كشفت صحيفة( نيويورك تايمز) الأمريكية عن أن تنظيم( داعش) الإرهابي اخترق أوروبا وخطط لهجمات باريس التي وقعت في نوفمبر الماضي, ثم هجمات بروكسل التي وقعت في بلجيكا أخيرا قبل عامين من وقوع هذه التفجيرات. وذكرت الصحيفة أن التنظيم أرسل سلسلة من عناصره المدربة في سوريا الي أوروبا بهدف تنفيذ هجمات إرهابية صغيرة تهدف لاختبار مدي استعداد الأجهزة الأمنية الأوروبية حتي نفذت الاعتداءات الأكثر دموية المتمثلة في هجمات باريسوبروكسل. وأوضحت الصحيفة أن السلطات المحلية في أوروبا قللت مرارا من هجمات صغيرة ووصفتها بأنها أعمال عنف منعزلة وعشوائية, كما قللت من أهمية صلة هذه الأعمال بتنظيم( داعش). ونقلت الصحيفة عن مايكل تي فلين الجنرال المتقاعد الذي كان يدير وكالة استخبارات الدفاع في بروكسل من عام2012 الي عام2014 أنه كان ينبغي أن تفكر أوروبا في الهجمات الخارجية أكثر من أي وقت مضي منذ أن انتقلت مجموعة من المقاتلين من أوروبا الي( داعش) سوريا عام.2012 وذكرت الصحيفة أن سجلات المشتبه بهم في هجمات بروكسلوباريس تكشف عن نشأة وتطور تنظيم( داعش) داخل أوروبا ومسئوليته عن مقتل مئات الأشخاص في باريسوبروكسل علاوة علي اعتداءات أخري منفصلة في أنحاء أوروبا. وذكرت الصحيفة أن عبد الحميد أباعود الذي أشرف علي هجمات باريس كان معروفا لدي عناصر داعش في أوروبا باسم( أبي), ويعرف الآن المسئولون الأوروبيون أن( أبي) هو( أباعود) الذي اختار ودرب ارهابي داعش لتنفيذ هجمات باريس أعنف ضربة ارهابية علي التراب الأوروبي خلال عقد من الزمن. ويري مسئولون بلجيكيون وفرنسيون أن أباعود كان وراء هجمات بروكسل أيضا فضلا عن هجوم فاشل أخر في إحدي ضواحي باريس الأسبوع الماضي, كما يجري البحث عن عمليات أخري ربما خطط لها التنظيم ولم تنفذ حتي الآن في أوروبا. وحذر أباعود مستجوبيه من المخابرات الفرنسية في أعقاب اعتقاله قائلا: هناك من يفعلون كل ما هو ممكن لضرب فرنسا وأوروبا بالكامل في إشارة الي عناصر تنظيم داعش في أوروبا. وذكرت الصحيفة أنه خلال عامي2012 و2013 تكون تنظيم( داعش) في سوريا والعراق والذي استقطب عدد كبير من الأجانب خاصة الأوروبيين. وأحد القرائن التي تكشف محاولة( داعش) تنفيذ عمليات إرهابية في أوروبا منذ عام2014 عندما أوقفت الشرطة اليونانية سيارة أجرة في مدينة أورستياذا والتي تقع علي بعد أقل من أربع أميال من الحدود التركية, وكان بداخلها المواطن الفرنسي ابراهيم بودينا الذي كان عائدا من سوريا وعثر الضباط في حقائبه علي1700 دولار ووثيقة فرنسية بعنوان( كيف نصنع قنابل) وظل تحت المراقبة حتي تم اعتقاله في فرنسا واكتشفت الشرطة الفرنسية أنه كان جزءا من خلية متطرفة تضم22 إرهابيا آخرين في كان الفرنسية. ووفقا لوكالة المخابرات الداخلية الفرنسية كان ابراهيم أول مواطن أوروبي يسافر الي سوريا وينضم الي داعش وعاد الي فرنسا بهدف تنفيذ عمليات إرهابية. من جانبها ذكرت صحيفة( التايمز) البريطانية أن نحو21 علي الأقل من مقاتلي( داعش) تم إرسالهم الي أوروبا في موجات صغيرة بمعدل اثنين كل شهرين أو ثلاثة أشهر خلال عام2014 والربع الأول من2015, وقد تم إلقاء القبض علي عملاء لداعش في ايطاليا وأسبانيا وبلجيكاوفرنسا واليونان وتركيا ولبنان مع خطط لمهاجمة المصالح اليهودية ومراكز الشرطة في هذه الدول, وتم ضبط أسلحة آلية وأجهزة اتصال لاسلكي فضلا عن مواد كيميائية في حوزتهم. وقال المدعي العام البلجيكي أنه رغم مقتل4 أشخاص في هجوم علي المتحف اليهودي في بلجيكا عام2014 ورغم الأدلة التي تؤكد علاقتهم بداعش تم التصرف مع الحادث علي انه عمل فردي, والغريب ان الشخص الذي نفذ الهجوم علي المتحف اليهودي كان قد أجري اتصالا مع أباعود لمدة24 دقيقة. وأشارت الصحيفة الي أن هجمات داعش خارج أوروبا كانت أكثر فتكا حيث قتل التنظيم نحو650 شخصا في هجمات علي مواقع يرتادها الغربيون من بينها تركيا وتونس. وذكرت الصحيفة أن أبو محمد العدناني هو من يقود تخطيط العمليات الخارجية لداعش, ويقدم تقاريره لأبو بكر البغدادي زعيم التنظيم. ويحدد العدناني وحدة المجندين ويوفر التدريب وتوزيع النقود وتسليم الأسلحة للإرهابيين. وفي تسجيل صوتي عام2014 دعا العدناني المسلمين في كل مكان لقتل الأوروبيين وخاصة الفرنسيين. وخلال عام2015 كان عملاء داعش يجوبون مقاهي الانترنت في سوريا لحشد الدعاية لضم إرهابيين جدد للعمليات الخارجية للتنظيم, وذكر أحد المشتبه بهم في هجمات باريس للمخابرات الفرنسية أن أباعود كان يقوم بتدريبهم في فيلا تقع علي بعد30 دقيقة من الرقة السورية, وكان هناك مجندين آخرين يتحدثون الفرنسية. ومن أوضح علامات قدرة داعش علي الهجمات الإرهابية التقدم في تصنيع القنابل من طراز(TATP) والأحزمة الناسفة التي تم العثور عليها مع مهاجمي باريس كما عثر علي مسحوق أبيض ناسف في حقائب منفذي هجمات بروكسل. تنظيم القاعدة حاول ان ينفذ هجمات قبل داعش في الخارج الا انه فشل وذلك في أعقاب هجمات سبتمبر في الولاياتالمتحدةالأمريكية, وذلك عندما فشل ريتشارد ريد في تدمير رحلة الخطوط الجوية الأمريكية عن طريق التسلل علي متن الطائرة بمادة(TATP) في نعل حذائه إلا ان المحاولة باءت بالفشل. والتفجير بشكل متكرر في هجمات باريس انما يكشف عن جهد أكثر تنظيما من جانب داعش في أوروبا. ونقلت التايمز عن خبراء أوروبيون في مكافحة الإرهاب قولهم أن هناك شبكة إرهابية لداعش في أوروبا مثل شبكة الانترنت لازالت بحاجة الي التتبع وإلقاء القبض علي عناصرها.