مصر لها حقوق علي الإنسانية عربها وعجمها, مسلميها وغير مسلميها, وهذه الحقوق توجب البر بها من التعاون معها علي الخير والبر, وبذل المودة والمحبة لها وعدم الإضرار بها. في التاريخ الديني حوادث وأحداث بمجموعها علي فريضة البر والصلة لمصر فمن ذلك: أ) تجلي الله عز وجل لجبل في سيناء مصر, قال الله تعالي :( فلما تجلي ربه للجبل جعله دكا وخر موسي صعقا)143 الأعراف وجه الدلالة: أن سيدنا موسي عليه السلام وصل إلي طور سيناء لمناجاة الله تبارك وتعالي وكان من طلبه عليه السلام رؤيته لربه عز وجل لإلحاح بني إسرائيل, فأخبره الله تعالي عدم تحقيق ذلك, ولكن ينظر الي الجبل الذي لما ظهر نوره سبحانه للجبل علي الوجه اللائق كان ما كان من أمره. ب) قداسة وادي سيناء, قال الله تعالي :( فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوي)12 طه وجه الدلالة: علل الله عز وجل أمره لموسي عليه السلام خلع لوجوده بالوادي المقدس المبارك المسمي طوي. ج) عراقة جزء غال من سيناء وقع في الميقات لسيدنا موسي عليه السلام وفيه تلقي التوارة من الله عز وجل :( وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا إلي موسي الأمر وما كنت الشاهدين)44. القصص د) مصاهرة سيدنا إبراهيم عليه السلام أبي الأنبياء عليهم السلام لأهل مصر وتزوجه بسيدتنا هاجر عليها السلام وولادتها, لابنها سيدنا إسماعيل عليه السلام جد العرب العاربة, والمعمر لوادي غير ذي زرع( مكة) وبنائه مع أبيه سيدنا إبراهيم عليه السلام للكعبة المشرفة:( وإذا يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل)127 البقرة وجعل تصرفات هاجر عليها السلام من مناسك الحج والعمرة( السعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط), ورمي الجمرات في يوم العيد وتالييه في مناسك الحج, وشعيرة الأضحية فداء سيدنا إسماعيل عليه السلام ( وفديناه بذبح عظيم)107 الصافات ه( ولادة سيدنا موسي وهارون عليهما السلام بمصر. و) لجوء سيدنا المسيح عليه السلام وأمه سيدتنا مريم العذراء الطاهرة عليهما السلام إلي مصر وإلي ذلك الإشارة بألطف عبارة في قرآن من رب العالمين( وجعلنا ابن مريم وأمه آية وآويناهما إلي ربوة ذات قرار ومعين)50 المؤمنون وجه الدلالة: ذكر الله عز وجل بعضا مما أنعم به علي المسيح وأنه عليهما السلام من الإيواء والإسكان في جهة ونفعة من الأرض ذات استقرار لاستوائها وصلاحيتها للسكن لما فيها من الزروع والثمار, وينساب فيها الماء في ربوعها, والراجح أنها أرض مصر. ز) مصاهرة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم لأهل مصر, بتزوجه من سيدتنا مارية القبطية أي المصرية التي ولدت له سيدنا إبراهيم بن محمد عليهما السلام , لأجل ذلك قال رسول الله صلي الله عليه وسلم فيما رواه أبو ذر الغفاري رضي الله عنه : إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط وفي رواية ستفتحون مصر وهي أرض يسمي فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لهم ذمة ورحما وفي رواية فإذا فتحتموها فأحسنوا إلي أهلها, فان لهم ذمة ورحما أو قال ذمة وصهرا علق الإمام النووي رحمه الله تعالي بعد إيراده للروايات في مصنفه الماتع رياض الصالحين ما نصه: قال العلماء: الرحم التي لهم كون هاجر أم إسماعيل عليهما السلام منهم, و الصهر: كون مارية أم إبراهيم ابن رسول الله عليهما السلام منهم. استاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر بالقاهرة