لم يراع خضر كفاح والده لتربيته مع أشقائه بالخروج صباحا للعمل في مجال التجارة بالأسواق الأسبوعية والعودة في المساء حاملا احتياجات أسرته لكي تعيش حياة كريمة وسط جيرانها. استغل خضر انفلات الأحداث الأمنية أثناء ثورة25 يناير مع أخيه الأكبر لجلب الهيروين من سيناء عن طريق عصابات التهريب الدولية وترويجه علي مقربة من محل سكنه وبالتحديد طريق البدراوي الذي يشهد تجمع تجار الكيف بعد غروب الشمس لممارسة نشاطهم الآثم في بيع المخدرات. وحقق مع أخيه أرباحا مالية لا بأس بها وحاول الشقيقان إقناع عائلتهما أن السيولة المادية الموجودة بين أيديهما تعود للعمل في حراسة الأراضي لكي يبعدا الشبهات عنهما وخوفا من غضب أبيهما الذي تدهورت حالته الصحية بعد أن تقدم عمره, ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن, وإذا بالأخ الأكبر يسقط متهما في حكمين جنائيين بالقتل والاتجار في المخدرات. وتولي خضر الشقيق الأصغر بيع المواد المخدرة, حيث تحدث مع المصادر السرية التي يتعامل معها وأخبرهم بضرورة إرسال حصص المسحوق الأبيض إليه بانتظام. وتحقق له ما أراد وأصبح في غضون فترة قصيرة من كبار تجار الكيف المعروفين في محيط محل إقامته وحتي يدافع عن تجارته اشتري بندقية غربي وذخائر لكي يكون جاهزا ضد أي فرد أو جماعة تحاول الاحتكاك به. ونظرا لخطورته الشديدة وضعته مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية علي قائمة المطلوب سرعة استهدافهم وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية بعد مجهودات مضنية من البحث والتحري القبض علي المتهم متلبسا قبل طرحه الهيروين لعملائه وتحرر المحضر اللازم له وتولت النيابة التحقيق. كان اللواء علي العزازي, مدير أمن الإسماعيلية, قد عقد اجتماعا مع اللواء محمود فاروق مدير إدارة البحث الجنائي لدراسة المعلومات الواردة لهما بخصوص وجود بؤر ثابتة ومتحركة يتردد عليها تجار المخدرات للحصول علي الأصناف المختلفة من الهيروين والحشيش والأفيون والبانجو والبرشام لترويجها بين الشباب لتحقيق أفضل عائد مادي علي حساب تدمير صحتهم ودفعهم لارتكاب جرائم القتل والسرقة والاغتصاب والتحرش وهم فاقدو التركيز علي أفعالهم المخالفة للقانون فضلا عن تفشي المشاكل الأسرية في محيط عائلاتهم والتي ينتج عنها تشريد أطفالهم. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد محمد عربان رئيس مباحث الإسماعيلية ضم المقدم أحمد حماد رئيس مكتب مكافحة المخدرات ووكيله الرائد أحمد شاهين وتبين أن المدعو خضر26 سنة عاطل, سبق اتهامه في قضية مخدرات قبل ثلاث سنوات يمارس نشاط الاتجار في الكيف علي نطاق واسع بعد سقوط شقيقه الأكبر خالد العام الماضي متهما بالاتجار في المخدرات وتنفيذا لحكمين جنائيين صادرين ضده. تم استصدار إذن لضبط خضر وأعد ضباط مكتب المخدرات أكمنة ثابتة ومتحركة لاستهدافه بدعم ومساندة من رجال الشرطة السريين. وعندما حانت ساعة الصفر اتجهوا إليه متخفين في زي أولاد البلد وسيارات ملاكي وأجرة حتي لا يشعر الناضورجية بقدومهم وأمسكوا به وسط حالة من الذهول انتابته وعثروا معه علي بندقية آلية وذخائر و300 جرام هيروين ومبلغ مالي كبير وهاتفي محمول ودراجة بخارية بدون لوحات معدنية. وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترف تفصيليا بالاتجار في المواد المخدرة بقصد التربح من ورائها وأدلي بمعلومات دقيقة عن المصادر التي يجلب منها البودرة والأشخاص الذين يساعدونه في وكر طريق البدراوي, سهل من ملاحقتهم فيما بعد والقضاء علي تجارتهم التي تدمر عقول الشباب وبعرضه علي كمال الشناوي رئيس نيابة مركز الإسماعيلية أمر بحبسه4 أيام علي ذمة التحقيق.