تحمل السياسة الخارجية التي تمارسها الولاياتالمتحدةالأمريكية العديد من المخاطر التي تهددها كما تهدد العالم, وكما قال الرئيس الأمريكي الأسبق ايزنهاور في خطابه الشهير عام1961 فان الصناعة العسكرية ستتجاوز الأحزاب السياسية والحكومات وستجعل واشنطن متورطة في حروب مستمرة. وذكرت صحيفة( هافنجتون بوست) الأمريكية ان هذه المغامرات العسكرية مستمرة الآن خاصة من خلال العمليات السرية لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكيةCIA التي تقوض الاستقرار السياسي في الأمريكتين وإفريقيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطي, بينما تدافع أمريكا عن هذه السياسة من خلال ادعائها محاربة الإرهاب. ونتيجة لذلك أصبح مواطنو أمريكا أكثر فقرا وأقل أمنا, ناهيك عن تأثير هذه السياسات الأمريكية علي مواطني الدول الأخري التي تتعرض للغزو الامريكي مثل العراق وأفغانستان. وبينما كان يعاني ايزنهاور العقلية العسكرية الأمريكية وتأثيرها علي الدبلوماسية والشئون الخارجية فان الرئيس الأمريكي باراك أوباما يظهر كمحارب سعيد خلال انخراطه في العمليات العسكرية السرية والعلنية العديدة في الشرق الأوسط وإفريقيا, والتي يؤكد أنها تستهدف تجنب التورط في عمليات عسكرية موسعة, وعدم الدفع بقوات موسعة علي الأرض مثلما الحال في سوريا علي سبيل المثال. ووسع أوباما الحروب السرية وحرب الطائرات دون طيار علي وجه الخصوص, وتسعي الحملة الانتخابية لهيلاري كلينتون المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأوفر حظا لتوسيع حلف شمال الاطلنطي( الناتو) الي حدود روسيا ليشمل أوكرانيا وجورجيا, كما أنها أعلنت دعمها التدخل العسكري في سوريا وليبيا, ومن الصعب ان نري عملا عسكريا تعارضه هيلاري. السلام والأمن والديمقراطية كلها أهداف تتطلب دعوة الولاياتالمتحدة لإنهاء حروب المخابرات الأمريكية.. وكما ذكرت( هافنجتون بوست) فانه لا توجد مؤسسة في تاريخ أمريكا تعاني الفشل المزمن مثل المخابرات الأمريكية. وأكدت الصحيفة أن الولاياتالمتحدة تخدع ذاتها عندما تعتبر نفسها منقذا للحرية في جميع أنحاء العالم.. وتتساءل الصحيفة: هل تسعي الولاياتالمتحدة لخوض حروب لانهائية؟ وأشارت الي أن المخابرات لم تتوقف عن عملياتها السرية من انقلابات واغتيالات, وتمتد زعزعة الاستقرار الذي تسببت فيه الولاياتالمتحدة الي70 عاما مضت بما في ذلك سوريا عام1949 وإيران عام1953 وجواتيمالا1954 والكونغو1960 وكوبا1961 وفيتنام1963 والبرازيل1964 والسعودية1964 وغانا1966 وبوليفيا1968 وتشيلي1971 وأفغانستان1979, وايران19871980 ونيكاراجوا1985 والبوسنة1995 وأفغانستان2001 والعراق2003 وهايتي2004 وليبيا2011 وفي سوريا من2011 حتي الوقت الحاضر, علاوة علي حروب سرية أخري لم يتم الكشف عنها. وأسفرت كل العمليات السابقة عن إشاعة الفوضي في الدول التي تمت بها, وكان انهيار الاتحاد السوفيتي عام1991 فرصة لتوسيع غير مسبوق للقوة الأمريكية, واتجهت واشنطن لتوسيع حلف الناتو في الولايات السوفيتية السابقة لتصبح قريبة من الحدود الروسية. وشمل توسع( الناتو) التشيك والمجر وبولندا عام1999 وبلغاريا ورومانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا وأستونيا ولاتفيا وليتوانيا عام2004 وألبانيا2009, وفي عام2008 دعت أمريكاأوكرانيا وجورجيا للانضمام للحلف, كما اتجهت واشنطن للإطاحة بالحكومات الحليفة لروسيا في الشرق الأوسط واستبدال حكومات صديقة لها بها خاصة في سورياوالعراق وإيران, ولا توجد مشكلة لدي واشنطن في دعم الطغاة والإرهابيين لمواصلة تلك الخطة, فقد دعمت أمريكا المرتزقة في الحرب العالمية الأولي والآن تدعم تنظيم القاعدة وداعش.. وبعد الحرب العالمية الثانية اعتمدت علي القوات الجهادية لمحاربة خصومها. من جانبه, يعترف الرئيس الأمريكي باراك أوباما ببعض الحقائق القاسية المتعلقة بالسياسة الخارجية التي فشلت فيها أمريكا, فهو يصف كيف انجرفت بلاده بدون تفكير نحو الحرب, وكيف سعت وزارة الدفاع الأمريكية( البنتاجون) مرارا لتصعيد القوة العسكرية, حيث تميل واشنطن لجعل ردودها في السياسة الخارجية( مسلحة).