هو نموذج للمواطن المصري الذي يعشق تراب وطنه ويضحي بكل غال ونفيس من أجلها.. ويلهمه حبها علي الإبداع والابتكار تعبيرا عن ذلك. يقول جلال عبده هاشم: كنت قائدا للمقاومة الشعبية للعاملين بهيئة قناة السويس خلال حرب الاستنزاف التي شعرت فيها بالإحباط والقهر عندما استولي اليهود علي سيناء وتم تهجير أبناء مدن القناة الثلاث لمحافظات الوجه البحري والقبلي بعد أن سقط أعداد كبيرة منهم شهداء نتيجة الغارات الجوية التي شنها العدو علينا وقتها فكرت ضرورة القيام بصناعة تمثال الصمود لشعب الإسماعيلية يحكي نضالهم ومقاومتهم للاحتلال الصهيوني وجمعت أربعة آلاف و500 شظية مختلفة الأشكال والأحجام بمعاونة الأهل والأصدقاء واستغليت مهارتي في إنجاز مهمتي التي استغرقت نحو ثلاثة أشهر جسدت خلالها شخصية جندي مصنوع من الشظايا ترفع يده اليمني بندقية ويحمل في الأخري دانه ويصل طوله لنحو متر ونصف المتر ووزنه312 كيلو جراما وقصدت من ذلك أن يراه أكبر عدد من المصريين لكي أبعث الهمم في نفوسهم للصمود أمام مرارة نكسة.67 ويضيف أن انتصارنا في أكتوبر عام73 أيقظ بداخلي الرغبة في صناعة تمثال يجسد النصر بعد أن أدي تمثال الصمود دوره وتصادف مرور أحد جنود القوات المسلحة بجوار المنزل الذي أسكن فيه بحي المحطة الجديدة بمدينة الإسماعيلية التي لم أبارحها طوال أيام حرب الاستنزاف ونصر أكتوبر وطلبت منه أن يأتي لي بشظايا من قنابل جيشنا العظيم الذي دك حصون العدو علي خط بارليف وجاءني حاملا جوالا مملوءا بالشظايا بعد أيام وانزويت داخل مخزن والدي لكي أصمم التمثال في منتصف نوفمبر73 وانتهيت منه في يناير74 وهو عبارة عن مقاتل يقف رافعا يديه الاثنتين لأعلي مشيرا باليمني بعلامة النصر واليسري يحمل سلاحا ويقف علي حطام طائرة مرسوم عليها نجمة إسرائيل ويبلغ وزن التمثال290 كيلو جرام وتم عرضه في المحافل والتجمعات داخل القاهرة. كما منحت إحدي منظمات العمل الاجتماعي القلادة الفضية للفنان التشكيلي والمؤرخ العسكري الإسماعيلاوي جلال عبده هاشم في احتفالية نظمتها للنماذج المصرية المشرفة والناجحة والمعطاءه للوطن وتقديرا لدوره في تجسيد عبور الجيش المصري خط بارليف عام73 واستعادته أرض سيناء الغالية من أيدي العدو الإسرائيلي الغاشم الذي احتلها في يونيو1967 في تمثالين رائعين الصمود والنصر استخدم فيهما شظايا القنابل ودانات المدافع والدبابات وحطام الطائرات قاصدا إبراز دور القوات المسلحة في الدفاع عن الوطن ووضعهما في ميداني المتحف والإسكان بالإسماعيلية.. وقد أهدي هاشم القلادة للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية للدور البناء الذي يبذله في حماية الجبهة الخارجية والداخلية من شرور الأعداء الذين يحاولوا جاهدين النيل من مصر العظيمة. ويشير الفنان التشكيلي والمؤرخ العسكري الإسماعيلاوي إلي أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات منحه درع النصر في أول احتفال بأعياد نصر السادس من أكتوبر وكرمتني سفارة فيتنامبالقاهرة ووجهوا الدعوة لي لزيارة بلادهم للاستعانة بأفكاري في تخليد حربهم ضد الأمريكان ولا أنسي شهادات التقدير التي منحها لي محمود أمين عمر وعبد المنعم عمارة وعبد العزيز سلامة المحافظين السابقين واذكر أن أحد ضباط قوات الطوارئ الدولية حدثني من أجل شراء تمثال الصمود وقتها بمبلغ ألف جنيه إسترليني لكي يعرضه في مقر الأممالمتحدة إلا أنني رفضت بشدة وأخبرته صناعتي لهذا العمل الفني لوطني الحبيب الذي اعتز بالانتماء إليه. ويوضح أن الجيل الحالي الذي لم يعاصر انتصار أكتوبر المجيد يجب أن يتابع ما فعله رجال القوات المسلحة الذين صنعوا إنجازا غير مسبوق واستشهدوا في سبيل الوطن ومنهم البطل أحمد حسن صائد الدبابات الذي كان ضمن سلاح الدفاع الجوي وأسقط بمفرده13 طائرة4 منهم في ساعة واحدة وفي يوم18 أكتوبر73 وقبل وقف إطلاق النار ببضعة أيام نال شرف الشهادة واستحق أن يحصل علي وسام نجمة الشرف العسكرية وهناك البطل محمد عبد العاطي صائد الدبابات الذي اشتهر بقنص30 دبابة يوم8 أكتوبر بشكل مباشر وكذلك البطل محمد المصري الذي كان ضمن طليعة موجات العبور الأولي في السادس من أكتوبر وطأت قدماه أرض سيناء لأول مرة في حياته ودمر بمفرده27 دبابة بثلاثين صاروخا منها دبابة عساف ياجوري قائد اللواء190 مدرعات الإسرائيلي.