بعد ساعات قليلة من إحياء حفله الناجح بمهرجان الموسيقي العربية في دورته ال25, والذي لاقي تفاعلا كبيرا من الجمهور سواء الحضور في دار الأوبرا, أو أمام شاشات التلفزيون لمشاهدة المطرب مروان خوري الذي تألق بشكل كبير, تحدث المطرب اللبناني في حوار خاص لالأهرام المسائي عن حرصه الدائم علي المشاركة في المهرجان والأسباب التي أبعدته خلال الفترة الماضية عن المشاركة في الدورات السابقة, كما تحدث عن التراجع الغنائي الذي يشهده الوطن العربي مؤكدا أنه انعكاس للواقع الذي نعيشه, كما كشف عن تعاونه في الفترة المقبلة مع عدد من المطربين المصريين, وتفاصيل أخري تحدث عنها في هذا الحوار: تحرص بشكل مستمر علي المشاركة بالمهرجان ولكنك تغيبت عنه خلال الفترة الماضية فما السبب ؟ الحقيقة أن مهرجان الموسيقي العربية يعني لي الكثير لأنني أكون سعيدا فيه وأحرص من خلال فعالياته علي إحياء حفل كما أن القائمين عليه حريصون علي ذلك أما عن عدم تواجدي كل عام فهذا لكي يشتاق إلي الجمهور وليكون أيضا لدي أغان جديدة أقدمها وأيضا من بين أسباب حرصي علي المشاركة هو استقرار الظروف الأمنية والسياسية في البلد. لكن البعض أرجع غيابك إلي الظروف الأمنية؟ علينا أن نعلم أن الأمر ليس من ناحيتي فقط لأن الموضوع لا يتوقف عندي وحدي فأنا لا أقصد أنني لا أحضر للمهرجان بسبب الوضع الأمني فقط, ولكن المسألة عرض وطلب ولم يحدث اتصال منهم خاصة أنني حريص علي التواجد, كما أن هناك العديد من العروض التي تقدم لي ولكنني حريص علي انتقاء الأماكن. لاحظت خلال الحفل تركيزك علي غناء أغنيات معينة ؟ لأنني لا أفضل تقديم أغنيات جديدة لأول مرة في حفلاتي فالمستمع لا يكون جاهزا مائة بالمائة لاستقبال فكرة جديدة فيجب أن تكون متداولة مثل دواير وكل القصايد, كما أن الوقت ليس كافيا للأغاني الجديدة لأن الحفلة تكون مدتها ساعة, وليس معني ذلك أنني لن أقدم أغاني جديدة في الحفلات ولكن من الممكن تقديمها في مناسبات أخري. لماذا تحرص دائما علي غناء أغاني المطرب محمد عبد الوهاب في كل حفلاتك ؟ ليست كلها ولكن بأغلبية الحفلات فهناك حفلات أقدم أغنياتي فقط وإذا فكرت في إضافة أي أغان طربية قديمة لابد أن تكون الأولوية لمحمد عبد الوهاب. شاركت كملحن لعدد كبير من النجوم مثل ماجدة الرومي ونوال الزغبي وكارول سماحة وغيرهم هل أثر استمرارك في الغناء علي تعاونك معهم؟ لا, إطلاقا فأنا مستمر مع كل الفنانين الذين أتعاون معهم ومما لاشك فيه أنني بدأت اختيار من أتعاون معهم بعناية وليس كما كنت في الماضي حيث أصبحت أنتقي أسماء معينة خلال العام حتي أعطي الفرصة لي ولغيري من الفنانين. هل اهتمامك بالتلحين أثر عليك كمطرب؟ الحقيقة أنني حريص علي السير في خطواتي بشكل منتظم في الطريقين, وأحاول أن أعدل دائما بين التلحين والغناء, ولهذا إلي جانب الغناء قدمت العديد من تترات المسلسلات ومنها أعمال للفنان راغب علامة و إليسا. لماذا لم تتعاون مع مطربين مصريين؟ لم أتعمد عدم التعاون معهم فهي فرصة لم تتحقق حتي هذه اللحظة ولكن هناك مناقشات جارية لأنه مشروع دائم ويجب أن يتحقق وعندما حضرت إلي مصر هذه المرة حدث نقاش بيني وبين شيرين عبد الوهاب ومنذ فترة تحدثت مع الفنان هاني شاكر بخصوص التعاون بيننا, وقريبا سيكون هناك تعامل معهما, إضافة إلي صديقي خالد سليم, وجنات التي أتناقش معها في ذلك وآخرين, حيث توجد العديد من الأصوات التي أتمني التعاون معها. لماذا لا تتواجد فنيا كمطرب بشكل كبير في مصر مثل بعض المطربين اللبنانيين؟ الجمهور المصري يفضل الاستماع للأغاني المصرية عن أي مطرب آخر ونحن في لبنان لدينا قابلية في ذلك والدليل أن هناك عددا كبيرا من الكبار والشباب اللبنانيين قاموا بالغناء باللهجة المصرية وأنا أيضا قمت بالغناء المصري ولكن ليس بالكثافة التي قام البعض بغنائها فأغلبية ما أقدمه باللبناني وهذا طبيعي لأن أي مطرب سواء كان لبنانيا أو مصريا أو خليجيا أو مغربيا من واجبه أن يقدم لهجته ولونه الغنائي, كما أنني من واجبي كلبناني مثل أي مطرب آخر توصيل هويتي كفنان لبناني أولا, وأنا عكس فكرة أن الفنان ما بيفوت علي مصر إذا ما غني مصري, ولا شك أن الشعب المصري يفضل الاستماع للمصري من اللبناني وهذا ليس شرطا أساسيا وليس كما ردد البعض أن الجمهور المصري متعصب في ذلك فأنا أجد المطربة فيروز محبوبة منذ زمن طويل في الأغنية اللبنانية وزياد الرحباني له مركز قوي بمصر أكثر من مطربين غنوا بالمصري وأنا مررت علي جزء مهم لمصر من خلال أغنية كل القصايد وأتطلع في لكارول سماحة ولذلك أعتبر أن المعيار الأساسي هو اللون الموسيقي القريب من المزاج المصري وهو الجو الكلاسيكي العاطفي الرومانسي وبالطبع بعد ذلك يجب أن أفكر في ذلك وأنفذه لحبي في اللهجة المصرية. خيال العمر, كل القصائد, قصر الشوق, أنا والليل كلها عناوين ألبوماتك هل الطبيعة الشاعرية بداخلك دفعتك لاختيار عناوين بهذا الشكل؟ بالطبع لأنني لا أفضل الطبيعة التسويقية فأنا يهمني الحالة الشاعرية حتي أيضا في اختيار الأغاني وهذا ظهر في آخر ألبوماتي الذي كان ذا حالة خاصة شاعرية. كيف تري موضة أغاني المهرجانات وانتشارها في مصر والعالم العربي؟ يوجد بالطبع مزاج شعبي يحب نوعية هذه الأغاني وأنا لست ضدها ولكن ضد الأغاني الخفيفة جدا ولا تعبر عن فكر جيل جديد نحن لسنا في أفضل حالاتنا في الموسيقي والاقتصاد والسياسة علي مستوي العالم العربي فالوضع بأكمله صعب فأنا واحد من الفنانين الذين يفضلون تقديم نوعية الأغاني ذات القيمة لتظل ثابتة في تاريخي الفني أما الأغاني الشعبية لن تمتد مستقبليا والمشكلة أن في الزمن الجميل كانت توجد موضة ولكن كان الأساس والذي يملك قاعدة شعبية هو المسيطر والإعلام كان يهتم بذلك ولكن حاليا للأسف الإعلام والتلفزيون يقومان بتغطية الأغنيات الخفيفة لأنه برأيهم تجلب نسبة مشاهدة كما أن اليوتيوب والسوشيال ميديا قاما بتغيير المعيار خاصة وأن المشاهدين والمستمعين أكثرهم من الفئات الشبابية الذي لم يدرك بعضهم المزاج الموسيقي السليم. وماذا ينقص الساحة الغنائية من وجهة نظرك لتعود لرونقها؟ المسألة صعبة لأنها تتطلب ثقافة ووعيا وتبدأ من عند الشاعر والملحن وأيضا المطرب الذي يلتزم بالأغاني ويأخذها ويقوم بتوصيل الرسالة والمفهوم ولا بد ألا نعتمد علي مبدأ أن الأغنية فقط هي التي توظفه في المسارح والأفراح والحفلات لأن هنا يكون المطلوب الاستفادة ماديا حيث أصبح الهاجس المادي عند الجميع في ظل غياب شركات الإنتاج الذي أثر سلبا علي المطربين فلا يجب انتظار تغييرات إيجابية كثيرة إلا إذا وجدت تغييرات إيجابية علي مستوي الوطن العربي لأن الوضع في العالم العربي صعب بالفعل وهذه مسئولية فردية لابد أن يحملها كل شخص علي عاتقه وخاصة الفنان سواء في مصر أو لبنان فتبقي اللعبة الأساسية في مصر ولبنان لأنهما علي عاتقهما المسئولية الأكبر بتقديم الموسيقي المهمة. هل معني ذلك أن الوضع السياسي أثر علي الغناء بشكل كبير؟ بالتأكيد لأن الموسيقي هي انعكاس للأوضاع فإذا كانت هناك أزمات في الوضع الاقتصادي لن يتواجد الفن. هل القرصنة علي الأغاني في الفترة الأخيرة لها عامل في ذلك؟ عامل سلبي جدا حيث لا يوجد حاليا شركة إنتاج تقدر علي طرح ألبوم وتربح منه لأنه فيه قرصنة والأغاني يتم طرحها سريعا علي اليوتيوب ولكن مع الوقت من الممكن القضاء عليها.