علي مدار يومين كاملين حضرت المناقشات والمحاضرات والمداخلات التي تمت خلال منتدي الصحفيين الأفارقة في العاصمة الرواندية كيجالي بدعوة من الاتحاد الأفريقي والذي عقد تزامنا مع فاعليات القمة الأفريقية السابعة والعشرين التي تبدأ أعمالها بعد غد السبت حيث دارت المناقشات بشكل رئيسي حول أجندة2063 للتنمية في القارة وسبل تحقيق التنمية والتكامل في القارة. وفي وجود أكثر من ستين إعلاميا يمثلون أقاليم القارة الخمسة وحضور العديد من المسئولين رفيعي المستوي من الاتحاد الأفريقي لإلقاء محاضرات ترتبط بقضايا القارة الرئيسيةكان المنتدي مهما للغاية حيث تناول العديد من القضايا المحورية وفي مقدمتهاكيفيةقيام الإعلام بدور فعال في توصيل المعلومات الصحيحة عن خطوات التنمية في القارة وأيضا شرح التحديات والمعوقات التي تواجهها الدول الأفريقية لتحقيق التكامل الاقتصادي والتركيز علي ضرورة تفعيل دور المواطن للمشاركة بجدية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في القارة. ولا شك أن المناقشات دارت في العديد من محاورها حول إستراتيجية التنمية في القارة وضرورة إتاحة المعلومات الصحيحة للصحفيين والإعلاميين الأفارقة حتي يكونوا علي دراية كاملة بالخطوات التي تقوم بها دول القارة وجهود الاتحاد الأفريقي في دعم تلك الخطوات التي تصب في صالح المواطن الأفريقي نفسه وبما يتماشي مع الخطة العشرية لتنفيذ أهداف أجندة2063 للتنمية في أفريقيا وهي الخطة التي شاركت كافة الدول الأفريقية في رسم ملامحها واعتمدها القادة في اجتماعاتهم بقمة جوهانسبرج يونيو الماضي. والمثير في الاجتماعات أنها لم تتوقف عند طرح ومناقشة أهداف التنمية وخططها المستقبلية فقط بل تطرقت أيضا إلي أهم التحديات التي تواجهها في القارة وفي مقدمتها الفساد الذي يدمر أي جهود للتنمية وضرورة السعي لمواجهته بكافة السبل المشروعة وأيضا ضرورة بذل المزيد من الجهد من قبل المسئولين في دول القارة لتفعيل التكامل الاقتصادي والاستفادة من التجارب الاقتصادية الناجحة في القارة والتي تضم ثلاثة تجمعات اقتصادية كبري هي الكوميسا والساداك والإيكواس والتي يمكن أن تكون نقطة الانطلاق الحقيقية لتفعيل التكامل الاقتصادي بين دول القارة والاستفادة من مؤتمر شرم الشيخ الذي ضم التكتلات الثلاثة الاقتصادية الكبري في إطلاق اتفاقية التجارة الحرة بين دول القارة وهو ما يعد حال تحقيقه انجازا كبيرا. وأعتقد أن السعي لتحقيق اي جهود للتنمية في أفريقيا دون وقف النزاعات والحروب المسلحة لن يحقق أي نتائج ملموسة ولذا لابد من تكاتف دول القارة لوقف الحروب الأهلية والصراعات حتي تتاح الفرصة للاستثمارات الأجنبية والمحلية أيضا أن تتواجد علي الأرض في أمان دون خوف من اندلاع الصراعات من جديد. وفي نفس السياق أيضا لابد من التكاتف لمواجهة الإرهاب الأسود الذي يسعي لتدمير القارة وإعاقة أي جهود للتنمية وذلك عن طريق تنفيذ استراتيجية أفريقية موحدة لتجفيف منابع الإرهاب وتصحيح الأفكار المغلوطة لدي العديد من شباب القارة وأيضا السعي لتحقيق التنمية ومواجهة الفقر والأمراض في العديد من الدول الأفريقية والتي تعتبر بيئة خصبة للإرهاب ونشر الأفكار الهدامة في ظل وجود أزمات طاحنة يعاني منها الشباب وغياب أي جهود للتنمية في تلك المناطق. والمؤكد أن الإعلام ليس بعيدا عن تلك القضايا بل له دور هام ورئيسي في دعم جهود الاتحاد الأفريقي بالتنسيق مع دول وحكومات القارة لمواجهة الإرهاب ونشر الأفكار الصحيحة وتبني الأفكار الايجابية وتسليط الضوء علي التحديات وطرح الحلول والتأكيد علي أهمية مشاركة المجتمع المدني في دعم أجندة2063 للتنمية في القارة.