أكد الدكتور محمود عزب مستشار شيخ الأزهر الشريف ورئيس لجنة الحوار، أن مشاركة المسلمين الأقباط في حفل تنصيب البابا تواضروس الثاني ليست حرامًا بل هي من الأمور المستحبة في الشريعة الإسلامية. وأضاف عزب "إن الله لم يحرم علينا التواصل مع اليهود أو النصارى بل سمح لنا بمعاملتهم ومجالستهم وأباح لنا أكل طعامهم وشرب شرابهم كما أباح لنا الزواج من نسائهم ومن هذا المنطلق فإن مشاركتهم أفراحهم وأحزانهم ليست بدعة ولا محرم ولا تدخل على الإطلاق في باب العقيدة كما يتصور البعض". وأكد عزب أن حماية الأقباط من أي عدوان أو اعتداء أو جور يعد عبادة وتقربًا لله عز وجل، وإرضاءً للحبيب المصطفى حيث أوصى بهم النبي -صلى الله عليه وسلم- في أكثر من موضع فقد روت أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أوصى عند وفاته فقال: "الله الله في قبط مصر، فإنكم ستظهرون عليهم، ويكونون لكم عدة وأعوانًا في سبيل الله". وفي حديث آخر قال: "عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنكم ستفتحون أرضًا يُذكر فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيرًا، فإن لهم ذمة ورحمًا". وفي رواية: "إنكم ستفتحون مصر، وهي أرض يسمى فيها القيراط فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها، فإن لهم ذمة ورحمًا"، أو قال: "ذمة وصهرًا". قال العلماء: الرحم التي لهم: كون هاجر أم إسماعيل عليه السلام من الأقباط، والصهر: كون مارية أم إبراهيم ابن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الأقباط أيضًا. والمدقق في أحاديث الرسول يجد أن للأقباط من الحقوق أكثر مما لغيرهم من أهل الديانات الأخرى، فلهم الذمة أي عهد الله ورسوله وعهد جماعة المسلمين وهو عهد جدير أن يُرعَى ويُصان ولهم رحم ودم وقرابة ليست لغيرهم فقد كانت السيدة هاجر أم سيدنا إسماعيل أبو العرب أجمعين من الأقباط كما كانت السيدة مارية القبطية زوج النبي وأم ابنه إبراهيم من أقباط مصر أيضًا.