ما هى فرص واحتمالات فوز السفيرة مشيرة خطاب مرشحة مصر فى الانتخابات التي ستُجرى على منصب مدير عام منظمة اليونسكو خلفًا لإيرينا باكوفا التي قررت المنافسة على منصب سكرتير عام الأممالمتحدة ؟ وهل تملك المرشحة ومن قبلها الدولة المصرية آليات للضغط أو التدخل لفوزها فى هذه الإنتخابات الصعبة ؟ كيف ستتغلب على العقبة الأهم التى تواجهها وهى وجود أكثر من مرشح عربى فى تلك الإنتخابات ؟ هذه بعض التساؤلات التى تشغل أذهان الكثيرين فى مصر ولذلك رأينا أن نناقش هذه التساؤلات ومحاولة الإجابة عنها بواقعية وشفافية . فى البداية نؤكد على أن السفيرة مشيرة خطاب تحظى بتاريخ هائل من الإنجازات فى أكثر من مجال سياسى واجتماعى وثقافى على المستويين الداخلى والدولى ولا يتسع المجال لذكره وقد نعود اليه بالتفصيل عندما نتناول هذه الإنتخابات ( ملحوظة .. هناك انتقادات توجه اليها من جانب البعض داخل مصر منها الموافقة على انفاقية السيداو التى تطالب بالحرية الجنسية وحرية تنقل المرأة فى أى مكان بدون موافقة الزوج واباحة الشذوذ الجنسى .. الخ , كما يأخذون عليها تصريحاتها التى أدلت بها منذ سنوات بأنها كانت تحلم بأن تكون راقصة فى فرقة رضا للفنون الشعبية ) . على الجانب الآخر أتوقف أمام التصريحات التى أدلت بها مشيرة خطاب فى الأسبوع الماضى خلال اجتماع لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب حيث اعترفت أن : " المنافسة شرسة ولدينا فريق قوى يدعمنى، وأحظى بدعم داخلي، وهذا يساعدنا خارجيا وهدفنا حصول مصر على هذا المنصب، وقالت نحن فريق عمل كبير معنا وزراء، وبرلمان، والشباب يديرون وسائل التواصل الاجتماعي، ونعمل بأسلوب علمي شديد على مدى الساعة، ولدينا هيئة استشارية محترمة ويشاركنا فيها وزير الخارجية. وهنا أتوقف عند هذه النقطة للتأكيد على أننا لا نجيد فن التعامل مع مثل هذه الإنتخابات العالمية , ومن بين الأخطاء التى نقع فيها باستمرار أننا لا نجيد سوى مخاطبة أنفسنا , والحقيقة التى يتجاهلها الكثيرون أن مصر ليس لها ثقل كبير على المستوى الدولى خلال السنوات الأخيرة يمكن أن يكون عامل حسم فى هذه الإنتخابات العالمية . من ناحية آخرى أعجبتنى صراحة مشيرة عند حديثها أمام اللجنة البرلمانية عندما قالت إن المنافسة شرسة، محذرة من كثرة ترشح الممثلين للعرب بقولها هذا يفتت الأصوات وكنت أتمنى أن تعقد الجامعة العربية اجتماع مع الثلاثة مرشحين العرب وتستمع إليهم وتتفق على دعم مرشح واحد، لافتة إلى أن مراكز اقتصادية تسيطر على اتخاذ القرار وليس فقط المراكز السياسية. فى هذا السياق كشفت دراسة مهمة بعنوان ( دلالات ترشيح مصر للسفيرة مشيرة خطاب لخوض انتخابات اليونسكو ) عن تنوع المقومات الداعمة لفرص المرشحة المصرية للفوز بمنصب مدير عام اليونسكو، لعل أبرزها: 1. التوافق الإفريقي على دعم المرشحة المصرية خلال قمة الاتحاد الإفريقي والتي عُقدت في رواندا في الفترة من 16-18 يوليو 2016؛ حيث أعلن سامح شكري -وزير الخارجية- خلال الحدث الذي تم تنظيمه للإعلان عن الترشيح المصري أنه تم اعتماد الترشيح من قبل لجنة الترشيحات التابعة للاتحاد الإفريقي، والمجلس التنفيذي للاتحاد، وكذلك على مستوى القمة، لتصبح بذلك المرشحة المصرية الرسمية للقارة الإفريقية. 2. الخبرات المهنية ومجالات الاهتمام للمرشحة المصرية: حيث تدرجت السفيرة مشيرة خطاب في عدد من المناصب داخل وزارة الخارجية، قبل اختيارها وزيرة دولة للأسرة والسكان، كما شغلت منصب سفير مصر لدى تشيكوسلوفاكيا، ومثلت مصر في جنوب إفريقيا من 1995-1999، كما تولت منصب الأمين العام للمجلس القومي للأمومة والطفولة، يُضاف إلى ذلك خبراتها المتنوعة في العديد من المجالات التي تهتم بها اليونسكو، مثل موضوعات: التعليم، ومحو الأمية، وتطوير المناهج، وحقوق الإنسان، ومكافحة التمييز، والحفاظ على البيئة، ومنع الاتجار في البشر. 3. وجود خبرة مصرية سابقة في خوض المنافسة على منصب مدير عام منظمة اليونسكو، وذلك خلال الانتخابات التي أُجريت عام 2009 خلفًا للياباني كويتشيرو ماتسورا. فبرغم إخفاق وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني في الفوز بالمنصب، إلا أنه حصل على عدد معتبر من أصوات مندوبي الدول 27 صوتًا، مقابل 31 صوتًا للمرشحة البلغارية إيرنا بوكوفا التي فازت بالمنصب بفارق 4 أصوات فقط. وعلى الجانب الآخر كشفت الدراسة تحديان رئيسيان يُواجهان المرشحة المصرية، هما: 1. تفتت الأصوات العربية بين عدد من المرشحين: فمع إعلان مصر الدفع بالسفيرة مشيرة خطاب لخوض الانتخابات، فإن قطر سبق وأعلنت عن ترشيحها لوزير الثقافة السابق ومستشار الأمير الحالي للشئون الثقافية حمد الكواري، كما أعلن المفكر اللبناني د. غسان سلامة الترشح لخوض الانتخابات، فضلا عن احتمالية الإعلان عن مترشحين آخرين، وسيسهم ذلك في تفتيت الكتلة العربية التي لها حق التصويت في الانتخابات القادمة وهي سبع دول فقط: مصر، والمغرب، والسودان، وقطر، ولبنان، وسلطنة عمان، والجزائر. 2. حدود القبول الغربي بفوز مرشح عربي برئاسة اليونسكو: يشكل هذا المحدد أحد العناصر الحاسمة في اتجاهات تصويت المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو، والذي يُقدر عدد أصوات الدول التي لها حق التصويت ب58 صوتًا، فالمجموعة العربية هي المجموعة الوحيدة التي لم يتولَّ أحدٌ من أبنائها منصب المدير العام لليونسكو منذ تأسيسها عام 1945 في ظل وجود مزاج عام غربي لا يدعم وصول مرشحين عرب -برغم تميزهم- إلى المناصب العليا في المنظمات ذات التأثير العالمي، فلم ينجح الأمير علي بن الحسين في انتخابات الفيفا، كما لم يتم إعادة انتخاب الدكتور بطرس غالي لولاية ثانية كأمين عام للأمم المتحدة.