ما بين الاتفاق علي أعمال فنية مصرية تبدأ تصويرها خلال أيام, والمشاركة بفيلم سوريون الذي خطف قلوب جماهير مهرجان الإسكندرية السينمائي ليحصد الفيلم جائزة أفضل إخراج, بدأت الفنانة السورية ميسون أبو أسعد تثبيت أقدامها في مصر, وأكدت في حوارها مع الأهرام المسائي انها من المقرر ان تستأنف تصوير المشاهد المتبقية من المسلسل التاريخي السلطان والشاه وذلك بعد خروج العمل العام الماضي من السباق الرمضاني, هذا إلي جانب عمل درامي مصري جديد. ميسون تحدثت أيضا عن الوضع السوري وتراجع الدراما السورية وكواليس تصوير فيلم سوريون في سوريا, بالإضافة إلي مشاركتها كعضوه للجنة تحكيم للأفلام القصيرة, وتحضيرها لرسالة ماجستير في المسرح بعد أن أبعدتها الأزمة السورية بشكل إجباري عن المسرح, وتفاصيل أخري تحدثت عنها في السطور التالية: تقومين حاليا باعداد رسالة ماجستير في المسرح ما السبب وراء هذه الخطوة؟ نعم بالفعل أحضر حاليا لرسالة ماجستير في المسرح لأنني في الأساس خلفيتي مسرحية, وآخر عرضa مسرحي قدمته كان في عام2011 أي قبل وقوع الأزمة السورية وإذا كنا نري أن هذه الأزمة ألقت بظلالها علي الدراما السورية فمقارنة بوضع المسرح فإن الدراما بألف خير, ونظرا لكوني لم أفضل هذا الابتعاد الإجباري الذي حدث لي مع المسرح كان الاقتراب له بطرق أخري من خلال هذه الرسالة. ولماذا لم تشارك بعمل مسرحي في مصر؟ الاختيارات في المسرح صعبة ففي التلفزيون من الممكن أن توافق علي عمل بسبب دور جيد أو سيقدمك بنيو لوك جديد وبالتالي تكون محمي بأشياء أخري أما المسرح لا يتحمل أي مغامرة من ناحية استمرارية العرض ورأي الجمهور وبالتالي إن لم أكن اضمن أن النص جيدا لن أشارك به وهذا صعب ولهذا قررت أستكمال دراسات عليا فقط لأتواصل مع عالم المسرح. علي ذكر الدراما السورية ومدي تأثرها بالأزمة كيف ترين الدراما السورية قبل وبعد الحرب؟ الدراما تأثرت كثيرا بشكل سلبي, حيث فقدت كوادر مهمة خرجت من سوريا مثل النجوم ومديري التصوير والمخرجين وهذا انعكس علي تسويق العمل السوري وتواجده علي المحطات العربية وبالتالي أصبح المشاهد لا يراه كثيرا, رغم أن هناك استثناءات قادرة علي الخروج من هذا الإطار المتأزم وتقدم مسلسلات مهمة ولكن في مجملها تأثرت. مسلسل باب الحارة من الأعمال المهمة إلا أنه تراجع بعد الأزمة السورية فما رأيك خاصة أنك واحدة من أبطاله؟ الحقيقة أن الجزء الثامن الذي عرض هذا العام لم استطع متابعته لأنني كنت بمصر أقوم بتصوير مسلسل السلطان والشاه حيث كنت أصور حتي17 رمضان ولم يكن لدي وقت لمتابعته وقد استمعت لآراء كثيرة متفاوتة فالبعض يري انه تراجع ولكنه في الوقت نفسه هو من الأعمال التي تحصل علي أعلي نسبة مشاهدة حسب إحصائيات شركات متخصصة في سوريا والخليج ولا أظن أن الجمهور سيتابع المسلسل إن لم تكن هناك عوامل نجاح خاصة أنه بناء علي شركات تحصي نسبة المشاهدة بنسب مئوية وقد انتهي دوري في الجزء السابع وعرض الثامن وخلال أيام سيبدءون التاسع وهو ما يؤكد نجاحه. ما مصير مسلسل السلطان والشاه بعد خروجه العام الماضي من السباق الرمضاني؟ المسلسل سيتم استئناف تصويره خلال أيام ولا يزال أمام العمل20 يوما تصوير ومن المفترض أن يلحق بالعرض الرمضاني في2017 لكي يتم تسويقه من جديد, وقد حدث تأخير في التصوير العام الماضي مما جعل إمكانية تسويق المسلسل صعبة رغم أنه عمل رصدت له إمكانيات كبيرة, وبالتالي من الظلم كمنتج أن يسوقه خارج رمضان. علمت أن تجربة مسلسل مدرسة الحب أرهقتك بسبب طول مدة التصوير هل لهذا السبب اعتذرت عن تقديم القصة الثالثة؟ الحقيقة أنها تجربة ممتعة ولا يوجد وقت كبير بالشكل المزعج, وقد قدمت معهم قصتين وكان من المفترض أن أشترك في قصة ثالثة, ولكنني انشغلت في مسلسل السلطان والشاه في مصر, والمسلسل عمل لطيف وغير مرهق وقصص حب وشاعرية وفي رأيي الجمهور مفتقد لهذا النوع من الدراما وحالة تقديم أغنية لكل قصة بالإضافة إلي أن الفنان كاظم الساهر يغني القصة الكبيرة عمل حالة تشوق من الجمهور وهذا اختيار ذكي من المنتجين. ما حقيقة اتفاقك علي عمل درامي جديد بمصر؟ نعم لدي عملين دراميين في مرحلة القراءة أحدهما سوري والآخر مصري مقرر عرضه في شهر رمضان بخلاف مسلسل السلطان والشاه وقد اتفقنا بشكل مبدئي, لأخوض تجربة الدراما المصرية قريبا بمسلسلين. حصل فيلم سوريون علي جائزة أفضل إخراج في مهرجان الإسكندرية السينمائي حدثيني عن ظروف هذا العمل؟ الحقيقة أن قسوة العمل كانت في القصة وكان لدي صعوبة في طريقة تجسيد الدور نفسه لشخصية زينة ومع ذلك تفاعل الجمهور مع العمل ورمزية الدور, وبكي كثيرا لكن صعوبته عن الأدوار تتمثل في أن أي قصة اخري بالفيلم إذا حكيتها لأي شخص سيتأثر علي الفور بينما زينة عبارة عن حالة رمزية أكثر من كونه قصة تجعلك تتصاعد بها كما أن قصتها مطروحة علي إنها إنسانة علي وشك الموت وبالنهاية حيوية الممثل هي التي تقربه للجمهور وهنا كان التحدي, وقد اختارني المخرج باسل الخطيب للمهمة الصعبة وسعيدة بردود أفعال الجمهور وبكائها مما أشعرني بحالة امتنان. هل نعتبر الفيلم انطلاقة لك للانتقال من سوريا إلي مصر؟ أي فنان ليس له غني عن التواجد في بلده ولكن هذه الحالة منذ زمن عندما استعانت الدراما المصرية بنجوم من سوريا اعتبارا منهم أنهم عندما ينطلقوا من مصر سيصلوا للوطن العربي كله والجمهور المصري أيضا امتحان لانه يكفي التعداد السكاني في مصر الذي لن يسمح لأحد أن يظهر ويستمر إلا إذا كان يحبه الجمهور وهو امتحان أي ممثل يتمني أن يخوضه وأنا أكيد أتمني أن أقدم سينما هنا ولكن في نفس الوقت لابد أن أتواجد في سوريا. المخرج باسل الخطيب ذكر أنه لا احد يشعر بالسوريين إلا هم.. كيف تري الوضع في سوريا الآن؟ لم نفقد الأمل تماما لكن بنظرة واقعية لا يوجد أي مؤشر عن وجود انفراجه قريبة علي المستوي السياسي والعسكري, والتفاؤل مهم لكي تدور عجلة الحياة ولكننا أصبحنا نقول لأنفسنا أننا فعلنا ما علينا ولكن لا يوجد أفق أنه في القريب العاجل ستحدث انفراجه وإذا حدث مؤشر سياسي أو عسكري مهم لكي ترجع ما تعرض له من دمار سواء علي مستوي البنية التحتية والدراما وهياخد وقت. وماذا عن الانقسام بين الفريقين المؤيد والمعارض؟ أما بالنسبة لي لم أعد أنظر إلي من مع أو ضد لان الفنان مسئوليته اكبر خاصة أنه من قبل بدء الأزمة كانت الناس تتوحد حول شخصية الفنان فالواقع الذي فرض في سوريا تعدي منذ زمن كبير لتقول أنت مع أو ضد والواقع يقول أن تكون مع لوجود تحديات كبيرة مثل التقسيم, أو الشباب الذي بدلا من أن يبني ويعمر أصبح يهرب لواقع آخر في بلدان أخري أو علي الجبهة, وهذه حقائق مرة أقوي من أن تقول أنا مع أو ضد, فالوضع الآن إما أن تكون مع وحدة سوريا جغرافيا وتعافي اقتصادها وتوقف نزيف الدم وإما أن تساهم في حالة تقسيم. شاركت كعضوه للجنة تحكيم للأفلام القصيرة في مهرجان الإسكندرية كيف وجدت التجربة؟ هذه ثاني تجربة تحكيم لي حيث كانت الأولي في سوريا, وهذه المرة حينما شاهدت أفلام الشباب كان لدي شعور أنني أخوض تجربة ليس لدي عنها أي فكرة بالرغم من انه تم عرض علي من قبل الاشتراك في لجان تحكيم وكنت أرفض لأنني أري نفسي غير جاهزة لها كما أنني نوعا ما خجولة وكنت اتسائل هل أنا قادرة علي تقييم الغير خاصة أن الأفلام القصيرة التي يصنعها الشباب في مقتبل العمر ولذلك يجب ان يشعروا بأنهم بين يد أمينة, وعندما شاهدت20 فيلم في مهرجان الإسكندرية اعتبرتها فائدة لأنني أري أن الجيل الجديد يملك بوادر لإخراج لغة سينمائية مميزة وبنفس الوقت ادارة هاني لاشين وعبير عيسي وناصر حسن تعلمت معهم كيفية الغوص في أعماق الفيلم وعدم الحكم إلا برؤية جميع وجهات النظر. هل حدث خلاف في وجهات النظر اثناء التقييم مع لجنة التحكيم؟ لا إطلاقا لأن الأفلام الجيدة كانت واضحة ولكن يتبقي النظر علي قيمة العمل ولا يوجد اي خلافات ودائما نتناقش في الفيلم ونصل الي مرحلة الاقناع. بما انك من جيل الشباب هل كان لديك نظرة مختلفة عن لجنة التحكيم؟ كنت دائما اركز علي الفيلم الذي اشعر انه يطرح نفسه بذكاء لان الفيلم القصير صعب فالفيلم الروائي تكون إمكانياته أكبر من ناحية القصة اما القصير مدته قصيرة ويجب أن يصل المفهوم كاملا للمشاهد وهو تحدي اكبر, لهذا كنت مع الفيلم الذي يفاجئني بمستوي جيد من ناحية الطرح والموضوع ورجحت الاعمال التي لمستني من الداخل مثل فيلم دياب من العراق وانتماء من لبنان. هل من الممكن أن تشاركي في أفلام قصيرة خاصة أن بعض الفنانين يرفضون هذه النوعية؟ شاركت بالفعل من قبل في أفلام قصير وهي خبرني يا طير والتأرجح, والحقيقة أنني لا أرفض المشاركة خاصة إذا شعرت أن من أمامي شخص يستحق التشجيع.