في مثل هذا اليوم منذ الأربعة والأربعين عاما تم توقيع بيان طرابلس للوحدة اليمنية بين كل من الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في ليبيا وذلك بعد توقيع اتفاقية الوحدة بالقاهرة في العام ذاته..فبعد أن قسم الاستعمار البريطاني اليمن إلي دولتين حاول أبناؤه المخلصون لم شمل شعبه مرة ثانية فجاءت الاتفاقيات علي وحدته ليتم توقيع بيان طرابلس عام1972 ليكون نواة لتحقيق هذه الوحدة التي اكتملت في العام1990 حين تم إعلان قيام الجمهورية اليمنية الموحدة في عام1990 أي ما يقارب من الثمانية عشر عاما وأبناء اليمن يحاولون جاهدين لاستعادة وحدة صفهم وجمع شملهم. كان اليمن سعيدا بوحدته تلك التي وحدت بين صف جميع أبنائه بمختلف أطيافهم وعقائدهم..ولكن الاستعمار البغيض أبي أن يسلم بأمر تلك الوحدة التي إن استمرت ستقضي علي كل مخططاته التي هي في الأساس مخططات بني صهيون للاستيلاء علي المنطقة العربية بأكملها..فعمد إلي إحداث الاضطرابات والفتن كما هو دأبه في جميع دول المنطقة عن طريق عملائه وأعوانه في الداخل الذين باعوا أوطانهم ومن قبلها ضمائرهم مقابل ما يتلقونه من أموال يمدهم بها أعداء وطننا العربي ليكونوا لهم عونا علي تدميره وتفتيت أراضيه..حتي أشعلوا به شرارة الفتنة والتقسيم في عام..2011 فاندلعت ثورات الربيع العبري تباعا في دول المنطقة..فانطلقت شرارة الخراب في اليمن في السابع والعشرين من يناير من العام ذاته لتندلع ثورة الربيع العبري به في الحادي عشر من فبراير لتكون بداية إعادة تقسيمه من جديدة إلي جماعات مسلحة متناحرة يضمن بها مخططو ثورات التخريب تلك استمرار مسلسل الصراع بين أبناء الوطن الواحد ومن ثم تقسيمه إلي دويلات يسهل سيطرة المتآمرين عليها. لم يحقق اليمن بعد اندلاع ثورته المشؤومة تلك الديمقراطية المزعومة..ذلك الوهم الذي يبيعه الغرب لبعض شباب منطقتنا العربية من أجل استخدامهم معاول هدم لأوطانهم..ولم يعم الرخاء أرجاءه كما روج المتآمرون لليمنيين..بل حل الدمار والخراب في كل أنحائه وصارت طلقات الرصاص هي اللغة المشتركة بين أبنائه الذين سعي أسلافهم ذات يوم لوحدة أرضه ولم شمل شعبه.. ذهبت كل جهود الأسلاف أدراج الرياح حين باع خلفهم الأرض ومن عليها للمتآمرين الذين لا هم لهم إلا القضاء علي ما تبقي من أحلام البسطاء في العيش الآمن..فكان تأجيج الصراعات الطائفية والمذهبية هو الخيار الأمثل لهؤلاء المتاجرين بالدين والدم وعلي رأسهم جماعة الإخوان باليمن لتحقيق أهداف المخطط الصهيوني الخبيث بالمنطقة. كان اليمن سعيدا ذات يوم ولكن التعاسة غدت تستوطنه حين أصابه عقوق بعض أبنائه في مقتل حين باعوه للشيطان الصهيوني وسلموا مقاليده لجماعات إرهابية أذاقته من الويلات ما يشيب له الولدان وما زالت تعيث به فسادا وتسفك به الدماء..قبض الخونة ثمن خيانتهم بالدولار ودفع الشعب اليمني دماءه وأمنه ثمن خيانة هؤلاء الخونة..حصلت زعيمة عصابة الخونة علي جائزة نوبل وحصد الشعب اليمني مرارة خيانتها وعمالتها للصهاينة..حلم اليمنيون بالحرية والسيادة فأفاقوا علي كابوس استباحة الدول الغربية وبعض الدول العربية لجميع شئونهم الداخلية والسياسية.. اغتال المتآمرون سلامة الشعب اليمني ليبقوا له مرارة الحسرة والندم علي بلد كان ذات يوم يسمي سعيدا..سلبوا منه حقه في العيش الآمن في وطن كانوا ذات عام يتغنون فرحا بوحدته..ولا يزال أبناء هذا البلد الذي كان يوما آمنا وسعيدا يدفعون ثمنا فادحا لخيانة من خانوه.