مؤشرات فوز مرشح مصر لليونسكو عائشة عبدالغفار انطلقت حملة ترشيح فاروق حسني وزير الثقافة المصري لتقلد منصب مدير عام لمنظمة اليونسكو العريقة, من موقع المجلس المصري للشئون الخارجية برئاسة السفير عبدالرءوف الريدي وحضور جمع وفير من الدبلوماسيين والإعلاميين والمثقفين والوزراء السابقين والحاليين.وبات واضحا أن وزير الثقافة المصرية يتمتع بشعبية كبيرة داخل مصر تؤهله لتبوؤ هذا المنصب الرفيع الذي يقع بعاصمة النور باريس والذي انصهر وتأثر بثقافتها في مطلع حياته الوظيفية عندما كان ملحقا ثقافيا لمصر, ويوجه رسالتها الحضارية من الحي اللاتيني بجدارة فائقة أكسبته اعجاب رواد المركز الثقافي بالبول ميش كما يطلق عليه الفرنسيون الي جانب عصافير الشرق من النازحين الي باريس بحثا عن الثقافة والعلم والحرية, نفس هذا النجاح حققه فاروق حسني بروما عندما ترأس الأكاديمية المصرية لتتحول الي مركز للاشعاع الحضاري المصري, الي أن عين وزيرا للثقافة ليضع سياسة واستراتيجية ثقافية رسخت خلال عشرين سنة البعد العالمي للحضارة المصرية وتنوعها وتقاليدها التراثية الضاربة عبر التاريخ. ولاشك أن مصر حينما تطمع في الفوز بمقعد اليونسكو ليتقلد أحد أبنائنا مسئولية ادارة هذا الصرح العملاق تراهن علي مرشح مؤمن بعبقرية مصر وكيانها الذي يفرض نفسه في أي دولة من خلال حضارة السبعة آلاف سنة, الي جانب أن مرشح مصر يتمتع بثقافة غزيرة وإلمام بعصور مصر الحضارية مرورا بالعصر الفرعوني الي القبطي الي الاسلامي, كما أثبت من خلال موقعه الوزاري بأن مصر تتمتع بكل مظاهر المعرفة والابداع في كل المجالات وحقق انجازات ملموسة لابراز تنوع مصر الثقافي, ففاروق حسني يردد كثيرا اعجابه باستاذ فن العمارة حسن فتحي الذي استطاع أن يبني الغرب من خلال فلسفته المعمارية القائمة علي رفع المستوي المعيشي للبسطاء, وبالأديب الكبير نجيب محفوظ الذي وصل الي العالمية من خلال تقديم روايات تعالج البعد الشعبي العريق للشخصية المصرية بكل أبعادها الوطنية ومن خلال حساسيته وذوقه الرفيع استطاع وزير الثقافة المصري أن يروج اصالة ثقافتنا المصرية وتراث مصر العريق في جميع أنحاء المعمورة من خلال المعارض المصرية التي كان لها أكبر الأثر في دعم العلاقات السياسية بين مصر ودول العالم, وهناك مؤشرات إيجابية لاحتمالات فوز مصر بهذا المنصب المرموق,ليضاف الي مناصب أخري فازت بها من قبل مثل الأمانة العامة للأمم المتحدة أو وكالة الطاقة الذرية مجسدة في ابنائها العظماء بطرس غالي ومحمد البرادعي. من بين هذه المؤشرات سحب السلطان قابوس لمرشح سلطنة عمان, إعزازا للرئيس محمد حسني مبارك, وبعد مصر الإفريقي في ضوء تمتع إفريقيا بأربعة عشر صوتا في المجلس التنفيذي لليونسكو المشكل من56 دولة, الي جانب الدور المهم الذي تلعبه وزارة الخارجية المصرية في دعم مرشح مصر والدعم الذي سوف تقدمه خلال القمة الإفريقية الأوروبية المقبلة بلشبونة عاصمة البرتغال, الي جانب إدراك العالم للدور التنويري الذي تلعبه مصر ومحاربتها للإرهاب. ومن المؤشرات المهمة لنجاح فاروق حسني ترحيب الصين الدولة العظمي بترشيح مصر والذي اعتبرته عاملا إيجابيا للدول النامية الي جانب ترحيب فرنسا وايطاليا واسبانيا وقطر والبحرين. كما يحظي فاروق حسني بدعم من شخصيات مؤثرة في المجتمع الدولي, مثل الأغاخان ومن الدول المستقلة حديثا عن الاتحاد السوفيتي مثل أوزبكستان التي سارعت في إعلان رغبتها عن إهدائه الدكتوراه الفخرية. ويبقي فكر فاروق حسني وشخصه ورقة رابحة لفوزه, فقد أعلن بتواضع شديد أن طموحاته كانت دائما مختلفة عن قدره, فلم يتمن في عمره أن يكون وزير ثقافة ولا مديرا عاما لليونسكو, وانه دائما يرحب بالعمل مهما كانت جسامة المسئولية أكثر من المنصب نفسه. عن صحيفة الاهرام المصرية 27/9/2007