبناء محافظات شمال الصعيد( الفيوم بني سويف المنيا) حيث لايوجد مركز أو معهد متخصص لعلاج وجراحات الأورام في تلك المحافظات
مبني المركز مكون من5 طوابق يشمل جميع الأقسام الخاصة بجراحة والكشف عن مرضي الأورام وعيادات خاصة وخارجية.
وقد تولي إنشاء المركز جمعية علمية تابعة لهيئة التامين الصحي بالفيوم لان المركز قد تم الانتهاء من مراحل البناء والإنشاءات بتبرعات من المواطنين ومختلف الجهات والمؤسسات الخيرية والأهلية المهتمة بمرضي الأورام وتوفير العلاج لهم.
وقال الدكتور صلاح أبو طالب, رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية المشرفة علي مركز أورام الفيوم,إن تكلفة إنشاء المعهد وصلت إلي16 مليون جنيه حتي الآن, مشيرا إلي انه تم التعاقد علي أجهزة أخري بمبلغ3 ملايين جنيه, لافتا إلي أن المعهد يتكلف ما يقارب30 مليون جنيه وقت افتتاحه وتشغيله, مشيرا إلي أن العمل سيكون عقب الافتتاح مباشرة بالعيادات الخارجية للكشف المبكر عن الأورام, إضافة إلي التحاليل والأشعة, أما عن العلاج الإشعاعي فسوف يتم العمل به فور وصول جهاز العلاج الإشعاعي.
وأشاد أبو طالب, بجهود محافظ الفيوم في إحياء عمل المركز بعد توقف دام12 عاما واتصالاته المكثفة مع مسئولي مستشفي57357 لمرضي السرطان لتزويد المركز بجهاز للإشعاع تبلغ تكلفته22 مليون جنيه, كما أعلن عن وصول عدد من الأجهزة الطبية الجديدة للمركز.
وقد دشنت محافظة الفيوم الحملة القومية للتبرع لصالح مركز اورام الفيوم تحت شعار الفيوم ضد السرطان لحث المواطنين ورجال الأعمال والجمعيات والهيئات الحكومية والخاصة للتبرع للمركز.
وأكد المستشار وائل محمد مكرم, محافظ الفيوم, حرص المحافظة علي استكمال مركز اورام الفيوم الحلم الذي طال انتظاره, مشيرا إلي انه منذ قدومه محافظا للفيوم اخذ علي عاتقه استكمال هذا الصرح الطبي الذي توقف عن العمل منذ اكثر من12 عاما, واوضح المحافظ انه تمت مخاطبة وزارة التعاون الدولي بشأن استكمال التجهيزات الانسانية والطبية الخاصة بالمبني كما تم التواصل مع مسئولي مستشفي(57357) وتم توفير الجهاز الاشعاعي بالمجان
كما أشار المحافظ إلي انه سيتم توقيع بروتوكول تعاون مع مستشفي(57357) بشأن تدريب العاملين بمركز الاورام داخل المستشفي لتأهيلهم حتي يقدموا الخدمة العلاجية المتميزة يذكر ان التبرعات التلقائية من رجال الاعمال واعضاء مجلس النواب وممثلي بيت العائلة المصرية ومدارس الرسالة الخاصة والشخصيات العامة والمواطنين قد وصلت الي اكثر1.5 مليون جنية منذ الاسبوع الماضي.