في جلسة حوار مفتوح بين نشطاء مصريين وسويديين, تجلت فيه الكثير من المعاني والدلالات التي يجب الانتباه إليها من الآن وحتي نبني دولة ديمقراطية عصرية يعيش فيها كل أبناء الوطن متساوين في الحقوق والواجبات, وهو الأمر الذي يبعث عدة رسائل مطمئنة حول مستقبل الدولة المصرية, ولعل أهمها علي الإطلاق وعي وحرص شباب مصر علي بناء نظام سياسي جديد وتعزيز دولة القانون, دار هذا الحوار الراقي, بمشاركة جونيلا كارلسون, وزيرة التنمية والتعاون الدولي في السويد, والسفيرة هاجر الإسلامبولي, رئيسة قطاع العلاقات الخارجية بمكتبة الاسكندرية استضافتها المكتبة أمس الأول. عقد الجلسة في إطار ورشة العمل التي نظمها المعهد السويديبالإسكندرية في يومي7 و8 ابريل حول دور الشباب في الحياة السياسية, من خلال بحث عدد من الموضوعات, مثل: تنمية القدرات في الحياة السياسية والحزبية, وتطوير الفكر الحزبي, وطرق توصيل الأفكار والرسالة السياسية, والقدرة الإدارية, وتمثيل الجندر في الحياة السياسية, ومهارات التفاوض, وغيرها. وثمنت الوزيرة جونيلا كارلسون ثورة25 يناير والثورات العربية قائلة لم أسمع من قبل صوتا أعلي من صوت الشباب العربي المطالب بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان لافتة الي أن الإعلام لعب دورا مهما في إمداد الناس بالمعلومات وحشدهم. وأضافت أن الكرامة هي الكلمة التي تحتضن جميع القيم التي نادي بها الشباب العرب. ووجهت رسالة الي العالم العربي مؤكدة فيها أن كرامة العرب من كرامة أوروبا, كما أن الجانبين يجمعهما تاريخ مشترك ومصير واحد, وأن مستقبل العالم العربي يشكل مستقبل أوروبا. ومن جانبها أشارت السفيرة هاجر الإسلامبولي, إلي أن الشباب المصري هو الذي أشعل ثورة25 يناير التي جمعت جميع أطياف الشعب, مضيفة أنه يتعين التركيز علي الخطوة القادمة من حيث بناء نظام سياسي جديد وتعزيز دولة القانون ووضع دستور جديد, وهو مالن يتم سوي بمشاركة الشباب الفاعلة في الحياة السياسية. وشدد الناشط المصري أحمد نجيب في مداخلته علي أن ثورة25 يناير بينت بشكل جلي أن شخصا واحدا يمكنه أن يحدث تأثيرا, وهو ماحدث معه علي الصعيد الشخصي, حيث شارك في مظاهرة يوم28 يناير بدأت من مدينة نصر بخمسة أفراد وانتهت في ميدان التحرير بما يقرب من30 ألف شخص. وأوضح أنه ينبغي مأسسة الديمقراطية في المنزل والمدرسة والجامعة وجميع المؤسسات ومختلف نواحي الحياة, وأن المرحلة الحالية تتطلب حوارا وطنيا يتبعه دستور جديد يكون بمثابة عقد اجتماعي. أما الناشط السويدي فيليب فيستباي فأعرب عن فخره بثورة25 يناير, مشيرا الي أن انطباعه الذي لمسه أثناء وجوده في مصر هو اعتزاز المصريين بالثورة وبثقافتهم وشعورهم باستعادة كرامتهم. وألمح إلي أنه وهو في طريقه الي الإسكندرية شاهد مقهي يحمل اسم شبكة التواصل الاجتماعي فيس بوك والتي كان لها دور كبير أثناء الثورة كمصدر للمعلومات ووسيلة لحشد المتظاهرين. ولفت إلي أن الأحزاب السياسية في السويد تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي في الحملات الانتخابية كمصادر للمعلومات, إلا أنهم يتبعون استراتيجية الاتصال المباشر مع الجمهور لإقناعهم بالتصويت لهم. وفي سياق متصل, قالت الناشطة خلود سعيد إن ثقافة المشاركة كانت ضعيفة قبل ثورة25 يناير لأن الشباب كانوا يشعرون بأنهم منفصلون عن الدولة,إلا أنهم استعادوا أنفسهم عقب الثورة, مشيرة إلي أن السياسة جزء من العمل العام الذي يمكن القيام به من خلال المبادرات أو الائتلافات أو الأحزاب أو جماعات الضغط التي تجمع أفرادا يؤيدون قضايا معينة. وأشار الناشط السويدي أندرياس تشيلندر إلي أن الحزب الديمقراطي الاجتماعي في السويد نشأ علي يد شباب عام1881 في ظروف مشابهة كتلك التي تشهدها مصر حاليا, حيث كان عمر أصغر المؤسسين18 عاما وأكبرهم40 عاما وأوضح أن العمل السياسي يتطلب الصبر والتفاوض والمساومة والوصول الي اتفاقات وأكدت الناشطة منار الجمال أهمية إتباع منهج الحركية خلال الفترة القادمة في التوعية السياسية من خلال الخروج بال فيس بوك الي الشارع والذهاب الي الأماكن النائية في مختلف المحافظات المصرية واستخدام تقنيات تلك الأماكن في التواصل من أجل إحداث التأثير. وألمحت الي ضرورة أن يتم بالتوازي مع مبادرات التوعية السياسيةإقامة مشروعات تنموية مستدامة في الأماكن المحرومة, منوهة الي أنها شاركت في ثورة25 يناير من أجل حرية الاختيار وحرية الرأي وحياة أفضل. وقال الناشط باسم سمير علي كون الديمقراطية حياة وليست مجرد تصويت في انتخابات وأن المشاركة هي التي تحدد مدي مصرية المواطنين, وليس هويتهم الرسمية المتمثلة في بطاقة الرقم القومي, لافتا إلي أننا نواجه عقودا من الاستبداد وتكريس الممارسات السلبية وقمع الرأي الآخر. مشيرا إلي إمكانية تطوير ألعاب علي الحاسب الآلي تدعم التوعية السياسية لدي النشء والشباب.