هو شاب أمريكي مسلم ينتمي لأسرة مهاجرة من أصول أفغانية, والده رجل اعمال ثري, ويقال إنه كان احد المرشحين لرئاسة الدولة بأفغانستان. زملاؤه يصفونه بانه شخص غضوب ومضطرب ومختلف.تزوج مرتين وسرعان ما هجرته الزوجة الأولي, وذكرت في التحقيقات ان السبب في انفصالهما كان اختلاله الذهني واعتداؤه المتكرر عليها. وصفه ابوه بأنه كان ابنا طيبا مهذبا وأبدي تعجبه من جريمته, ولكنه حكي ان ابنه كان برفقته في مدينة ميامي منذ عام وهناك غضب بشدة عندما شاهد في الطريق اثنين من المثليين جنسيا يتبادلان القبلات, الي هنا لا اعتراض فالفطرة السليمة تنفر من تلك المشاهد وترفضها. لكن الشاب الغاضب اقتحم ملهي للمثليين بأورلاندو الاسبوع الماضي وأطلق النار عشوائيا علي رواده وأصاب اكثر من مائة شخص توفي نصفهم في الحال, ثم من هناك اتصل برقم الطوارئ الامريكية وقرأ علي الشرطي قسم الولاء لداعش. وهكذا حدثت أسوأ جريمة لإطلاق النيران في تاريخ الولاياتالمتحدة. لأول وهلة يبدو ان التطرف الديني هو الدافع لارتكاب الجريمة, فالقاتلبايع داعش ثم نفذ بنفسه ما رآه العقاب الإلهي الواجب,فهويكره اللواط الذي يذكر الإسلام انه من كبائر الفواحش وحذرت منه جميع الأديانالسماوية, وحكت لنا مصيرقوم لوط الذين اهلكهم الله لإصرارهم علي الرذيلة. غير انالتحقيق مع زوجته الثانية وفحص حاسوبه الشخصي فجرا مفاجأة لم تكن في الحسبان,فقد تبين انه لم يكن متدينا فقد كان يعاقر الخمر ويواعد الشواذ وسبق له الذهاب الي ملاهي المثليين جنسيا عشرات المرات وكثيرا ما كان يهذي عقب الإفراط في الشرب او عقب احدي موجات الغضب. اذن فنحن امام مشكلة عقلية لشاب مختل ومضطرب الهوية وكاره لنفسه ولسنا امام حالة تطرف اسلامي, وهنا يبرز السؤال: ما السر اذن وراء مبايعته لداعش في لحظاته الأخيرة؟ من وجهة نظر كاتب المقال هي محاولة من الشاب المختل لإعطاء حياته الموشكة علي الانتهاء هدفا ساميا وإيجاد معني لجريمته البشعة ألا وهو محاربة الرذيلة ونصرة الدين, لاحظ ان فاروق وملك مرتكبي جريمة كاليفورنيا فعلا نفس الشيء عندما اعلنا ولاءهما لداعش في نفس يوم ارتكابهما الجريمة. توابع الجريمة متعددة. هللت داعش واتباعها من المعتوهين وكان قد سبق أن دعا متحدث لداعش جميع الذئاب المنفردة( او كل مختل متمرد علي مجتمعه) ان ينفذ أعمالا ارهابية ضد قوي الشر والطغيان في شهر رمضان مبارك!. رغم ادانة مسلمي أمريكا للحادث, فقد انكمشوا وتوقعوا ردود فعل غاضبة وانتقامية وبالفعل لم يسلم بعضهم من الشتائم والإهانات. ظهر ترامب ليقول للشعب الامريكي: الآن تعرفون اني كنت علي حق! وأظهرت استطلاعات الرأي العام ارتفاع شعبية ترامب عقب الحادث وان كانت هيلاري لا تزال هي المتفوقة. أثار الرئيس الامريكي اوباما أهمية وضع محاذير علي شراء السلاح, وهو الأمر الذي يحاربه بشراسة لوبي السلاح ولعله من المثير للدهشة سهولة حصولأي مواطن امريكي عادي علي رشاش سريع الطلقات يمكنه حصد عشرات الأرواح في بضع ثوان. للأسف في عالم اليوم ازدادت سطوة التطرف الديني وحدته ليصبح ظاهرة عالمية, فمن رحم جماعات الجهاد ظهرت القاعدة ومن رحم القاعدة ظهرت داعش وغيرها مثل بوكو حرام وشباب وانصار بيت المقدس. وبدون ان نبذل جهدا خارقا في تنقية التراث وإصلاح الخطاب الديني فستستمر تلك الموجات المتطرفة بل وستزداد شراسة, والاخطر انه سينضم اليها كل مختل ومتمرد وكاره لمجتمعه حتي لو لم يكن في سلوكه أية علاقة بالدين. هدي الله الجميع.