التقي امس عدد من كتاب الفن الصوفي وبعض الفنانين في أمسية ثقافية تناولت الحديث عن علاقة الصوفية بالأدب والإبداع الفني وتأثير الكتابات الأدبية علي القارئ وكيفية تناول الكتاب الجدد لهذا النوع من الأدب وتوظيفه بشكل يتناسب مع المتلقي. حضر الأمسية وأدارها الدكتور حمدي النورج الذي أكد أنه لم يتصد للكتابة الروائية إلا بعد مروره بالقراءة علي العديد من الأعمال لكبار الكتاب أمثال نجيب محفوظ, مؤكدا أن توجهه للكتابة الصوفية في رواية الزاوية كف حبيبي جاء من منطلق توجه عالمي لتعزيز ثقافة الحب بين الناس خاصة بعد انتشار الحروب في الكثير من الدول وأشار إلي أن الذين يتصدون الآن للكتابة الصوفية هم أولا لم يتذوقوا المعرفة الصوفية جيدا ولم يتعودوا حساسية اللفظ الصوفي ولا يوجد لديهم إدراك بالمعجم الصوفي السليم وطالبهم بقراءة أعمال بعض الكتاب الكبار في هذا المجال قبل الكتابة مثل أعمال أبو العلا عفيفي والمعاجم الخاصة بلغة هؤلاء القوم لأنهم أصحاب لغة وتراكيب خاصة جدا لايستطيع الكثير العمل عليها, مشيرا الي للأدب الصوفي خصوصية والاقتراب منه يكون بحذر. وأكد الفنان عصام توفيق حبه لهذا النوع من الفن مؤكدا أن الأعمال الفنية التي تناقش القضايا الصوفية الأقرب إلي قلبه باعتباره رجلا صوفيا تربي علي يد الشيخ الذي غرس بداخله قيما عرف بها معني التصوف وأشار توفيق إلي ضرورة أن يتولي الأعمال الفنية كتاب لهم صلة بالطريقة نفسها لأنه يكون الأقرب إلي الوصف الحقيقي وكتابة الشخصيات بشكل حرفي مستشهدا بكتابات السينارست عبد الرحيم كمال في الخواجة عبد القادر فهو عمل كتب بشكل جيد عن شخصية صوفية مؤكدا انصراف الكتاب والمخرجين عن تقديم اعمال تجسد المتصوفين. وقال الكاتب حسن خليل أن الكثير من الناس ينحصر مفهومهم عن التصوف بأنه زهدا في الحياة وانصرافا عن متعها مؤكدا أنهم مخطئين لأن الفقير أيضا يتصوف والغني يتصوف والكبير والصغير وحذر من المغالاة في التصوف وقال علينا باتباع الشيوخ بعقلانية وترك ما يخالف الشرع, فالمنهج الصوفي موجود في الكتاب والسنة ومعروف للجميع والصوفي يتعامل مع الجميع بشكل طبيعي ولا يعرف غير الله ورسوله. وحلت المطربة حنان ماضي ضيفة علي الأمسية وتطرقت في حديثها إلي تجربتها مع الغناء ومشوارها الفني بعزف الكمان في معهد الموسيقي العربية ثم دخولها عالم الغناء عن طريق الصدفة, وغنت خلال الامسية عدد من الاغنيات احتفالا بذكري الهجرة النبوية.