احتفي جمهور الجزائر بالمخرجة هالة خليل بعد عرض فيلمها أمس في قاعة سينما المغرب, في اطار المسابقة الرسمية لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي, وأشارت هالة خليل إلي أنها مريضة وعلي الرغم من ذلك اصرت علي حضور عرض الفيلم وسط جمهور المهرجان للتعرف علي انطباعاتهم. واعقب الفيلم ندوة نقاشية معها قام بإدارتها المدير الفني للمهرجان محمد علال, وحضر عرض الفيلم الفنان فاروق الفيشاوي وقدم التحية لهالة خليل وكل فريق عمل الفيلم بعد انتهاء عرضه, وقال للجمهور ان الفيلم يعبر عن اوطاننا العربية لأن نوارة هي نموذج لحال الفقير العربي. وقالت هالة إنها سعيدة بالعودة للجزائر للمرة الثانية بفيلم نوارة بينما كانت المرة الاولي في عام2007 بفيلم قص ولزق الذي شاركت به في الدورة الاولي لمهرجان وهران, وهذه المرة تعود بفيلم عن الثورة مشيرة الي انها لم تختر ان تقدم فيلما عن الثورة لكن الثورة هي التي اختارت حيث كانت واحدة من الذين شاركوا في هذه الثورة منذ البداية وحلمت بالتغيير مثل كل الناس, وآمنت بالجملة التي جاءت علي لسان نوارة في الفيلم إحنا شيلنا حسني مبارك يبقي احنا كبار قوي ومش حاسين, وأصابها الإحباط مثل الجميع من ضياع الحلم. واضافت انها لم تكن تريد ان تكتب عن الثورة الآن لأنها لم تنته بعد والحراك مازال مستمرا ومازلنا في مراحل التغيير وبالتالي الرؤية ليست واضحة كفاية للكتابة عنها, لكنها في نفس الوقت لم تستطع الابتعاد عنها والكتابة عن شيء اخر, مشيرة الي انها عندما بدأت في التفكير في هذا المشروع اكتشفت أن الموضوع كبير جدا وله زوايا مختلفة وتحليلات متعددة من الصعب ان يضمها فيلم سينمائي واحد لذلك قررت ان يكونوا ثلاثة افلام. واكدت ان نوارة هو اول فيلم في ثلاثية الثورة, و الفيلم الثاني في الثلاثية سيكون بعنوان عسكر وحرامية والفيلم الثالث بعنوان الليلة الثورة, مع الحرص علي ان يكون كل فيلم منهما قائما بذاته بحيث يمكن مشاهدته بشكل منفصل عن الأفلام الأخري, مضيفة انها اختارت ان يكون نوارة الفيلم الاول لانه يحمل هما يخصها ويمسها بشكل خاص جدا حيث انها شاركت في الثورة من اجل هؤلاء الفقراء, لانها عاشت عمرها كله في مجتمع يحمل الكثير من المهانة والظلم والقهر للفقراء, والثورة أهم أهدافها رفع الظلم عنهم. وقالت كان حلمنا رفع الظلم عن الفقراء وتحقيق العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية, وعاما بعد عام تحول هذا الحلم الي كابوس, وكانت الهتافات عيش حرية عدالة اجتماعية, لذلك قررت ان يكون الفيلم عن العدالة الاجتماعية وحدوته عن الحلم الذي تحول الي كابوس, والفيلم اثر في بدرجة كبيرة حتي اثناء صناعته وكنت ابكي اثناء المونتاج علي الحلم الذي سرق منا, تجربة موجعة جدا بالنسبة لي جدا, وموجعة للكثير من الناس, والفيلم يذكرنا بها واشارت الي أن شريط الصوت الخاص بالفيلم من اكثر الأشياء التي أجهدتها اثناء تنفيذ الفيلم لان اغلب المذيعين والقنوات التليفزيونية والاذاعية رفضت ان تعطيها تسجيلات لما حدث خلال الفترة التي اعقبت الثورة والقبض علي حسني مبارك وأفراد نظامه, لأنهم لا يريدون ان يذكروا الناس بما حدث خلال هذه الفترة وكأنهم يريدون محوها من ذاكرتنا بدفن هذه المواد المسجلة تماما, مضيفة أن أغلب المذيعين رفضوا حتي ان يعيدوا تسجيل بعض المقاطع التي سبق ان قالوها فعليا خلال هذه الفترة لذلك اضطررت الي تسجيلها بآخرين, بينما كانت المذيعة الوحيدة التي رحبت بإعادة تسجيل جزء هي دينا عبد الرحمن كما تعاون معها د.عمرو حمزاوي علي الرغم من سفره لالمانيا, وقام بتسجيل جزء من حديثه عن طريق التليفون, بينما حدثها باسم يوسف علي انه غير موجود في الفيلم إلا انها بررت ذلك بان احداث الفيلم تدور في شهر ابريل2011 بينما ظهر باسم علي شاشة التليفزيون في يونيو.2011 واكدت انها لا تدين الثورة في فيلمها, لان الثورة ضحية كما ان الفقراء هم الضحية دائما قبل الثورة وبعدها, حيث دبرت مؤامرة للثورة والفقراء هم من ضاعوا فيها, مشيرة الي انها تعي ان الفيلم محبط ولكن السبب في هذا هو ان الواقع نفسه محبط, لكن الهدف منه هو أن يخرج المتفرج غاضبا ويستغل غضبه في إنقاذ نوارة في الواقع.