قال الصحفي الأمريكي توماس فريدمان, إن أي شخص يتابع الأحداث في تركيا عن كثب يعلم أن رجب طيب أردوغان قاد بنفسه انقلابا صامتا وتدريجيا ضد الديمقراطية في تركيا من خلال اعتقال الصحفيين ومطاردة خصومه عبر فرض ضرائب ضخمة وإحياء حرب داخلية ضد الأكراد من أجل إثارة المشاعر الوطنية لتعزيز جهوده للاستيلاء علي مزيد من السلطة, وهي الأمور الذي صنعت من أردوغان سلطان العصر الحديث للأبد. ويري فريدمان في مقال بعنوان ترامب والسلطان نشرته صحيفة نيويورك تايمز أمس أن أردوغان الذي ظل رئيسا للوزراء خلال الفترة من عام2003 إلي عام2014 استطاع من خلال أساليب المناورة والدهاء أن يصل إلي منصب الرئيس الرمزي ويحول جميع السلطات الرئيسية إلي هذا المنصب. وقال فريدمان في مقاله الذي حاول فيه عقد مقارنة بين أردوغان في تركيا والمرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب في الولاياتالمتحدة إن إعلان الكثيرين من المدنيين الذين يعارضون نظام أردوغان الاستبدادي رفضهم محاولة الانقلاب التي وقعت في الأسبوع الماضي يعتبر بمثابة دعوة إلي أردوغان لإثبات التزامه بالمبادئ الديمقراطية الأساسية. وتساءل كاتب المقال ما إذا كان أردوغان سيستطيع الالتزام بذلك, أم سيعود إلي وسائله المفضلة للاحتفاظ بالسلطة وهي تقسيم الأتراك إلي أنصار وأعداء الدولة ونسج نظريات المؤامرة واستغلال محاولة الانقلاب لملاحقة ليس فقط مدبري الانقلاب بل كل من يتجرأ ويتجاوز الحدود؟!. ويقول فريدمان إن المؤشرات الأولية سيئة إذ أقال أردوغان بعد محاولة الانقلاب بيوم واحد2745 قاضيا ونائبا عاما, متسائلا: كيف علم أردوغان من يجب إقالتهم في يوم واحد, أم لديه قوائم بالخصوم معدة سلفا. مضيفا أن أردوغان أقال حتي أمس1500 من عمداء الجامعات كما علق ترخيص21 ألف مدرس بالإضافة إلي إقالة أو اعتقال ما يقرب من35 ألفا من أفراد قوات الجيش والقوات الأمنية وأعضاء السلك القضائي, وذلك في إطار عمليات التطهير التي يقوم بها ضد أنصار المحاولة الانقلابية. وأضاف فريدمان أن أردوغان يستطيع أن يقول ويفعل أي شيء دون أن يدفع الثمن سياسيا خاصة بعد أن أنهي شعور أنصاره بالكرامة وحشد القاعدة المؤيدة له علي أساس نحن وهم الأمر الذي ستعاني منه تركيا طويلا, علي حد قول فريدمان.