نشأت سميحة في مدينة قنا لأسرة بسيطة وتلقت خلال طفولتها العادات والتقاليد الحميدة و مرت السنوات و برت سميحة حتي بلغت سن الزواج وكان لها حظ وفير فيه, حيث أنجبت طفلة في السنة الأولي من زواجها وكانت لحظة ميلادها و ترعرعها أمام أعينها من أجمل لحظات حياتها. ولأن الرياح دائما تأتي بما لا تشتهي السفن تعرضت الطفلة لحادث خطف و توفت في عام2010 الذي كان من أسوأ الأعوام وأحلكها علي سميحة التي كانت قد بلغت من العمر19 سنة إلا أن حالتها النفسية السيئة التي لازمتها عدة أشهر جعلتها تكبر في العمر وأصبحت كأنها بلغت الخمسين عاما. توالت الأيام والشهور والسنوات و دبت الخلافات بينها وزوجها و شاءت الأقدار أن يحدث الطلاق بعد أن نشبت بينهما مشاجرات متعددة لاتهام الزوج لها بالإهمال في رعاية الطفلة مما تسبب في خطفها وخلال عام أصبحت بلا زوج بعد أن تم الطلاق في صمت و قبل أن تتم العام قبلت برجل آخر وتزوجته و حدث الحمل خلال أشهر وشعرت سميحة أن الدنيا بدأت تفتح لها أبوابها من جديد. وفجأة شعرت سميحة بألم شديد ونزيف حاد, فتم نقلها علي الفور إلي المستشفي وهنا كان للأطباء رأي آخر لعلاجها بأن قاموا باستئصال رحمها بعد أن فقدت الجنين في العملية التي أجرتها و خلال أسابيع قليلة كانت سميحة قد أصيبت بإحباط العالم واسودت الدنيا في وجهها إلا أنها لم تستطع إخبار زوجها الذي يعمل بالقاهرة بما حدث وأخذت تفكر في حيلة تحصل بها علي طفل بأي طريقة لكي تضمن عدم الانفصال من زوجها الجديد. لعب الشيطان بعقل سميحة وبدأت تطرأ علي ذهنها فكرة الحصول علي طفل بأي ثمن وما كان منها إلا أن ارتدت النقاب وبدأت تبحث عن الأطفال الرضع لكي تخطف أحدهم وتنسبه لنفسها و تدعي امام الزوج بأنه ابنها الذي أنجبته وبالفعل بدأت تتردد علي المستشفيات الحكومية والعيادات المتخصصة في النساء والتوليد للحصول علي فريستها وكانت مني بائعة المناديل هي الضحية حيث شاهدتها في الشارع و بدأت تنسج خيوطها حولها وأخبرتها بأنها إحدي الأخوات التي تعمل بدار لرعاية الأيتام وأنها لديها جمعية لرعاية الأرامل والأيتام وأنها تستطيع أن تحصل لها علي معاش ثابت من الحكومة من خلال إحضار الأوراق الخاصة بها وبأطفالها وبالفعل وقعت مني فريسة سهلة و نفذت ما طلبته منها سميحة وخلال أيام كانت سميحة قد حصلت علي الرضيع وهربت إلي منزلها إلا أن مباحث قنا كانت قد تمكنت من رصد تحركاتها عبر المشاهدات والأوصاف التقريبية للمتهمة وتمكنت من ضبطها وبحوزتها الرضيع. وبمواجهتها أمام اللواء عبداللطيف الحناوي مدير المباحث الجنائية بقنا أقرت بأنها لاتنجب وأرادت الحصول علي الطفل من أجل زوجها الذي كان سيطلقها حين يعلم انها لن تنجب مرة أخري بسبب عملية استئصال الرحم. كان اللواء صلاح الدين حسان مساعد وزير الداخلية لأمن قنا قد تلقي بلاغا يفيد بقيام المدعوة مني سيد28 سنة بائعة مناديل متجولة ومقيمة بمركز قوص بمقابلة احدي السيدات( المنقبات. ادلت بأوصافها) التي قامت بطلب اوراقها الشخصية صورة البطاقة شهادات ميلاد ابنائها وإيهامها بالحصول لها علي إعانة من الشئون الاجتماعية واستدراجها وبرفقتها رضيعها الطفل مهند ياسر نعمان حديث الولادة بعمر7 ايام وتوجهت بهما لمستشفي قنا العام بدعوة زيارة والدتها المريضة وقامت بمغافلتها والاستيلاء علي رضيعها والهروب به. وبتشكيل فريق بحث برئاسة اللواء عبداللطيف الحناوي مدير ادارة البحث الجنائي والعميد عصام فتحي رئيس قسم المباحث الجنائية بقنا للتحري حول الواقعه وظروفها وملابساتها وتحديد وضبط مرتكبة الواقعة واعادة الطفل تبين قيام المدعوة سميحة صابر29 سنة حاصله علي دبلوم تجارة ربه منزل ومقيمة بمدينة قنا زوجة محمد عبدالله34 سنة مهندس مدني ومقيم بعين شمس في القاهرة بارتكاب الواقعة واختطاف الطفل. وقد قامت مأمورية من الضباط باستهداف مسكن المتهمة, حيث تم ضبطها بمسكنها وبحوزتها الطفل المختطف وبمواجهتها بما توصلت اليه جهود البحث والتحريات والضبط اعترفت بارتكاب الحادث, حيث انها كان سبق لها الزواج من اخر وانجبت منه طفله واختطفت وتوفت في غضون عام2010 وتزوجت بزوجها الحالي وحملت منه وأجهضت في شهرها السادس خلال سفره وقامت باختطاف الطفل لإيهام زوجها عقب عودته بأنه نجله من الحمل المشار اليه حرصا علي استمرار العلاقات الزوجية وخشية عدم انجابها مرة أخري لاستئصال دحمها جراء الاجهاض المشار اليه. وبعرض الطفل المختطف علي المجني عليها تعرفت عليه وكذا مرتكبة الحادث و تم تحرير محضر للمتهمة وإحالتها إلي النيابة التي تولت التحقيق.