نشأ محمود الشهير بلقب أبو جمعة وسط بيئة ريفية مع أشقائه تحت رعاية والديه اللذين يتمسكان بالعادات والتقاليد الحميدة ويرفضا سواها ومرت السنون حتي توفي الأب تاركا الأسرة تواجه الحياة وبدلا من رعايته لإخوته. وإذا به يتجه للاتجار في المواد المخدرة علي حساب عمله خفيرا بالأراضي الزراعية من أجل تحقيق ربح مالي ينتشله من الفقر المدقع ويسد الديون المتراكمة عليه وراح يتواصل مع عصابات التهريب التي تجلب الهيروين الخام من علي الحدود الشرقية للبلاد واتفق معها علي مده بحصة ثابتة من المخدر بشرط استلام الكميات منه بعد العبور بها عن طريق أشخاص المجري المائي لقناة السويس ونفق الشهيد أحمد حمدي وصارت الأمور طبيعية مثلما خطط لها وفي غضون فترة وجيزة ذاع صيته بشكل لافت للنظر في ترويج البودرة بين تجار التجزئة والمدمنين من أولاذ الذوات الذين يقصدونه قادمين من محافظات القناة والشرقية والقاهرة الكبري للحصول علي احتياجاتهم من المخدر بأسعار مخفضة وجودة أفضل عن أماكن أخري ولم يخبر والدته وشقيقاته بالجرم الذي يرتكبه في غفلة عنهم وبسببه سقط في قبضة الأجهزة الأمنية ودخل السجن ومع اندلاع ثورة25 يناير هرب منه ومنذ ذلك الوقت احترف من جديد تجارة الهيروين وغير محل إقامته واسمه لكي لا يستهدفه أحد ويظل يتمتع بالحرية ويبيع المخدرات لكي يجمع أكبر ثروة من المال تحسبا لعودته مرة أخري لمحبسه واستغل شقيقه الأصغر بعد أن جنده للعمل معه في طرح البودرة بين زبائنه وسال لعاب أخيه للعائد المالي الجيد الذي يجنيه يوميا من الاتجار في الهيروين حتي وقع في يد ضباط الشرطة الذين اتخذوا ضده الإجراءات القانونية وبعد تداول قضيته في دهاليز المحاكم صدر بحقه حكم بالسجن وقتها صمم أبو جمعة علي المضي في تجارته المدمرة لعقول الشباب وزادت دائرة تعاملاته حتي أصبح من تجار الكيف المشهورين الذين يقوموا بغسيل أموالهم بإقامة مشروعات تنموية لصالحهم لخطورته الشديدة وضعته مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية علي قائمة المطلوب سرعة استهدافهم وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية بعد مجهودات مضنية من البحث والتحري من إلقاء القبض عليه متلبسا وبحوزته كميات من الهيروين المعد للبيع وتحرر المحضر اللازم له وتولت النيابة التحقيق. وكان اللواء علي العزازي مدير أمن الإسماعيلية عقد اجتماعا مع اللواء محمود خليل مدير إدارة البحث الجنائي لبحث ومناقشة المعلومات الواردة لهما بشأن وجود بؤر ثابتة ومتحركة يتردد عليها المدمنون للحصول علي احتياجاتهم من المواد المخدرة الهيروين والأفيون والحشيش والبانجو والبرشام لتعاطيها. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميدين محمود فاروق رئيس مباحث الإسماعيلية وإبراهيم صدقي مأمور مركز الضواحي ضم الرائد محمود رحيل رئيس المباحث ومعاونوه النقباء محمد فتحي ومحمد أسامة وأحمد الطحاوي ومحمد جبر ومحمد الشافعي ودلت تحرياتهم أن محمود الشهير بلقب أبو جمعة26 سنة عاطل- هارب من سجن وادي النطرون ليمان440 في أحداث ثورة25 يناير2011 من حكم في قضية مخدرات مدتها10 سنوات. وأضافت التحريات أن المتهم انتقل من محل إقامته الأصلي في الكيلو11 إلي منطقة عزبة المنشار واستبدل اسمه الحقيقي بأخر حتي يعيش حياة هادئة وسط جيرانه وادعي أنه يعمل خفيرا في الأراضي الزراعية للتمويه علي نشاطه في الاتجار بالهيروين الخام الذي عاد لمزاولته مرة أخري وعلي نطاق واسع بعد أن جدد علاقاته بالمصادر السرية في سيناء التي تمده بالبودرة عن طريق وسطاء من الرجال والسيدات يهربوا المخدر عند عبورهم المجري الملاحي لقناة السويس بإخفاءه بأساليبهم الخاصة وتسليمه إليه. وأشارت التحريات إلي أن أبو جمعة بصدد طرح كميات كبيرة في الأسواق قبل شهر رمضان بعد أن قام بجلب بضاعته من الحدود الشرقية للبلاد وأجري اتصالاته مع زبائنه في المحافظات المجاورة وأقنعهم بالحضور للحصول علي احتياجاتهم من البودرة قبل أن تنفذ وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهم وأعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة بدعم ومساندة من رجال الشرطة السريين حول محل سكن أبو جمعة وعندما حانت ساعة الصفر اتجهوا إليه متخفين في ملابسهم المدنية وحاصروه وحاول الهرب في بداية الأمر إلا أنه استسلم وبتفتيشه عثر معه علي كميات من الهيروين وتم اصطحابه وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات والطريف أنه أدلي ببيانات غير حقيقية لهويته الشخصية وبعد خضوعه لفحص البصمات تبين أنه الشخص المطلوب ضبطه في واقعة هروبه من سجن وادي النطرون وبعرضه علي مصطفي عبد الغني وكيل النيابة العامة باشر التحقيق معه تحت إشراف محمد أبو طه رئيس نيابة مركز الإسماعيلية الذي أمر بحبسه4 أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد له في الميعاد بعد أن وجه إليه ثلاث تهم الاتجار في المواد المخدرة والهروب من السجن والتزوير.