خرج الثعلب يوما في ثياب الواعظ.. هل من المعقول ان يتوقف الزمن..هل من المعقول ان ترجع عجلة الزمن للوراء؟.. أكيد ممكن ولكن في الخيال العلمي وأفلام السينما الأمريكيةأما إذا كان هذا الخيال العلمي علي ارض الواقعالذي نعيشه كل يوم فهذا يسمي بأحلام اليقظة.. وممكن ان نختصر أحلام اليقظة باسم المهندس( أحمد عز) النائب السابق وأمين التنظيم بالحزب الوطني في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك. أصابتني دهشة عندما رأيت مقالا بجريدة المصري اليوم بقلم أحمد عز يتكلم عن الوضع الاقتصادي المصري الحالي وهو في حالة تفاؤل وطمأنة للمصريين..أحمد عز كان رجل أعمال ناجحا, يدير مجموعته الصناعية بكفاءة ولكنه اخطأ في إدارته لأمانة التنظيم بالحزب الوطني سياسيا لانه أدارها بنفس أسلوب وفكررجل الأعمال..انا لم اندهش من كتابتهالمقال لان اي مواطن مصري يستطيع ان يكتب اذا كان لديه ملكة الكتابة ولكني دهشت بما يحتويه المقال من حلول لأوضاع اقتصادية بالأرقام وخبرة اقتصادية تنم عن عقل فاهم, وعندما رأيت برنامج زميلي الإعلامي عمرو أديب يوم الاثنين الماضي وكان موضوع حلقته يدور حول سؤال واحد لضيوفه الكرام من رموز الصحافة والقانون..والسؤال هو:هل من حق أحمد عز العودة لممارسة الحياة السياسية في مصر؟, بصراحة سأقول لكم اني لم اندهش عند سماعي هذا السؤال لان كل مواطن مصري له الحق ان يعمل ويمارس الحياة السياسية والاجتماعية والعامة في بلده..ولكن الذي استوقفنيهو اسم أحمد عز وفي نفس اللحظة استرجعت تاريخ ثوره يناير2011 التي اطاحت بالنظام الحاكم, وتذكرت بعض الجمل الشهيرة التي كتبت في الصحف المصرية عن مهندس إسقاط نظام مبارك ومفجر ثورة يناير ولن اخفي عليكم مدي تشوقي لمشاهدة النقاش الدائر بين الضيوف في البرنامج عندما أوضح أحدهم بعض المواقف والتجارب التي مر بها في انتخابات2005 البرلمانية من تزوير في الاصوات بعد سماعه من رؤساء اللجنة الانتخابية لدائرته التهنئة بالنجاحوصدمته بعد ذلك بإعلان سقوطه..في هذا التاريخ الذي نسميه كصحفيين بتاريخ اسود علي مصر لان مصر كانت في حالة غيبوبة. أين كان عز من الاحتكارات في مصر.. أين كان من بطالة الشباب وفقر الطبقة الكادحة للمصريين.. اقول لكم ان عز كان في أحضان السلطة وبجوار أمين السياسات للحزب الحاكم حين ذاك.. وكان من الواجب عليه ان يكون عين النظامالمفتوحة للقواعد الشعبية الحقيقية البسيطة لانه كان امين التنظيم في هذا الوقت وكانوا يعتمدون عليه في توصيل جميع اراء وطلبات القواعد الشعبية البسيطة التي لا يستطيعون الوصول اليها من مراكزهم وشخصهم وللاسف.. واقولها واكررها ان اختيار امين السياسات لأحمد عز في هذا المنصب كان خطأ كبيرا في هذا الوقتولا تدري مصر لماذا عز بعدم خبرته السياسية يكون امينا للتنظيم. رأينا بأعيننا نتيجة ما حدث بخبرته العميقة التي ادت الي انفجار الشعب وخروجه علي حاكمه وتغير مسار مصر الاقتصادي حتي وصلنا الي هذه المعاناة ويحاول الآن ان يدخل عز من الأبواب الخلفية لظهوره مرة أخري في الحياة السياسية والاقتصادية وهو في ثياب الواعظ الحكيم. أين الشفافية.. هل سنعيد ما حدث في السابق من تاريخ مصر الاسود وما اكثر الثعالب القديمة التي تنتظر الدخول من الأبواب الخلفية ويسننون اسنانهم, نحن نترك للشعب المصري الإجابة علي سؤال عمرو أديب.. هل يحق لأحمد عز ممارسة الحياة السياسية في مصر الآن؟.