إذا كنا قد نسينا المخرج الكبير الراحل يوسف شاهين, فإن السينماتيك الفرنسي العريق لم ينسه, وكذلك مهرجانه المفضل كان السينمائي الدولي, فلم يكتف الجانبان بعرض نسخة جديدة مرممة من فيلمه الشهير وداعا بونابرت1985 في إطار قسم كلاسيكيات كان بالدورة69 من المهرجان الأهم والأكبر في العالم, بل احتل جو صدارة النشرة التي أصدرها السينماتيك الفرنسي بمناسبة المهرجان. كما تم تخصيص افتتاحية النشرة, التي حملت توقيع رئيس السينماتيك المخرج الكبير كوستا جافراس ومديره فريدريك بونو, لشاهين وتراثه.. وجاء في الافتتاحية والموضوع الرئيسي أن السينماتيك الفرنسي يقدم النسخة الجديدة من بونابرت في كان2016 كمجرد بداية لحملة موسعة لترميم أفلام شاهين كلها وتنظيم برنامج ضخم لعرض الأفلام المرممة عام2018 في الذكري العاشرة لرحيل المخرج الكبير. وأضاف جافراس وبونو أن الحملة, التي بدأت هذا العام, تتم بالتعاون بين الكثير من المؤسسات الدولية, كما حدث مع بونابرت, الذي شارك في ترميمه السينماتيك الفرنسي وشركة مصر العالمية وأرشيف موناكو وجهات أخري تحت إشراف سيلين شارنتون وماريان خوري وإيرفيه بيشار في باريس, مشيرين إلي أن شاهين من أهم مخرجي بلده والعالم, وأنه لابد من الحفاظ علي أفلامه للأجيال القادمة. وأوضحا أن السينماتيك الفرنسي يمتلك معظم أفلام شاهين, مما سيسهل عمليات الترميم التي ستشمل أفلامه القديمة الأبيض والأسود, وقالا: إن المخرج الراحل امتلك رؤية فريدة للعالم استطاع فيها أن يجمع بين النقد الساخر واللمسة الإنسانية. من ناحية أخري, فجر الداعية الإسلامي معز مسعود الجدل بين أوساط المصريين والعرب في كان حول فيلم اشتباك بعد إعلانه أنه شارك في إنتاجه. وكان مسعود حضر حفل افتتاح قسم نظرة ما وعرض الفيلم المذكور في كان وجلس إلي جوار منتجه محمد حفظي, كما انتشر فيديو له وهو يصعد علي السجادة الحمراء مع مخرج الفيلم ومؤلفه, الأخوين محمد وخالد دياب. قيل وقتها إنه مجرد صديق لصناع الفيلم, حتي أعلن مسعود, من خلال صفحته الرسمية عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر, أن الفيلم إنتاج مشترك بينه وبين المنتج محمد حفظي وبين عدة منتجين عالميين, قائلا: الفيلم يعد امتدادا لتعاوني الفني مع محمد وخالد دياب, بعد خطوات الشيطان, وسعيد بنجاحه في مهرجان كان. ودار الجدل حول معني ودلالة هذه الخطوة غير المسبوقة, وانفراد مسعود بالإعلان عنها إن كان حسابه صحيحا دون أن يكون اسمه مكتوبا علي تترات العمل وملصقاته.. وتخوف البعض- ممن لم يشاهدوا الفيلم- من أن يكون إقدام الداعية علي المشاركة فيه مقترنا بتوجهات محددة للعمل بعيدة عن الشق الفني, أما من شاهدوه وأنا منهم فلم يلمسوا وجود هذه التوجهات, ولم يشعروا بمقاصد سياسية أو غيرها قد تجعل منه أداة لنشر أفكار بعينها, حيث يكتفي بعرض جميع فئات الشعب المصري ويدعو للتعايش بينها.