ونحن نرصد تتابع الأحداث من حولنا نزداد يقينا بأن الله قد هيأ لمصر جيشا وطنيا يمثل الحصن الحصين الذي يحميها في كل أوقات الخطر. ولا ننسي الموقف الواضح والصريح منذ اللحظات الأولي للثورة ومع صدور البيانات العسكرية عندما أكدت أنها مع الشرعية التي يريدها الشعب, وكيف استقبلت الجموع الغفيرة في ميدان التحرير وبقية المدن أبطال القوات المسلحة بكل الحب والتقدير والعرفان. جاء المشهد تجسيدا للمكانة الرفيعة والعالية المستحقة للمؤسسة العسكرية المصرية بتاريخها الحافل بالتضحيات والبذل والعطاء من أجل سلامة كل شبر من تراب الوطن المقدس, وهو ذات التاريخ الذي تمتليء صفحاته بالانتصارات الخالدة وفي مقدمتها حرب أكتوبر المجيدة والعبور العظيم الذي اعاد لمصر الأرض والكرامة عام1973. وعندما شاهد العالم بالصوت والصورة وعلي الهواء مباشرة فرحة الشعب بقواته المسلحة سارع العديد من القادة والزعماء الدوليين بالتعبير عن عظيم احترامهم لتلك المكانة وثقتهم بأن مصر سوف تجتاز ما حدث وتخرج أكثر قوة وصلابة. النموذج المصري لما أحاط بالثورة والدعم الفوري من الجيش للمطالب العادلة التي قامت من أجلها سيظل علامة فارقة ومضيئة وسط ما تشهده المنطقة من تطورات بالغة الخطورة في الدول المجاورة. ولسنا في حاجة للتذكير بالمعاناة التي تحملها أبطال القوات المسلحة وقت الانفلات الأمني وقد واصلوا الليل بالنهار للقيام بتأمين المدن والمنشأت الحيوية والمصانع وغيرها حفاظا علي الثروات من الضياع. ولايزال حاضرا في أذهاننا جميعا حرص شباب الثورة علي أخذ اللقطات المصورة مع الجنود في الميادين تخليدا للحظة التاريخية التي ستبقي شاهدة علي التلاحم الطبيعي والحقيقي بين الجيش والشعب وهي العلاقة التي عبرت عن نفسها في ذلك الهتاف المتصاعد من حناجر الملايين الجيش والشعب.. إيد واحدة. إنهم خير أجناد الأرض يحمون مصر وشعبها وأرضها بكبرياء وصمت.