سنوات طويلة وذكريات جمعت ببنهما كأصدقاء يتشاركون في كل شيء أوقات الفرح والحزن, الضيق والفرج, وكذلك في مكان واحد يعيشان فيه فهما جاران وليسا صديقين فقط. وفي حي صغير بمدينة أبشواي بالفيوم نشأت تلك الصداقة التي استمرت سنوات, منذ صغرهما حتي أصبحا شابين في الثلاثين من عمرهما وأواصر الصداقة تشب وتكبر بداخلهما, والجميع في هذا الحي البسيط يعرف جيدا هذه الصداقة فهما لا يفترقان. استمرت تلك الصداقة متينة وقوية حتي عرف الشيطان طريقه لقلب الصديقين وأدخل فيه الشك الذي وصل لحد الكراهية بعد تكرار الخلافات بينهما, ولم يستطع أحد منهما أن يتصدي لوساوس الشيطان ولم تنتصر الصداقة بعد تلك الخلافات. فبعد أن تزايدت الخلافات بين الصديقين, وصل الأمر إلي المشاجرات التي انتهت إحداها بطعن مصطفي صديقه جمال بطعنة في قلبه أودت بحياة الأخير, الذي لقي حتفه علي يد صديقه الذي شاهده يلفظ أنفاسه الأخيرة أمام عينيه. وكان عامل قد لقي مصرعه, بحي العظامي بمدينة إبشواي بمحافظة الفيوم,متأثرا بإصابته بجرح طعني من آلة حادة, أثناء مشاجرة مع أحد أقرانه لخلافات سابقة بينهما. تلقي اللواء ناصر العبد, مدير أمن الفيوم, بلاغا من مستشفي إبشواي المركزي, يفيد وصول جمال عبدالتواب شعبان علي,(32 سنة), جثة هامدة, ومصابا بجرح قطعي بالقلب نتيجة طعن بسلاح أبيض. وكشفت تحريات المباحث أن مشاجرة نشبت بين المجني عليه وصديقه مصطفي ح. ع,(30 سنة), لخلافات قديمة بينهما, وبعد تقنين الإجراءات تم ضبط الجاني, واعترف بتفاصيل الجريمة. وأحيل المتهم للنيابة العامة التي تولت التحقيق, وأمرت بدفن جثة المتوفي بعد انتهاء الطب الشرعي من تقرير الصفة التشريحية, وحبس المتهم وتحريز سلاح الجريمة.