لم يستطع أحمد وسمير مخالفة أمر محمود فقد كان زعيمهم منذ الصغر وعلي الرغم من انقطاعه عن الدراسة وعمله بالورش لضيق ذات اليد إلا أنهما كانا علي عهدهما وحبهما لصديقهما وكانت جلسات السمر تجمعهم علي ترعة القرية التي اشتهرت بأنها الباطنية. عاش الرفاق الثلاثة في تلك القرية يشاهدون تجار المخدرات والسلاح وعلي الرغم من القبض عليهم من خلال الحملات المستمرة لرجال الشرطة إلا أنهم بمجرد خروجهم من السجن يعودون لممارسة نشاطهم المعهود. انجرفت قدما محمود في العمل بين أوساط تجار المواد المخدرة وقام بتوزيع سمومهم وحاول أن يجر صديقيه إلي ذلك التيار إلا أنهما رفضا تماما محاولين الاحتفاظ ببعض سلوكهما القويم ولاحظ ذويهما انفلات محمود وقرروا منعهم من مصاحبته و لكن لم تجد تلك الطريقة نفعا فقد ازدادوا تقربا منه وزادت أواصر الصداقة ولأنهم جميعا في سن التمرد والمراهقة فقد قررا الانسياق وراء مخطط محمود في القيام بإحدي المغامرات و خطط محمود لتلك العملية ودرس موقع الجريمة جيدا مؤكدا لرفاقه أن عملية السرقة بسيطة جدا و لن يتعدي الأمر بضع دقائق. كان محمود علي معرفة وثيقة بأحد العاملين بمكتب المحامي ويعلم انه يحتفظ بمبلغ مالي بمنزله ويعلم بمكانه و كانت الخطة هي أن ينتظروا ليلا حتي يخرج المحامي من منزله ليخلو لهم المكان و يقوموا باقتحام المنزل وسرقة المبلغ المالي. وبالفعل قام الأصدقاء الثلاثة بتنفيذ مخططهم وقاموا بالفرار لتخبئة المبلغ لدي احد أقاربه ولكن رجال المباحث ارتابوا بهم بعد انتهاء التحقيق وحفظ البلاغ حيث ظهرت علي الشباب الثلاثة آثار الثراء فقد كانوا يقومون بصرف الأموال علي رفاقهم في جلسات السمر مما جعل أفراد الشرطة يرتابون بهم ليقوموا بتتبعهم واكتشاف أمرهم. كان اللواء مصطفي النمر مدير أمن الدقهلية قد تلقي إخطارا من اللواء مجدي القمري بورود بلاغ إلي الرائد أحمد السادات رئيس مباحث دكرنس بسرقة شقة أحد المحامين بالقرية. وعلي الفور قام العميد سيد سلطان رئيس مباحث الدقهلية بتشكيل فريق بحث من الرائد أحمد السادات ومعاونيه النقيبين محمد صلاح و محمد فتحي, حيث تبين أن وراء ارتكاب الواقعة المتهمين وهم أحمد ع. ف17 سنة طالب و سمير ر. س17 سنه طالب ومحمود ع. ش18 سنة عامل جميعهم مقيمون ديمشلت و قد تمكن النقيبان محمد صلاح و محمد وجيه من ضبط مبلغ مالي وقدره135 ألف جنيه والجاكوش المستخدم في كسر شيش البلكونة بحوزة المتهمين الثلاثة.