أنا سيدة في الخمسين من عمري تزوجت في بدايات شبابي من رجل كان يماثلني في العمر, جذبه جمالي اللافت, ولم أجد وجها للاعتراض عليه خاصة أنه كان قد تدله في حبي مثلما زعم, وتزوجنا في عمارة يمتلكها أبوه في حي راق وأنجبت منه ابنا وابنة رغم اكتشافي أنه عديم تحمل المسئولية فقد كان يعتمد ماديا علي والده بعد أن توظف في جهة حكومية لا يغني مرتبها من جوع وبطبيعة الحال تدخل والداه في كل تفاصيل حياتنا وكان منصاعا لهما لدرجة أنهما قررا سفره لدولة عربية أحضرا له عقدا للعمل بها. وبدأت حياتنا الزوجية في الانهيار مبكرا بعد أن أقام زوجي العلاقات المختلفة التي انتهت بزواجه من إحدي الروسيات وأنجب منها وعافني تماما فانقطعت علاقتي الزوجية معه منذ سنوات طويلة ولم ينصرني أهله, فأغلقت بابي علي ونزلت إلي سوق العمل وكافحت في العمل في شركة سياحة صغيرة وكنت أوفر الجنيهات القليلة لأنفق علي أبنائي اللذين كانت أخبار والدهما تنقطع بالشهور ثم يظهر في حياتنا فجأة ويعود للاختفاء سيدي مرت السنوات وأنا غارقة في العمل ولم أستجب لنصيحة صديقاتي بطلب الطلاق خوفا من طردي من شقتي أو من أن يقطع والداه المعونة التي كانا يساعدانني بها, والآن بعد أن ولي الشباب وتزوجت ابنتي الوحيدة تنصحني صديقتي بالطلاق وتحثني علي بداية حياة جديدة, فهل تري أنه مازالت هناك فرصة؟ وهل تعتقد أنها علي صواب؟ سيدتي لقد أخذت قرار الزواج من شخص كل مؤهلاته أنه قال إنه يحبك وغيبت عقلك عن باقي أسس الاختيار السليمة لشريك الحياة, فأين كان أهلك من السؤال عنه وعن شخصيته وسط أصدقائه وجيرانه؟ وأين كانوا من السؤال عن دخله وطبيعة عمله لقياس استعداده الشخصي وليس استعداد والده وقدرته علي تحمل مسئوليات الإنفاق علي بيته وزوجته؟ أين كنتم جميعا عندما وافقت وأهلك علي السكن في بيت الأسرة في الحي الراقي دونما حساب لعقبات ذلك وتوابعه من تحكمات أسرته وتدخلها في حياتك مما يؤدي حتما للقضاء علي استقلاليتك؟ كيف تحملت الوحدة وأغلقت علي نفسك أبواب المتعة الحلال والاستمتاع بالحياة والاستمتاع بالقرب من زوجك وقبلت بعدم السفر معه ؟ هل كان قرار عدم السفر بمحض إرادتك؟ أم أنه هو الذي رفض مصاحبتك له؟ سيدتي إجابتك علي كل الأسئلة السابقة تحدد مدي مسئوليتك عن الجفاء العاطفي الذي أصاب زواجك وعن الفرقة التي تسببت في سعي زوجك للزواج من امرأة أخري تحصنه وتعفه في غربته.. لكن مهما كانت درجة هذه المسئولية فقد قمت بدفع ثمنها كاملا حين رفضت الطلاق من أجل حماية أولادك, ولمنع طردك وطردهم من الشقة التي تؤويهم, وفضلت الانخراط في العمل المتواصل واستغنيت عن كل رغباتك وشهواتك طوال هذه السنوات, وهذا بالطبع سبب نبيل تستحقين عليه مكافأة نفسك بعد أن اكتملت مهمتك وتزوج أبناؤك, والمكافأة العادلة الآن هي أن تطلبي الطلاق فورا, وأن تسعي للزواج من جديد من شخص يؤنس وحدتك ويعوض عليك ما فات من عمرك, وبالطبع مازالت هناك فرصة فتحقيق السرور والسعادة في الحياة الدنيا من حق كل إنسان في كل وقت طالما هو حي يتنفس, وحقه في طلبهما بل واجبه لا يتوقف مهما كان عمره أو ظروفه, وبالتأكيد ستجدين من يناسبك في العمر ويماثلك في الظروف بل ويبحث عنك مثلما تبحثين عنه, فقط إذا فتحت الباب. فعلي بركه الله