قال الكاتب الأمريكي الشهير توماس فريدمان إن هناك تشابها كبيرا بين المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، معتبرا أنه سيكون "رئيسا مثيرا للفوضى" إذا فاز في السباق للبيت الأبيض. وأضاف فريدمان – في مقال رأي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية على موقعها الإلكتروني اليوم /الأربعاء/ – أن تركيا مكان بعيد كثيرا عن "كليفلاند" حيث يعقد الجمهوريون مؤتمرهم الرئاسي، لكني أدعو لدراسة محاولة الانقلابات العسكرية الفاشلة التي وقعت مؤخرا ضد الرئيس التركي، فأمريكا ليست تركيا – لكن فيما يتعلق بالشخصية والاستراتيجية السياسية فإن أردوغان وترامب لم يفصلهما إلا مكان المولد". ورأى فريدمان أن الدراما المتكشفة في تركيا حاليا تنم عن المدى الذي قد تصل إليه حكاية بلد تحيد عن المسار الصحيح بعدما كانت دولة ناجحة في يوم من الأيام، وذلك عندما يشوه زعيم صورة كل خصومه ويغوص في نظريات المؤامرة المجنونة ويعتقد بأنه الوحيد القادر على التمكن من جعل بلاده عظيمة من جديد ويسعى لتثبيت نفسه في الحكم. وأوضح أن أي شخص يتابع الشأن التركي عن قرب يعلم أن أردوغان يصعد انقلابه الخاص ضد الديمقراطية في تركيا منذ أعوام في صمت وبشكل تدريجي – من اعتقال صحفيين وفرض ضرائب ضخمة على الخصوم وإحياء حرب داخلية مع أكراد تركيا من أجل إذكاء مشاعر القومية بغية الدفع بجهوده لانتزاع السلطة – وبوجه عام فإنه يجعل من نفسه سلطان مدى الحياة على الطراز الحديث. وأعرب فريدمان عن سعادته بفشل الانقلاب خاصة بالطريقة التي انتهى بها – في ضوء الكم الكبير من الأتراك العلمانيين الذين يعارضون في الحقيقة الحكم السلطوي لأردوغان وما تسبب فيه من إساءة لهم – فخروج الانقلابيين على أساس مبدأ تعزيز الديمقراطية في تركيا كان عملا مبهرا من الحكمة الجماعية بالفعل وإظهار للحساسية الديمقراطية. ووفقا للكاتب الأمريكي، فإن المأساة الحقيقية هي أن أردوغان كان زعيما رائعا خلال الأعوام الخمسة الأولى من حكمه وصعد بالفعل بالاقتصاد التركي والطبقة الوسطى في البلاد، لكن منذ ذلك الوقت أصبح يعتقد أنه الشخص المهم وبدأ يزداد سوء التصرف لديه مما خلق انقساما بين أتباعه الموالين والأكثر تدينا وبين المجتمعات الأكثر علمانية في تركيا. واعتبر أن ترامب يعتمد نفس الأساليب حيث يختلق حقائق ويعول على قطاع الصناعة، كما أنه يتحدث بانتظام عن نظريات المؤامرة – مثل حديثه عن لغة جسد الرئيس الأمريكي باراك أوباما التي قال إنها تنم عن شيء يخفيه الرئيس – في إشارة إلى أن أوباما ليس مرتاحا لإدانة قتل رجال الشرطة على أيدي مسلحين أمريكيين من أصول أفريقية والتعاطف إزاء الإسلاميين المتطرفين. وأضاف فريدمان أن ترامب يعتمد على الرابطة، القائمة على أساس وجود حاجة للمواجهة "بيننا وبينهم"، مع أتباعه من أجل تفادي العقاب على أي إساءة تصرف يقوم بها، كما أن لديه هاجس ببراعته ويستخدم "تويتر" للالتفاف على النافذات الإعلامية التقليدية وذلك من أجل بث أي شيء يريده في دماء الإعلام الوطني. وأكد فريدمان أن انتخاب ترامب سيثبت صحة توقع جيب بوش بأنه سيكون "رئيسا مثيرا للفوضى" مثلما كان "مرشحا مثيرا للفوضى"، كما توقع فريدمان بأن ينزل الأمريكيون بانتظام إلى الشوارع لأنهم لن يتبعوا رجلا يكذب كلما تنفس ولم يقم بأي عمل يحضر به للمنصب ويولد الدعم عن طريق نظريات المؤامرة ويثير الخوف لدى الناس من المستقبل ومن بعضهم البعض. واختتم الكاتب الأمريكي مقاله بالقول إن من يحب ما يجري في تركيا حاليا، سيحب أمريكا ترامب.