- المندوب الالمانى أعلن أنه لن يسمح بدخول الوزيرالمصرى لليونسكو حتى لو تم تعديل دستور المنظمة !! انتهى الماراثون الانتخابي لاختيار مدير عام اليونسكو بفوز "ايرينا بوكوفا" البلغارية الجنسية وحصولها على 31 صوتا في حين حصل مرشحنا فاروق حسني وزير الثقافة على 27 صوتا ، رغم تقدم فاروق حسني في بدايات الانتخابات التي جرت على مراحل خمس ، إلا أن نتيجة سقوطه لم تكن مفاجأة للمراقبين المحايدين ، وقد نقل المراسلون أن الوزير نفسه شعر بسقوطه قبل الانتخابات - نتيجة كثافة التربيطات- فأغلق على نفسه باب حجرته قبل الانتخابات بساعة كاملة . وبينما كان يرى الوزير أن فرصة نجاحه تأتي من باب الاعتراف بالآخر وهو في نظره إرضاء إسرائيل ومهاجمة الحجاب .. كان الغرب يرى أن الأمر ليس له علاقة بإسرائيل ، فأسباب عدم رضاءه عن فاروق – كما أعلنها موقع اليونسكو وكثير من المواقع الإخبارية - هو الفساد في الوزارة التي أدارها 22 عاما ، واستبداد الدولة التي يشارك في حكمها وزيرا ، فذكر موقع "أنقذوا اليونسكوا من فاروق حسني" أن مدير مكتبه أيمن عبدالمنعم قبضت عليه الشرطة متلبسا في قضية رشوة ، وبالتالي فمن غير اللآئق أن نأتمنه على ميزانية منظمة تتجاوز 600مليون دولار سنويا ، في حين ذكرت صحيفة "اللوموند" الفرنسية أن النظام المصري الذي رشح فاروق نظام قمعي ، ويمارس الرقابة الثقافية ، حتى أن جريدة "وول ستريت" وصفت فاروق بأنه قامع ثقافي وأنه يمارس هذا الفعل منذ توليه للوزارة على مدار 22 سنة . التصريحات المعادية لفاروق حسني جاءت على لسان المسؤولين الرسميين أيضا ، فالمراقب العام لليونسكو "أون بالي" وصف فاروق بأنه وزير قادم من دولة استبداية وهو مالا يؤهله لإدارة هذه المنظمة العريقة ، في حين أعلن مندوب ألمانيا أنه لن يسمح بدخول فاروق المنظمة حتى لو تم تعديل دستور اليونسكو ( كانت هناك نية لتعديل دستور اليونسكو بالفعل في حالة فوز فاروق وذلك قبل إقرار النتيجة النهائية في اجتماع اليونسكوا في نوفمبر القادم ) . صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية أكدت أن مبارك يعتبر فوز ووزيره مسألة كرامة شخصية له وتساءلت هل هو الرجل الخطأ في قلب اليونسكو؟! . إهتمام الرئيس مبارك بفوز المرشح المصري انعكس في تسخير أجهزة الدولة بالكامل لإنجاح فاروق حسني في حملة تكلفت أكثر من مليار جنيه - بخلاف إنفاقات رجال الأعمال - وقام الرئيس مبارك بنفسة بإجراء اتصالات واسعة مستخدما علاقاته الشخصية وثقل مصر الدولي ورسله من الدبلوماسيين والوزراء ، حيث سافر هاني هلال وزير التعليم العالي وأحمد أبو الغيط وزير الخارجية الذي استغاث به فاروق قبل الانتخابات مباشرة بالإضافة إلى سفر 40 صحفي وعدد كبير من المسؤولين في وزارتي الثقافة والخارجية ، بالإضافة إلى مرافقي الوزير. من جانبها أعلنت "إسرائيل" ترحيبها بخسارة فاروق للمنصب ، وذكرت صحيفة "يدعوت أحرونوت" أن اتفاق مبارك و"نيتانياهو" بخصوص عدم اعتراض "إسرائيل" على المرشح المصري كان اتفاقا سياسيا فقط ! وهاجمت الصحيفة "نيتانياهو" متسائلة كيف يوافق على ترشيح مثل هذا الشخص لهذا المنصب الرفيع . فاروق حسني جاءت تصريحاته بعد الانتخابات متضاربة ، فقد صرح أن دول الشمال كانت ضد دول الجنوب في الانتخابات ، في حين صرح في مرة أخرى أن دولا أوروبية قد صوتت له ! وجاءت تعليقات المثقفين المصريين بعد الانتخابات في مجملها مؤكدة أن ماتخفيه الدولة من فساد وقمع يعلمه العالم أجمع وهو ما أدى لسقوط الوزير بعد أن أهدر مئات الملايين من ميزانية الدولة ، معتبرين أن الأصوات التي حصل عليها فاروق إنما جائت لما تملكه مصر من تراث حضاري وثقافي ، وليس لشخص المرشح .