استنكر البيت الأبيض بشدة أمس أحدث سلسلة من الهجمات التي نفذها تنظيم داعش في العاصمة العراقيةبغداد, وقال إنها استهدفت المدنيين بشكل أساسي. وقال جوش إيرنست, المتحدث باسم البيت الأبيض للصحفيين: هذه السلسلة من الهجمات التي نفذها التنظيم هي زحدث تذكير بالخطر الذي يشكله بالنسبة لجميع العراقيين وبأهمية أن يعمل القادة العراقيون من جميع الطوائف معا ضد عدو مشترك. وقالت مصادر في الشرطة وأخري طبية إن72 شخصا علي الأقل قتلوا وأصيب أكثر من140 آخرين في ثلاثة تفجيرات في بغداد امس استمرارا لأعنف موجة هجمات تشهدها العاصمة العراقية منذ بداية العام الحالي. وتبني تنظيم داعش تفجيرا انتحاريا أسقط38 قتيلا وأكثر من70 جريحا في سوق بحي الشعب ذي الأغلبية الشيعية في شمال بغداد. وقالت المصادر إن سيارة ملغومة انفجرت في حي مدينة الصدر القريب فقتلت28 شخصا علي الأقل وأصابت57 آخرين بينما انفجرت أخري في حي الرشيد الذي يسكنه مزيج من السنة والشيعة في جنوببغداد مما أدي إلي مقتل ستة وإصابة.21 وقال مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بيان إن العبادي أمر باعتقال المسئول الذي يتولي قيادة الأمن في حي الشعب عقب الهجوم. ولم يقدم البيان سببا للاعتقال. وأدت هجمات أعلنت داعش مسئوليتها عنها في المدينة وحولها الأسبوع الماضي إلي مقتل أكثر من100 شخص الأمر الذي فجر الغضب في الشوارع بسبب إخفاق الحكومة عن ضمان الأمن. وتحسن الوضع الأمني إلي حد ما في بغداد في السنوات الأخيرة مع انحسار التوترات الطائفية وتعزيز الأمن حول المدينة. ولم تحاول داعش التي تسيطر علي مساحات من شمال العراق وغربه الاستيلاء علي بغداد لكنها دأبت علي شن هجمات وتفجيرات فيها مستهدفة مناطق يسكنها الشيعة وأهدافا حكومية. ومع ارتفاع عدد الضحايا هناك مخاوف من أن تسقط بغداد مرة أخري في هاوية إراقة الدم التي عاشت فيها قبل عقد عندما تسببت التفجيرات الانتحارية لدوافع طائفية في مقتل العشرات كل أسبوع. وزاد ذلك من الضغوط علي رئيس الوزراء لحل أزمة سياسية أو المجازفة حتي بفقدان السيطرة علي مناطق من بغداد لمصلحة داعش بينما يشن الجيش هجوما مضادا ضد التنظيم في شمال العراق وغربه بمساعدة التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة. ويقول العبادي إن الأزمة- التي اندلعت بسبب مساعيه لتغيير التشكيل الوزاري في محاولة لمكافحة الفساد- تعرقل المعركة ضد داعش وتتيح الفرصة لشن مزيد من الهجمات ضد المدنيين. وقال متحدث باسم قيادة عمليات بغداد للتليفزيون الرسمي إن المهاجم في حي الشعب فجر حزاما ناسفا بالإضافة لقنبلة. وأضاف المتحدث أن تحقيقات أولية كشفت عن أن امرأة نفذت هذا الهجوم الانتحاري. وقالت داعش في بيان نشره أنصارها علي الإنترنت إن أحد مقاتليها استهدف مسلحين شيعة بقنبلة يدوية وحزام ناسف. من جانبه, أمر رئيس الوزراء حيدر العبادي بتوقيف المسئول الامني المباشر عن منطقة التفجير الارهابي في منطقة الشعب, وفقا لبيان رسمي. وأسفرت سلسلة التفجيرات التي ضربت بغداد أمس كذلك عن إصابة أكثر من مائة شخص اكتظت بهم مستشفيات المدينة.