سيدة تعاني توقف للمبايض وذهبت إلي الطبيب المختص وذلك لمعرفة تأخر الإنجاب فأخبر بأن المبايض لا تعمل فسألته هل له علاج قال لابد من زراعة مبيض من امرأة أخري واشترط قبل زراعته معرفة رأي لجنة الفتوي في هذه الزراعة فهل يجوز زراعة مبيض لي من امرأة أخري؟ تجيب علي هذه الفتوي لجنة الفتوي بالأزهر الشريف فتقول إن الله تعالي من حكمته في خلقه أن جعل لهم من أنفسهم أزواجا ووهب لهم من أزواجهم بنين وحفدة إلا أنه قدر ذلك تقديرا بحيث أعطي لكل إنسان حسب تقديره تعالي وتعاظم لا حسب ارادتهم قال تعالي( لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور), الشوري/49]. وفي واقعة السؤال يجوز أخذ عضو من الحي إلي الحي لإنقاذه من هلاك محقق أو لاستعادة وظيفة من وظائفه الأساسية ويشترط في هذا الترخيص شروط1 أن يكون بعيدا عن البيع والشراء بأي حال وبدون مقابل. 2 وجود ضرورة قصوي للنقل بحيث تكون حالة المنقول تستعدي ذلك وأن يكون بينهما درجة قرابة حتي الدرجة الرابعة3 أن يكون هذا النقل محققا لمصلحة مؤكدة من الوجهة الطبية ولا توجد وسيلة إلا النقل4 ألا يؤدي هذا النقل إلي ضرر محقق بالمنقول منه سواء أكان الضرر كليا أم جزئيا ولا يؤثر علي المنقول منه ماديا أو معنويا5 ألا يكون العضو المنقول مؤديا إلي اختلاط الأنساب6 أن يكون النقل بمركز متخصص معتمد ومرخص له بذلك7 أن يكون إعطاء العضو طوعا من المتبرع دون إكراه 8 أن يكون زرع العضو هو الوسيلة الطبية الوحيدة الممكنة لمعالجة المرض, ولقد ناقش مجمع الفقه الإسلامي في مؤتمره السادس المنعقد بمكة المكرمة هذا الأمر وأفتي بأن نقل الغدد التناسلية( الخصية والمبيض) يستمران في حمل وإفراز الصفات الوراثية( الشفرة الوراثية) من المنقول منه إلي المنقول إليه بعد زرعها ولذلك فهو محرم شرعا. لأنه يفضي إلي اختلاط الأنساب ولا تكون ثمرة الإنجاب من الوالدين الشرعيين اللذين بينها عقد زواج. وقد أخذ بذلك مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف من خلال بحث قدمه الدكتور: محمد رأفت عثمان عضو المجمع وهو البحث رقم ستة عشر وذلك في مارس2009 م وقد نقل ذلك عن موسوعة القضايا الفقهية للدكتور: علي السالوس ص808 فلو نقل المبيض بما فيه من مادة وزرع في امرأة أخري وباشر عمله من توليد المادة من الجسم الجديد وكان فيه خليط من مادة الأول ومادة الثاني أدي ذلك إلي اختلاط الأنساب فلا يجوز النقل في هذه الحالة ولذلك اختار الأزهر( منع عملية النقل لعدم الضرورة إليه) ولذلك لو تم النقل وجب أن تكون هناك فرصة لتفريغ المادة المخزونة في المبيض ويطمئن طبيا إلي خلوها تماما منه وذلك أشبه بمدة الاستبراء والعدة حتي لا تختلط الأنساب. وما يقول في نقل المبيض للمرأة يقال في نقل الخصية للرجل, هذا إذا كان الحال كما ورد بالسؤال, والله أعلم.