مثلما كان متوقعا, مر يوم25 ابريل عيد تحرير سيناء وقد عمت مصر جميعها مظاهر البهجة والنصر لذكري تحرير كامل تراب سيناء من الاحتلال الإسرائيلي, لقد دعا البعض للتظاهر في هذا اليوم للتنديد بالنظام والمطالبة برحيله لأنه فرط في الأرض( جزيرتا تيران وصنافير), فخرج الشعب ليعبر عن وقوفه خلف النظام ويعلن عن ثقته الكاملة فيه وفي رئيسه, واتسم خروجه ومظاهر احتفاله فيها بالعفوية والتلقائية, التي أراد بها التعبير عن تأييده اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية برفع صورة السيسي وعلم السعودية خلال وقفاته, كما عبروا بتلقائية فطرية عن ثقتهم في مؤسستهم العسكرية الوطنية فوضعت البعض منهن حذاء بيادة فوق رأسها. لقد توعد بعض من يسمون أنفسهم بالنشطاء السياسيين وراسبي النجاح في انتخابات رئاسة الجمهورية السابقة, كحمدين صباحي وخالد علي بالدعوة لتحويل هذا اليوم لتظاهرة شعبية حاشدة رفضا لسياسات النظام, فكان علي العكس بمثابة استفتاء شعبي جديد عبر فيه الشعب عن مدي تمسكه بالحكم وبالسيسي رئيسا, احتلت الجماهير منذ الصباح الباكر بعض الميادين العامة التي قيل ان هؤلاء سيتظاهرون بها, فلم يمكنوهم من تنفيذ ما أرادوا, وتجاوز بعض الاهالي في التعامل مع من وجد منهم بالميادين كميدان عابدين فلقنوه درسا مبرحا هرب علي اثره نفادا بجلده. بالطبع التظاهرات السلمية حق كفله الدستور, وهي معمول بها في كل دول العالم, ولكن شريطة ان يلتزم المشاركون فيها بإطار القانون والنظام, وليس مثلما حدث في ذلك اليوم حين أحرق بعض المتظاهرين عربة شرطة وأصابوا بعض من فيها من المجندين, فكان هذا الفعل مجرما قانونا وسياسيا أيضا, سياسيا لأننا دولة حتي الآن ليست مستقرة امنيا كدول أوروبا الغربية التي تشهد ميادينها وساحاتها العديد من التظاهرات السلمية, فمازالت تدبر ضدنا المؤامرات ممن يريدون استكمال مخطط الشرق الوسط الجديد بقصد تركيع مصر وإدخالها في حروب أهلية تمهيدا لتقسيمها كما حدث مع بلدان عربية اخري كانت في يوم من الأيام من مظاهر قوة ومنعة الكيان العربي. نحن لا نخون من دعا لمثل تلك التظاهرات المكدرة للأمن والاستقرار, فدوافعهم السياسية الذاتية معروفة للجميع, ولعل هذا كان احد أسباب فشل ما دعوا اليه, إلا أن أفعالهم والمطالبة المسبقة للشعب لأيام قبل هذا اليوم بالنزول للشوارع لتغيير النظام لا يمكن إلا أن تصب فقط في مصلحة من يريد الشر بمصر, ولعل خير دليل علي ذلك أنهم حينما أرادوا أن يفسدوا لمؤسسة الشرطة التي لا غني لأي مجتمع عنها فرحتها قاموا بما فعلوه في عام2011 يوم عيدها25 يناير, وحينما أرادوا أن يفسدوا للقوات المسلحة احتفالها بعيدها عيد تحرير سيناء كاملة اختاروا25 أبريل, فهل تلك مجرد مصادفاتأم اننا امام خطة منهجية لإفقاد المصريين ثقتهم في إنجازاتهم وفي تضحيات ودماء أبنائهم البواسل, فالشعب المصري بذلك هو من اضاع علي الاسرائيليين والاخوان محو ذكري تحرير سيناء, واثبت للثوريين الاشتراكيين و6 ابريل والاخوان انهم متمسكون برئيسهم, واثبت ان مصر بحدودها لم ولن تقسم وأرضها ليست للبيع وان الشعب لم ولن يقبل تقسيمها واثبتوا أن وطنهم لهم وليس لغيرهم.