توالت أمس الإدانات الدولية للعقيد معمر القذافي بسبب القمع الوحشي للمسيرات المطالبة برحيله.. وفيما أدان مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة عنف القوات الليبية. وقرر فتح تحقيق دولي في الفظائع التي قد ترقي إلي جرائم ضد الانسانية.. عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا فجر اليوم ناقش خلاله الاجراءات اللازمة لوقف نزيف الدم في ليبيا وايجاد آلية لمحاسبة المسئولين عن انتهاكات حقوق الانسان. فيما أدان مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة أمس عنف القوات الليبية وفتح تحقيقا دوليا في الفظائع التي قال انها قد تصل الي كونها جرائم ضد الانسانية. ووافق المجلس المؤلف من47 دولة بتوافق الآراء علي قرار قدمته وفود تمثل كل المناطق. وأجري الرئيس الأمريكي باراك أوباما اتصالا هاتفيا أمس مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لتنسيق الجهود بشأن الوضع في ليبيا واتخاذ الإجراءات الضرورية بشكل فوري لوقف نزيف الدم في ليبيا وإيجاد آلية لمحاسبة المسئولين عن انتهاكات حقوق الإنسان. وقال البيت الأبيض إن هذا الاتصال يأتي في إطار المشاورات التي يجريها الرئيس الأمريكي مع عدد من زعماء العالم لبحث الخروج من هذه الأزمة, مشيرا إلي أن اتصالات أوباما شملت الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ورئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني للبحث في وضع إستراتيجية مشتركة. من ناحية أخري, قررت السفارة الأمريكية في طرابلس تعليق جميع أعمالها بعد مغادرة جميع موظفيها وعائلاتهم وقررت اختيار دولة أخري لتصريف أعمال الجاليات الأمريكية في ليبيا خاصة من ذوي الجنسيات المزدوجة الليبية والأمريكية وهم بالآلاف, خاصة بعد أن غادر600 أمريكي من ذوي جوازات السفر الأمريكية فقط علي متن عبارة إلي مالطا وعلي متن طائرة أقلعت في اتجاه اسطنبول في طريقها إلي الولاياتالمتحدة. وحذرت' نافي بيلاي' مفوضة الأممالمتحدة لحقوق الانسان أمس من أن الحملة الصارمة الدامية ضد المتظاهرين في ليبيا تتصاعد بطريقة مرعبة, حسب وصفها. ونقلت شبكة سي إن إن الاخبارية الأمريكية عن مفوضة الأممالمتحدة لحقوق الانسان قولها' انه علي الرغم من صعوبة التحقق من صحة التقارير التي ترد من ليبيا, إلا أن الشيء الوحيد الواضح والمؤلم هو أن هناك إنتهاك للقانون الدولي, وان الاجراءات الصارمة التي يتم اتخاذها ضد المشاركين في مظاهرات سلمية تتصاعد بطريقة مرعبة. وأضافت نافي بيلاي قائلة' إن هناك تقارير تشير الي حدوث عمليات قتل واعتقالات تعسفية واحتجاز وتعذيب للمتظاهرين. وأشارت نافي بيلاي الي أن آلافا من الأشخاص إما أنهم لقوا مصرعهم أو أصيبوا خلال الأيام الأخيرة وذلك في الوقت الذي يستمر فيه القتال في مدن عبر أنحاء ليبيا. وأكدت مصادر مطلعة في المجلس الوزاري الأوروبي أن اتفاق أوروبي قد تم بين الدول الأعضاء بالإتحاد الأوروبي علي تجميد أرصدة القذافي وأفراد عائلته ضمن سلسلة عقوبات عليهم علي خلفية الأحداث في ليبيا. وأشارت المصادر إلي أن العقوبات تشمل منع منح تأشيرات دخول أوروبية للعديد من المسئولين الليبيين المتورطين في أعمال عنف ضد المدنيين,' بينهم القذافي نفسه, وبعض المقربين', حسب المصادر التي ذكرت أن الإتحاد الأوروبي يعتبر أن القذافي شخصيا مسئولا عما يجري في بلاده من أعمال عنف وانتهاكات لحقوق الإنسان. وأكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أنه لا بديل عن رحيل الرئيس الليبي معمر القذافي عن الحكم في ليبيا, مشيرا إلي أن بلاده تفكر بدرجة كبيرة, وتنظر بتحفظ إلي القيام بعملية عسكرية ضد نظام القذافي. وقال ساركوزي- في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس التركي عبدالله جول في ختام مباحثاتهما في أنقرة اليوم الجمعة-' نحن نتحفظ علي العمل العسكري, لكن لا بد من تحرير البلاد, وهناك ضرورة كما ذكر الرئيس التركي لإعداد خطة لتقديم مساعدات للشعب الليبي بشكل موسع. وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية بيرنار فاليرو ان فرنسا أعدت مع الولاياتالمتحدة وبريطانيا مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي بشأن ليبيا, وتأمل أن يصدر في أسرع وقت بموجب الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة.