نزح من إحدي قري محافظة الفيوم, متمردا علي حياة الشقاء والحرمان التي وجد نفسه يحيا فيها, محاولا نسيان ماضيه البائس وسط أهالي قريته حتي استقر به المقام في منطقة المرج التي تنقل فيها بين الحرف والأعمال إلا أنه لم يستقر في أي منها سوي عدة شهور ثم يعود إلي البطالة من جديد في ظل رفضه الدائم لتحكم أصحاب الأعمال فيه. حاول وليد الشهير ب الفيومي البحث عن طريق يستطيع من خلاله جلب المال اللازم للإنفاق علي متطلباته المتزايدة وتغيير حاضره ومستقبله إلي الأفضل إلا أن كل السبل كانت مسدودة أمامه مما دفعه إلي اتباع الطرق والأساليب الملتوية للحصول علي النقود لتحقيق حلمه في الزواج وإنجاب الأطفال حتي تم الحكم عليه في عدد من الأحكام بالحبس10 سنوات. لم يتعظ أو يتراجع وليد عن أفعاله الملتوية حتي ذاع صيته بين أهالي شارع الورشة بالمرج الذين لا تمر صغيرة أو كبيرة بين أرجاء المنطقة إلا ويكونون علي علم بها وبدأ الجميع يتحاشي التعامل معه أو مصادقته لسمعته السيئة. مرت الشهور تتبعها السنون ووليد علي حاله بلا جديد حتي بلغ عقده الرابع ومازال يعاني من ضيق ذات اليد وعدم قدرته علي تسيير أحواله حتي سيطرت عليه فكرة جهنمية باستغلال ما تعلمه خلال تنقله بين الحرف في تصنيع الأسلحة النارية وبيعها للمسجلين خطرا وأرباب السوابق بمنطقة سكنه. استطاع وليد بالفعل توفير ما يحتاجه من أدوات وبدأ في تحويل شقته المتواضعة إلي وكر لتصنيع وتصليح الأسلحة النارية وإعادة بيعها إلي راغبي حمل الأسلحة غير المرخصة والبلطجية.. راجت تجارة وليد وامتلأت جيوبه بالمال الحرام وزادت معها أطماعه وتطلعاته لتحقيق مزيد من الأرباح إلا أن الرياح تأتي بما لا تشتهيه السفن بعد أن تم رصده من قبل رجال مباحث المرج وتمكنوا من ضبطه وبحوزته أسلحة نارية وعدد وأدوات التصنيع. كانت معلومات قد وردت إلي المقدم محمود الأعصر رئيس مباحث قسم شرطة المرج بقيام عاطل بتحويل مسكنه إلي ورشة لتصنيع الأسلحة النارية. بعرض المعلومات علي اللواء عبد العزيز خضر مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة أمر بتشكيل فريق بحث أشرف عليه اللواءان هشام لطفي نائب مدير المباحث وأحمد الألفي مدير إدارة المباحث الجنائية ترأسه العميد نبيل سليم رئيس قطاع مباحث الشرق, باشره العقيد علاء بشندي وضم النقيبين محمد أبو العطا وأحمد المغازي معاوني المباحث; حيث تم وضع خطة اعتمدت علي تجنيد العناصر السرية وتوجيه عدة مجموعات بحثية للتأكد من صحة المعلومات الواردة. وتبين من التحريات صحة المعلومات وأن المتهم يدعي وليد. ح46 سنة عاطل ومقيم شارع الورشة مؤسسة الزكاة دائرة القسم, والمحكوم عليه في9 أحكام حبس جزئي مبان, وتبديد بإجمالي حبس10 سنوات وأنه يزاول نشاطا غير مشروع في مجال تصنيع الأسلحة النارية داخل مسكنه الكائن بدائرة القسم والاتجار فيها حيث استطاع تحويل طبنجات الصوت وتصنيع قطع غيار الأسلحة الآلية. وبعرض المعلومات علي النيابة تم استصدار إذن وإعداد العديد من الأكمنة الثابتة والمتحركة في الأماكن التي يتردد عليها وبالقرب من مسكنه تمكن خلالها ضباط وحدة مباحث القسم من ضبطه وعثر داخل مسكنه علي بندقية آلي غير مبلغ بسرقتها ومسدس صوت معدل عيار3.8 مم و53 طلقة وخزينة بندقية آلي محلية الصنع, وجسم سلاح آلي غير مكتمل الأجزاء تحت الصنيع, وماسورتي سلاح آلي, وكتلتي ترباس خاصة بالأسلحة الآلية. وباقتياده إلي ديوان القسم ومواجهته أمام العميد نبيل سليم رئيس مباحث القطاع اعترف بحصوله علي البندقية من أحد الأشقياء بعد استبدالها ببندقية خرطوش, مشيرا إلي أن ذلك الشخص الشقي توفي منذ فترة كما تم تحرير محضر للمتهم وبإخطار اللواء خالد عبد العال مساعد أول الوزير لأمن القاهرة أمر بإحالته للنيابة التي تولت التحقيق.