تمر اليوم الذكري11علي رحيل الفنان احمد زكي والذي اثري شاشات السينما والتليفزيون بالعديد من الأعمال بداية من فيلم ولدي عام1972 ونهاية بفيلم حليم الذي لم يشاهده احمد زكي, النمر الأسود من أشهر ما قدم احمد زكي للسينما المصرية تم انتاجه عام1984 والذي تدور أحداثه حول قصة حقيقية لكفاح العامل المصري- محمد حسن المصري- في ألمانيا الذي يتعلم من صغره مهنة الخراطة ويسافر للعمل بهذه الحرفة في ألمانيا. يعاني هذا العامل في الغربة من صعوبة التعامل مع الأخرين لعدم قدرته علي التحدث بالألمانية أو حتي بالإنجليزية, وأيضا يعاني من اضطهاد زميله في العمل بسبب كونه أسود البشرة ويدبر له مكيدة يكون من نتائجها فصل العامل المصري من العمل بدون شهادة خبرة. يتعرف العامل أثناء فترة عمله علي مدرب ملاكمة مصري يوناني فيعتبره صديقا له, ويتدرب علي يديه حتي يصبح بطلا في الملاكمة. ويتعرف أيضا علي جارة له ويقع في حبها, غير أن والدها لا يرضي أيضا بأن تتزوج ابنته من زنجي أسود, إلا أنهما يتزوجان ويفرض العامل نفسه علي الصناعة بفكرة جديدة يطرحها علي ماكينة الخراطة ومن ثم يصبح رجلا مسئولا غنيا له شأنه في ألمانيا. النمر الأسود من إخراج عاطف سالم وبطولة احمد زكي ووفاء سالم التي اجرينا معها هذا الحوار بخصوص كواليس الفيلم: بداية ذكرت الفنانة وفاء سالم عندما قابلت عاطف سالم في امتحانات القبول بمعهد السينما حيث كان يجهز لفيلم بنت السفير للكاتبة السورية سلمي شلاش وقام بعمل تيست لوفاء وكان الهدف هو أن يراها كيف تتحرك أمام الكاميرا وعندما بدا عاطف سالم في التجهيز لفيلم النمر الأسود اتصل بوفاء واخبرها أنها سوف تقوم ببطولة الفيلم, وعندما سألته عن البطل الذي سيلعب دور المصري في ألمانيا اخبرها بأنه الفنان محمد منير, اتجهت الفنانة وفاء سالم قبل تصوير الفيلم إلي ألمانيا وهي علي علم أن من سيقوم ببطولة الفيلم أمامها الفنان محمد منير, ولكنها فوجئت بحضور فريق العمل إلي ألمانيا ولم يحضر منير ولكن حضر معهم احمد زكي.. تقول وفاء ان الراحل عاطف سالم لم يكن يحب الحديث في تفاصيل لا تخدم العمل لذلك لم تسأله وفاء عن سبب تغيير بطل الفيلم.. تذكر وفاء سالم انه ثاني أيام التصوير قام احمد زكي بعزومة لفريق العمل, وكان عندما يجلس معها ما بين مشاهد التصوير يتحدث معها عن أحلامه وكان يري انه ممثل عادي ولابد أن يجسد شخصيات لبعض العظماء والمشاهير حتي يخرج الفنان الحقيقي الذي بداخله فلم يكن يري في يوم من الأيام أن الأدوار التي يقوم بها في الأفلام السينمائية التقليدية يمكن أن توصله إلي النجومية. تحدث معها عن رغبته في تمثيل دور الرئيس الراحل أنور السادات وشخصية الفنان عبد الحليم حافظ علي الرغم من أن هذا الحلم تحدث عنه عام1984 إلا انه حقق أوله في العام2001 الذي أنتجه من حسابه الخاص وكان الأخر او أخر أحلامه هو ان يجسد شخصية عبد الحليم وكان بالفعل في العام2006 ولكنه لم يمهل القدر في مشاهدته.. وتحكي وفاء أيضا أنها أثناء تصوير مشهد تبكي فيه وتركع علي ركبتيها وترجو من زكي عدم مغادرة ألمانيا وبعد انتهاء المشهد مسك زكي بيديها وقال لها انتي فنانة هايلة ولازم تاخدي جائزة. بعد عدة أيام من التصوير اخذ فريق العمل راحة فعرض زكي علي وفاء ان تخرج معه فتقول وفاء أننا انطلقنا من الساعة السادسة صباحا حتي الثانية عشر مساءا نتجول في شوارع ألمانيا ولم يرغب زكي في دخول المطاعم الفاخرة وفضل ان تكون الجولة في شوارع ألمانيا وبين الناس وعندما كان يريد ان يتحدث مع الناس في ألمانيا كان يتحدث بالعربية فلا يفهمه احد ويكتفي الناس بالابتسامة التي كانت تسعده فهو يري حتي الفسحة ترتبط بدوره في تجسيد شخصية مصري لا يعرف الألمانية فهو حتي خارج التصوير وفي حياته الحقيقة داخل الشخصية التي يجسدها وهو ما كان يسعده كثيرا. و تذكر وفاء سالم أيضا انه كان شخصا كريما جدا لا يقوم بحساب ما تبقي في جيبه من نقود, ولا يتحدث أبدا عن حياته الشخصية بل أن كل كلامه عن مستقبله الفني..