السفيرة مشيرة خطاب مؤهلة بحكم تاريخها كدبلوماسية.. ووزيرة.. واتصالاتها الدولية لمثل هذا المنصب.. وباعتبار أنها أصبحت المرشحة الرسمية لمصر, فان الأمر لم يعد يتعلق فقط بشخصها.. وإنما بصورة مصر الدولية.. ومكانتها الحضارية والثقافية وأكثر من تجارب سابقة, فإن الأمر هذه المرة أكثر دقة وحساسية كون أن المنافس العربي الرئيسي من قطر.. بكل ما يحمله هذا من معان. ويفرض هذا جهدا مكثفا ومنظما تعبأ له كل القدرات, ورغم الأهمية البالغة للدعم الرسمي, فإن للمنظمات المدنية والشخصيات ذات المكانة العالمية دورا رئيسيا. في هذا يبرز دور شخصية د. إسماعيل سراج الدين بعلاقاته بالمؤسسات والشخصيات الثقافية العالمية, وقد يري أن تنظم مكتبة الإسكندرية مؤتمرا تدعي له المؤسسات والشخصيات الثقافية للترويج لهذا الترشح وأن يصدر عنه رسالة لدعم هذا الترشح.. وكذلك الأستاذ محمد سلماوي بعلاقاته باتحادات الأدباء والمثقفين.. كما أقترح أن يستعان بالدكتور محمد سامح عمرو الذي كان إلي وقت قريب سفير مصر في اليونسكو ثم أنتخب رئيسا للجنة التنفيذية للمنظمة.. وهو من غير شك علي علم بآليات الانتخابات والعوامل المؤثرة فيها. وفي دور منظمات المجتمع المدني يمكن استثمار العلاقات المؤسسية التي بناها المجلس المصري للشئون الخارجية علي مدي15 عاما مع منظمات ومراكز بحثية عالمية أوروبية, وأفريقية, وعربية وأسيوية, وجميعها لها صوت يحترم لدي صناع القرار في بلادها. نتصور أن مصر اليوم تملك علاقات متطورة مع الدول الأوروبية والاتحاد الأوروبي, هي الأكثر تقديرا لدور ومكانة مصر الثقافية, الأمر الذي يتطلب تكثيف الاتصالات مع الدول الأوروبية علي المستوي الثنائي ومن خلال الاتحاد الأوروبي ومفوضة السياسة الخارجية فدريكا موجريني وهي مثقفة ودرست التاريخ الإسلامي ولها مواقف مشرفة فيما يتعلق بالعلاقة بين الإسلام والغرب, وقد تبادل معها المجلس المصري للشئون الخارجية المراسلات ومهد بذلك لزيارتها لجامعة القاهرة العام الماضي وخطابها الشامل عن الإسلام والغرب. وفي التواصل مع الاتحاد الأوروبي يمكن الاعتماد علي السفير جيمس موران سفير الاتحاد الأوروبي في القاهرة وهو صديق لمصر. ونفس الأمر ينطبق علي الدول الأفريقية التي لمصر معها علاقات ومواقف تاريخية وإن كان الأمر لا يخلو من ثغرات وتأثيرات علي التصويت الأفريقي. علينا أن نتذكر أن الولاياتالمتحدة وسفيرها في اليونسكو كان من العوامل الرئيسية لإفشال ترشيح فاروق حسني الفنان العالمي. كما سيبدو الموقف الخليجي حساسا ودقيقا ولا أستبعد أن تسعي قطر لحصول مرشحها علي تأييد مجلس التعاون الخليجي. في هذا الشأن علينا أن نتوقع أن قطر سوف تلقي بثقلها المادي لدعم مرشحها, ونتذكر كيف لعب الدور المادي في أن تحوز قطر علي استضافة كأس العالم عام.2022 وفي نهاية الأمر فإن جوهر الرسالة المصرية للعالم أنه فضلا علي مؤهلات المرشحة المصرية, فإنها تمثل الدولة التي تملك تاريخا حضاريا وثقافيا طويلا يجعلها حريصة علي حماية التراث الثقافي البشري. سفير سابق والمدير التنفيذي للمجلس المصري للشئون الخارجية سابقا