تمتلك محافظة البحر الأحمر العديد من الوديان المنبسطة والتي تحتوي علي الآلاف من الأفدنة أشهرها وادي دارا والحواشية بنطاق صحراء مدينة رأس غارب ووادي النخيل والقويح بمدينة القصير, علاوة علي عدة وديان منتشرة في المساحة الواقعة مابين مدينتي الشلاتين وحلايب, والأخيرة تفوق في مساحاتها وإنبساط أراضيها ماهو موجود في أي وديان أخري, ونظرا لأن محافظة البحر الأحمر بجميع مدنها ومنذ نشأتها ظلت تستورد جميع ما تحتاجه من الخضراوات والفواكه بصفة خاصة من المحافظات الأخري. لذا قام المحافظ اللواء أحمد عبد الله خلال الفترة الأخيرة بتبني فكرة تجربة زراعة مساحات من الوديان المشار إليها خاصة بالقطاع الجنوبي للمحافظة وبدأ التنسيق مع وزارة الزراعة والقوات المسلحة وجهاز التعمير لتحقيق هذا الغرض وبالفعل بدأت عملية إقامة عدد غير قليل من الصوب الزراعية وزراعتها بالخضراوات وبدأت تلك التجربة بوديان أبو سعفة وأدلديت بنطاق مثلث الجنوب وكانت المفاجأة أن هذه التجربة جاءت بنتائج مبهرة للغاية لدرجة دفعت المسئولين إلي تصدير كمية من تلك المنتجات لمدينة الغردقة وبيعها هناك تحت إشراف المحافظة. ومؤخرا جاءت نتائج مبشرة للغاية أيضا من التجربة الثانية التي أقيمت بوادي القويح بنطاق مدينة القصير مما دفع الأهرام المسائي لفتح ملف وديان البحر الأحمر وطرح سؤالا مهما عن إمكان تحول محافظة البحر الأحمر من محافظة مستوردة لكل منتجاتها لاسيما من الخضراوات إلي محافظة منتجة تسد احتياجاتها وتحقق الاكتفاء الذاتي؟ بداية يقول محمد عبده حمدان- من مواطني مدينة القصير- إنه آن الأوان لتنويع الأنشطة الاقتصادية في محافظة البحر الأحمر وعدم التقوقع حول قطاع السياحة والبترول والصيد من خلال التوجه لاستغلال الثروات الطبيعية الأخري وخاصة ما يتعلق بالوديان المنتشرة علي امتداد الصحراء الشرقية بنطاق المحافظة وهناك نموذج كان يجب أن يكون مشجعا للغاية للتوجه لتلك الوديان وهو نموذج نجاح تجربة زراعات مساحات كبيرة من وادي دارا برأس غارب منذ عدة سنوات والتي جاءت بنتائج ممتازة فيما يخص زراعات الليمون والزيتون والنخيل علاوة علي مزارع للنعام وغيرها وهانحن أمام نجاح تجربتين أخريين في وديان القطاع الجنوبي; حيث نجحت وبشكل جيد للغاية تجربة الصوب الزراعية التي أقيمت بوادي القويح بصحراء القصير وهذا ما يجعلني أطالب المحافظ أحمد عبد الله وهو صاحب هذه التجربة إلي التوسع فيها من خلال زراعة المزيد من الصوب الزراعية في هذا الوادي وكذلك التوجه لوادي النخيل المنبسط الذي يحتوي أيضا علي مئات الأفدنة كما يحتوي علي مخزون جوفي من المياه الصالحة للزراعة بالأشجار المثمرة أيضا مع ضرورة تنفيذ ما وعد به خلال تدشين الصوب الزراعية المشار إليها بوادي القويح والمتعلق برصف الطريق الذي يربط هذا الوادي بالطريق الرئيسي لمزيد من التنمية الزراعية بالمنطقة ويطاب بخلق تجمعات سكانية داخل تلك الوديان يكون نشاطها الزراعة وإقامة مزارع حيوانية وغيرها حتي تتمكن المحافظة من توفير ولو جزء كبير من احتياجاتها الذاتية من الخضراوات واللحوم. ويؤكد المهندس رمضان السنباطي- مدير الإدارة الزراعية بمدينة القصير- أنه تمت زراعة40 صوبة زراعية بوادي القويح و100 فدان بالنخيل و20 فدانا كزراعات مكشوفة كمرحلة أولي من مساحة هذا الوادي التي تزيد علي900 فدان منبسطة وجاهزة للزراعة ويؤكد بأن نجاح التجربة والخروج بنتائج مبشرة من الخضراوات يجعلنا نطالب المحافظة ووزارة الزراعة وجهاز التعمير والقوات المسلحة أصحاب هذه التجربة بمزيد من الدراسات البحثية فيما يختص بمدي صلاحية المياه والتربة في مساحات أخري حتي يمكن الاستفادة منها والسعي لحفر آبار ارتوازية جديدة بخلاف الآبار الثلاث الذي تم حفرها بوادي القويح وتشجيع المواطنين خاصة شباب المنطقة علي اقتحام هذا القطاع من خلال وضع التيسيرات اللازمة لهم ومنحهم قروضا بفوائد ميسرة. من جانبه أكد اللواء وجيه المأمون رئيس مدينة الشلاتين أن منطقة جنوبالبحر الأحمر تحتوي علي وديان ذات خصائص زراعية جيدة منها التربة المنبسطة ووجود مخزون كبير من المياه الجوفية ومن هنا جاء توجه المحافظ أحمد عبد الله بضرورة استغلال إمكانات وادي أبو سعفة وأوديدت وبالفعل تمت زراعة عشرات من الصوب الزراعية وحفر وتطهير عدة آبار ارتوازية لزراعتها وتشجيع البدو بالمنطقة علي اقتحام مجال الزراعة بالفعل جاءت هذه الصوب بنتائج أكثر من ممتازة وتم توجيه كمية من منتجاتها من الضرورات للغردقة ويري أنه في حال توجه الأجهزة المختصة لاستغلال إمكانات الوديان الموجودة بدائرة المحافظة سيتحقق الاكتفاء الذاتي لها من الخضراوات علي الوجه الخصوص ويناشد الأجهزة الوزارية المختصة بمزيد من حفر وتطهير الآبار الارتوازية بالمنطقة لمزيد من زراعات الصوب بالخضراوات. ويقول المهندس حسني منصور رئيس جهاز التعمير بالبحر الأحمر إن جهاز التعمير يقوم الآن بتنفيذ مشروع للتنمية المتكاملة بوادي القويح بمدينة القصير تضمن زراعة40 صوبة زراعية وزراعة مساحات بالنخيل الطرحي كما يقوم الجهاز الآن بإعداد دراسات علمية حول تواجد المياه كميات من المياه الجوفية بوادي أبرق ووادي النخيل والتأكد من مدي كفايتها للزراعة ومدي صلاحيتها للزراعة أيضا بهدف تكرار تجربة وادي القويح في أكثر من مكان.