يمثل استجواب الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف وإقالة مجلس الشيورخ نهاية13 عاما لديموقراطية وحكم اليساريين المناهضين للولايات المتحدة. واعتبر مراقبون دوليون ان أداء نائب الرئيس ميشيل تامر اليمين الدستورية كرئيس مؤقت بدلا من روسيف هو انقلاب سياسي وبرلماني لايستبعد يد واشنطن في القيام به. وعكست مراسم أداء تامر اليمين بشكل سريع اجواء الترقب السائدة في البلد والقلق والرفض حيث اندلعت مظاهرات احتجاج عنيفة رفضا لذلك الانقلاب السياسي كما يستعد تامر للتوجه للصين للمشاركة في قمة دول العشرين. وجاء رفض البرازيليين لتامر كبديل لروسيف واضحا خلال حفل افتتاح الالعاب الاوليمبية في ريو خلال الايام الماضية حيث اضطر تامر لمغادرة الاحتفالات وقرر عدم المشاركة في الختام خشية تكرار ردود الفعل الغاضبة والرافضة له. فتامر متورط في قضايا فساد ومن ثم وصف اداؤه اليمين كبداية صعبة له. ولم يكن هناك ممتنع عن التصويت بين ال81 عضوا في مجلس الشيوخ بينهم61 الذين أيدوا إقالة روسيف. ورغم محاولة روسيف تأكيد براءتها من تهم الفساد واعلانها أن ما وجه لها من اتهامات لا أساس له من الصحة متعهدة بعدم التخلي عن حملاتها لمكافحة الفقر وعدم المساواة والعدالة قائلة إنها لاتريد ان تكون في صفوف من يعتقدون انهم منتصرون حيث ان التاريخ لن يكون في جانبهم. حلفاء روسيف في البرازيل وخارجها يعتقدون أن من صوتوا لإقالتها من منصبها الرئاسي متورطون في فضائح فساد ضخمة. حيث يواجه60 من أعضاء البرلمان بغرفتيه التي تضم594 جرائم جنائية من فساد وتزييف انتخابات.. وكالة بلومبرج ذكرت ان اقالة روسيف هو جزء من نهاية لعبة سياسية كما انها ضحية ترميدور لاتيني وانقلاب النخبة البرازيلية للاطاحة بجميع المكاسب الاجتماعية التي ذهبت للفقراء خلال السنوات العشر الماضية وقد أنقذت برامج روسيف وداسيلفا30 مليون برازيلي من براثن الفقر. ومن ثم كان العجز المالي هو الوجه الآخر لمؤامرة التريمودور والنخبة ضد حكم روسيف وداسيلفا. وقد اظهرت استطلاعات الرأي ان60% من البرازيليين يريدون اجراء انتخابات رئاسية عاجلة بعد عزل روسيف وسيكون الرئيس السابق لولا داسيلفا هو المرشح عن حزب العمال لخوض الانتخابات الرئاسية.. وذكر موقع جلوبال ريسيرش وول ستريت أسواق المال الأمريكية وراء اقالة روسيف وانه من الهم ذكر اعضاء مؤامرة اقالة روسيف ودور ميشيل تامر وكامبوس ميريليس كأحد كبار الخبراء الماليين والاقتصاديين المناهضين لروسيف في هذا الانقلاب السياسي. وقال الموقع ان السيطرة علي السياسة النقدية واصلاحات الماكرو اكونوميك الاصلاحات الاقتصادية الكلية هو الهدف النهائي للاطاحة بروسيف في انقلاب سياسي وان ميشيل تامر لعب دورا كبيرا في هذا الانقلاب. كما لعب ايلان جولدفين الرئيس الجديد للبنك المركزي البرازيلي والمقرب من صندوق النقد والبنك الدوليين دورا كبيرا في الانقلاب السياسي فيما يخضع نظام العملات في البرازيل لضغوط دولارية ضخمة وسط توجه لزيادة الديون الخارجية.