أفادت مصادر عراقيىة أن 72 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من 140 آخرين، الثلاثاء، في 3 تفجيرات بمناطق متفرقة في بغداد، استمرارا لأعنف موجة هجمات تشهدها العاصمة العراقية منذ بداية العام الحالي. وتبنى تنظيم "داعش" الإرهابي تفجيرا انتحاريا أسقط 38 قتيلا وأكثر من 70 جريحا في سوق بحي الشعب في شمال بغداد، بينما انفجرت سيارة ملغومة في حي مدينة الصدر القريب من السوق فقتلت 28 شخصا على الأقل وأصابت 57 آخرين، كما انفجرت أخرى في حي الرشيد جنوببغداد مما أدى إلى مقتل 6 وإصابة 21. وقال مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بيان، إن العبادي أمر باعتقال المسؤول الذي يتولى قيادة الأمن في حي الشعب عقب الهجوم، ولكن لم يقدم البيان سببا لإصدار أمر الاعتقال. وأفاد متحدث باسم قيادة عمليات بغداد في تصريحات، بأن المهاجم في حي الشعب فجر حزاما ناسفا إضافة لقنبلة، مشيرا إلى أن تحقيقات أولية كشفت عن أن امرأة نفذت هذا الهجوم الانتحاري. وفي السياق ذاته، أعلن تنظيم "داعش" في بيان نشره أنصاره على الإنترنت أن أحد مقاتليه استهدف مسلحين شيعة بقنبلة يدوية وحزام ناسف، ولكن لم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها عن الهجومين الآخرين. جدير بالذكر أن هجمات شنها تنظيم "داعش" في بغداد ومحيطها الأسبوع الماضي، أدت إلى مقتل أكثر من 100 شخص، وهو ما فجر الغضب في الشوارع بسبب إخفاق الحكومة عن ضمان الأمن. وكان 43 شخصا على الأقل، قد لقوا مصرعهم الثلاثاء، في تفجيرات عدة استهدفت مناطق متفرقة في بغداد، في ثاني موجة هجمات دموية خلال أسبوع واحد، وبذلك تكون حصيلة الهجمات التي ضربت بغداد ومناطق محيطة بها قد بلغت خلال 7 أيام اكثر من 145 قتيلا. والأكثر دموية بين الهجمات، كان الاعتداء الانتحاري بسيارة مفخخة، والذي استهدف سوقا في مدينة الصدر في شرق بغداد، وأدى إلى مقتل ما لا يقل عن 21 شخصا وإصابة 33 بجروح. كما انفجرت عبوة ناسفة في سوق في منطقة الشعب في شمال شرق بغداد، أعقبها تفجير انتحاري بحزام ناسف، نفذته امرأة ما أدى إلى مقتل 19 شخصًا على الأقل، وفقا لحصيلة جديدة أوردتها مصادر أمنية وطبية. وقال المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد العميد سعد معن، أن الهجوم وقع جراء تفجير حزام ناسف، نفذته امرأة، فيما ذكر ضابط برتبة عقيد في الشرطة بأنه جراء تفجير عبوة ناسفة أعقبها حزام ناسف. وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، مسؤولية تنفيذ هذا الهجوم في بيان، قال فيه إن منفذه ويدعى خطاب العراقي قام بإلقاء قنابل يدوية قبل أن يفجر نفسه. من جانبه، أمر رئيس الوزراء حيدر العبادي، بتوقيف المسؤول الأمني المباشر عن منطقة التفجير الإرهابي في منطقة الشعب، وفقا لبيان رسمي، وهي المرة الأولى منذ سنوات عدة، تقوم فيها امرأة بتنفيذ اعتداء انتحاري في العراق. ففي 2008، شهد العراق واحدة من أعنف الهجمات في سوق بيع الماشية، نفذته امرأتان معاقتان ترتديان حزامين ناسفين، واسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص. وفجرت امرأتان نفسيهما في أحد أكثر الأضرحة قدسية للشيعة في البلاد، عام 2009 أسفر عن مقتل 60 شخصا، فيما قتلت انتحارية ترتدي حزاما ناسفا في عام 2010 نحو 40 شخصا. ثغرات أمنية في بغداد ونفذ الهجوم الثالث، بواسطة شاحنة مفخخة في سوق شعبية، في منطقة الرشيد الواقعة في جنوب غرب بغداد، ما أدى إلى وقوع 3 قتلى. واسفرت سلسلة التفجيرات التي ضربت بغداد اليوم الثلاثاء، كذلك عن إصابة أكثر من 100 شخصا، اكتظت بهم مستشفيات المدينة. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجيرات التي وقعت في مدينة الصدر والرشيد، لكن التنظيم المتشدد تبنى سلسلة التفجيرات الدامية التي أودت بحياة أكثر من مئة شخص خلال الأيام السبعة الماضية. ووقع اعنف تلك الهجمات الاربعاء الماضي حين قتل 94 شخصا على الأقل في اعتداءات، بينها تفجير سيارات مفخخة يقودها انتحاريون استهدفت مناطق في شمال وشرق وغرب بغداد. وقال العميد يحيى رسول، المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة «إن ما يقوم به داعش من انفجارات في العاصمة هو نتيجة انكساره في مناطق أخرى وبسبب قرب معركة تحرير الفلوجة، أبرز معاقل الجهاديين على بعد 50 كيلومترا إلى الغرب من بغداد». وانخفض معدل الهجمات في بغداد خلال فترة استيلاء التنظيم على مساحات شاسعة في شمال وغرب البلاد في حزيران/يونيو 2014، بسبب تركيز الجهاديين خلالها على مسك الأرض وفتح معارك في جبهات أخرى واستخدام كميات كبيرة من المتفجرات لتفخيخ مواقع وشوارع خارج مدينة بغداد. ونجحت القوات العراقية مؤخرا في استعادة السيطرة على مساحات واسعة من قبضة الجهاديين لكن في الوقت ذاته صعد التنظيم هجماته بواسطة تفجيرات انتحارية وسيارات مفخخة خلال الاسابيع القليلة الماضية. وبدأت القوات العراقية، اليوم الإثنين، عملية كبيرة لاستعادة السيطرة على قضاء الرطبة الذي يعتبر عقدة استراتيجية على الطريق السريع الرابط بين بغداد والأردن. وفي الوقت الذي تلقى آلاف من قوات الأمن العراقية التدريب من قبل التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة، لا تزال الخروقات الأمنية تتكرر بشكل دائم. ولاتزال قوات الأمن العراقية، تستخدم أجهزة مغشوشة للكشف عن المتفجرات على الحواجز الأمنية، على الرغم من محاكمة من باعها بتهمة الغش قبل 3 سنوات والحكم عليه بالسجن 10 سنوات.