تزوجت هناء من أول رجل طرق باب منزلهم وهي مازالت طفلة صغيرة لا تعرف حقوق وواجبات الحياة الزوجية ولكنها رضخت لضغوط والدها حربي وقررت أن تضحي من أجل أسرتها ووالدها ذلك الرجل الفقير الذي يعمل صيادا يخرج في الصباح الباكر بحثا عن الرزق ليدبر احتياجات أسرته الكبيرة من المأكل والملبس. لم تذق الزوجة الصغيرة طعم السعادة مع زوجها محمد فقد كانت تشعر بأنه رجل غريب عنها أجبرت علي الزواج منه فدبت المشكلات بينهما من أول يوم لدرجة أنها كرهت الحياة فكانت كثيرة الخروج من المنزل في غياب زوجها وعندما يعود من عمله ولا يجدها يستشيط غضبا ويذهب تفكيره إلي أبعد مدي حيث يكيل لها الاتهامات التي تمس شرفها ويتهمها بخيانته مع رجل آخر. مرت الأيام وتملك الشك خلالها من زوجها فلا يجد حلا سوي طردها من المنزل لتعود إلي بيت أبيها بحثا عن الأمان والاستقرار ولكن الزوج نجح في إقناع والدها بخيانة ابنته. كانت الصدمة شديدة علي الأب الذي عاش طيلة عمره لا يملك من حطام الدنيا سوي العيش بشرف يتكسب رزقه بعرق جبينه ويمشي بين الناس مرفوع الرأس فقرر التخلص من ابنته خوفا من العار الذي سيدمر حياته وحياة أسرته وهداه شيطانه إلي صعقها بالكهرباء حتي لا ينكشف أمره ويظهر بأن وفاتها قضاء وقدر. وفي ساعة متأخرة من الليل وعلي حين غفلة من والدتها وأخوتها تسلل الأب إلي الغرفة التي تنام فيها ابنته هناء وقام بتكميم فمها حتي لا تصرخ فينكشف أمره ووضع السلك علي يدها وقام بتوصيله بالتيار الكهربائي وما هي إلا دقائق معدودة حتي فارقت هناء الحياة. وفي الصباح طلب حربي من زوجته إيقاظ هناء لتحضير طعام الإفطار له فأصدرت الأم صرخة زلزلت كيان المنزل هرول علي إثرها أفراد الأسرة إلي غرفة هناء ليكتشفوا وفاتها صعقا بالكهرباء. تظاهر والدها بالبكاء علي ابنته المسكينة وصرخ بأعلي صوته قائلا: لقد انتحرت هناء وهرول خارجا من المنزل لإبلاغ مركز شرطة المنشأة بسوهاج بوفاة ابنته نتيجة صعق كهرباء أثناء نومها بغرفة داخل مسكنه تم نقل الجثة للمستشفي وأخطرت النيابة لمباشرة التحقيق.