أصدر الأمير سليمان منذ456 عاما قرارا بإنشاء الجامع المعلق بالفيوم, ليكون شاهدا علي أجواء شهر رمضان طوال تلك السنوات الطويلة, ومازال إلي الآن يحتفل المواطنون وسط عبق تاريخ ذلك المسجد الاثري والذي يعد من التحف المعمارية الاسلامية بالمحافظة, ويرجع تاريخ انشائه الي أوائل العصر العثماني, وبني في الفيوم في شهر رجب سنة966 ه/1560 م, ويقع في وسط مدينة الفيوم في القسم الشرقي للمدينة بشارع بورسعيد, وقد أمر بإنشائه الأمير سليمان بن جانم بن قصروه كاشف إقليم البهنساوية والفيوم. وقد عرف المسجد باسم المعلق لارتفاعه عن سطح الأرض, فقد كان يصعد إليه بمجموعة من الدرجات المستديرة التي تتقدم المدخل الرئيسي للمسجد, وهي تشبه إلي حد كبير درجات مسجدي الملكة صفية, وأحمد بن طولون بالقاهرة تم تخطيط المسجد علي نفس طراز تخطيط المدارس المتعامدة ذات الإيوانات الأربعة, وأكبرها وأعمقها هو إيوان القبلة, وهو إيوان الحنفية, فقد كان مذهب الدولة العثمانية الرسمي. يتكون الجامع من صحن مكشوف تحيط به أربعة أروقة, ويتوسط جدار القبلة محراب علي هيئة نصف دائرة ممتد إلي أعلي, ويتكون من7 مداميك ارتفاع كل مدماك35 سم, والمدماك السابع من أعلي عليه شريط كتابي بأيات قرآنية الأول به القبلة والمنبر, والثاني يوجد به الباب الأمامي وشبابيك التهوية, والثالث يوجد به الباب الخلفي, والرابع يوجد به مصلي للنساء. وتتزين قبلة المسجد بنقوش مزخرفة, ويوجد بها عمودان وأية قرأنية, كما توجد بعض الرسوم باللون الأحمر, ويوجد علي جانبي محراب القبلة عمودان حجريان, كما يوجد المنبر إلي جواره,وهو من الخشب يحتوي الجامع علي26 نافذة, وهي ليست للإضاءة فقط, وإنما لتخفيف الحمل أيضا وهي مزخرفة بالزجاج الملون, وتوجد فوق كل نافذتين نافذة صغيرة دائرية للضوء, كما توجد شبابيك كبيرة للتهوية. وأكد إبراهيم رجب, مدير عام منطقة الآثار الإسلامية والقبطية بالفيوم, إن للجامع المعلق مئذنة ولكنها مندثرة( غير موجودة) منذ مايزيد عن مائة عام ولا يعرف سبب واضح لذلك وأضاف, إن المسجد المعلق جري له عملية ترميم بدأت في عام2009 وإنتهت في عام2011, مشيرا إلي أن عملية الترميم كانت شاملة للمسجد بالكامل معماريا من الداخل والخارج, وكذلك ترميم دقيق لكل مكونات المسجد الدقيقة كالسقف والمحراب, مؤكدا أن حالة المسجد مستقرة تماما.